إيلاف من لندن: اشتدت الأجواء سخونة على نحو عسكري بين موسكو ولندن، حيث نفت بريطانيا مزاعم روسية بإطلاق طلقات تحذيرية على مدمرة تابعة للبحرية الملكية وإلقاء قنابل على مسار السفينة الحربية.

وادعت وزارة الدفاع الروسية أن زورق دورية حدوديًا أطلق النار على المدمرة البريطانية (إتش إم إس ديفيندر- HMS Defender) بعد دخولها المياه الإقليمية للبلاد في البحر الأسود.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: "من الخطأ القول إما أنها تعرضت لإطلاق نار أو أن السفينة كانت في المياه الروسية. كانت أتش أم أس ديفندر تسلك أكثر الطرق المباشرة والمعترف بها دوليًا بين أوكرانيا وجورجيا"

وأضاف: "كما تعلمون، لا تعترف المملكة المتحدة بمطالبة روسيا بشبه جزيرة القرم ونحن نواصل دعم الإجماع الدولي على أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم أمر غير قانوني".

وزير الدفاع البريطاني
وقال وزير الدفاع البريطانية بن والاس في بيان إن السفينة "قامت بعبور روتيني من أوديسا باتجاه جورجيا عبر البحر الأسود".

وقال: "كالعادة في هذا الطريق، دخلت ممرًا معترفًا به دوليًا لفصل حركة المرور. وخرجت من هذا الممر بأمان في الساعة 0945 بتوقيت غرينتش. وكالعادة، قامت السفن الروسية بظلال ممرها وتم إطلاعها على التدريبات في محيطها الأوسع".

وقال والاس، الذي ظهر في وقت لاحق أمام لجنة الدفاع في مجلس العموم، إن طاقم السفينة إتش إم إس ديفيندر سمع "أصوات تدريب" في مؤخرة السفينة، لكنها كانت "خارج نطاق الرؤية".

استدعاء السفيرة البريطانية
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأربعاء أنها استدعت سفيرة بريطانيا لدى موسكو، ديبورا برونرت، على خلفية حادث المدمرة البريطانية في البحر الأسود، والذي وصفته روسيا بالاستفزاز.

كما استدعت وزارة الدفاع الروسية، الملحق العسكري البريطاني لدى موسكو وسلمت إليه مذكرة احتجاج تنص على أن تصرفات Defender تمثل انتهاكا صارخا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، داعية لندن إلى إجراء تحقيق مفصل في الحادث.

وأضافت أن طائرة حربية من طراز Su-24M أسقطت أربع قنابل بالقرب من السفينة. لكن وزارة الدفاع البريطانية قالت إن سفينة البحرية الملكية كانت "تقوم بالمرور البريء عبر المياه الإقليمية الأوكرانية بما يتفق مع القانون الدولي".

وقالت الدفاع البريطانية في بيان نُشر على تويتر: "نعتقد أن الروس كانوا يجرون تدريبات على إطلاق النار في البحر الأسود وزودوا المجتمع البحري بتحذير مسبق من نشاطهم.

رفض الادعاء
وأضافت: "لم يتم توجيه أي طلقات على HMS Defender ولا ندرك الادعاء القائل بإلقاء قنابل في طريقها".

ويُعتقد أن المواجهة قد حدثت بالقرب من راس فيولينت Cape Fiolent، وهو معلم على ساحل شبه جزيرة القرم

وكانت روسيا ضمت شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014 في خطوة يدينها الغرب الذي لا يزال يعتبرها أراضي أوكرانية.

وكانت موسكو أعلنت أن قوات أسطول البحر الأسود وحرس الحدود الروسية أطلقت اليوم الأربعاء طلقات تحذيرية بعد أن خرقت سفينة حربية بريطانية حدود البلاد قبالة سواحل شبه جزيرة القرم.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن مدمرة Defender البريطانية خرقت حدود البلاد في الساعة الـ11.52 بالتوقيت المحلي من اليوم الأربعاء وتسللت إلى داخل المياه الروسية لمسافة ثلاثة كيلومترات قرب رأس فيولينت عند ساحل القرم الجنوبي.

وأشارت الوزارة إلى أن المدمرة البريطانية لم ترد على الإنذار المسبق الذي وجهه إليها الجيش الروسي بشأن إمكانية إطلاق النار عليها في حال خرقها الحدود.

طلقات تحذيرية
وتابعت الوزارة أن سفينة دورية روسية أطلقت في الـ12:06 و12:08 طلقات تحذيرية صوب المدمرة البريطانية، ثم أطلقت قاذفة روسية من طراز "سو-24 إم" في الساعة الـ12:19 أربع قنابل تحذيرية في خط مسار السفينة.

وذكرت الوزارة أن Defender غادرت المياه البريطانية في 12:23.

وقالت الوزارة الروسية في وقت سابق في بيان لها: "تم تحذير المدمرة مقدمًا من إطلاق أسلحة في حالة انتهاك حدود الدولة الروسية ، وتجاهلت التحذير.

"نتيجة للإجراءات المشتركة لأسطول البحر الأسود وخدمة الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، غادرت HMS Defender البحر الإقليمي للاتحاد الروسي في الساعة 12.23 مساءً."

تدريبات روسية قريبة
وقالت ديبورا هاينز ، محررة الشؤون الخارجية في سكاي نيوز: "حتى لو لم يتم إطلاق النار على السفينة بشكل مباشر، كما تدعي وزارة الدفاع الروسية ، فإن حقيقة أن هذه التدريبات كانت قريبة جدًا من سفينة عابرة تابعة للبحرية الملكية من الواضح أن أن ينظر إليها من جانب المملكة المتحدة على أنها استفزاز ".

ومن جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الحادث يظهر سياسة روسيا العدوانية والاستفزازية التي تشكل تهديدًا لأوكرانيا وحلفائها.

يذكر أن المدمرة HMS Defender - مدمرة من النوع 45 - هي جزء من مجموعة Carrier Strike في المملكة المتحدة المتوجهة حاليًا إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ومع ذلك ، فقد أُعلن في وقت سابق من هذا الشهر أنها سوف تنفصل مؤقتًا عن المجموعة لتنفيذ "مجموعة المهام الخاصة بها" في البحر الأسود.

رئيس الأركان الروسي
وكان فاليري غيراسيموف رئيس الأركان العامة للجيش الروسي، إن المدمرة البريطانية "دراغون"، انتهكت حق المرور السلمي عبر المياه الإقليمية الروسية بالقرب من سيفاستوبول في أكتوبر 2020.

وذكر رئيس الأركان الروسية، أن هذه المدمرة البريطانية تحمل صواريخ "هاربون" المضادة للسفن.

وأضاف غيراسيموف، في كلمته أمام مؤتمر موسكو للأمن الدولي: "قامت المدمرة البريطانية دراغون بتنفيذ عملية عبور وكانت خلال ذلك تشع وتعمل فيها محطات رادار مراقبة الأسلحة وكشف الأهداف الجوية، منتهكة حق المرور السلمي عبر المياه الإقليمية لروسيا على بعد 22 كيلومترا غرب سيفاستوبول".

ووفقا للجنرال الروسي، وقع الحادث في 13 أكتوبر من العام الماضي. وقال: "وبهذا الشكل يجري توفير الظروف والشروط لوقوع الحوادث، وهذا حتما لا يساعد في تقليل التوتر في المجال العسكري".

يشار إلى أنه حسب المادة 19 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، يعتبر مرور السفينة سلميا إذا لم ينتهك السلام والنظام العام والأمن في الدولة الساحلية. على سبيل المثال، عند تنفيذ العبور السلمي، يمنع أي نشاط يتعلق بالتهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد الدولة الساحلية، وكذلك التدريبات العسكرية، وعمليات جمع أي معلومات، بما في ذلك الهيدروغرافية والعلمية وغيره.