بروكسل: تواصلت الخميس الانتقادات للمجر على خلفية القانون المثير للجدل الذي نددت به غالبية دول الاتحاد الأوروبي باعتباره ينطوي على تمييز بحق مثليي الجنس وذلك قبل قمة الأعضاء الـ27 في بروكسل الهادفة للتطرق الى مواضيع أخرى شائكة بينها الحوار مع موسكو.

دفع هذا القانون 17 دولة أوروبية بينها فرنسا والمانيا واسبانيا وايطاليا الى رفع المسألة في رسالة مشتركة الى قادة الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المدعو إلى القمة من أجل ضرورة احترام القيم الأوروبية.

بدون تسمية المجر تحديدا، تأسف الرسالة ل"التهديدات ضد الحقوق الأساسية وخصوصا مبدأ عدم التمييز بسبب الميول الجنسية".

وجاء في الرسالة التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي "يجب أن نواصل مكافحة التمييز حيال مجموعة مثليي الجنس والمتحولين جنسيا. الاحترام والتسامح هما في صلب المشروع الأوروبي".

وتصاعدت اللهجة الأربعاء حين وصفت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين القانون الذي يحظر الترويج للمثلية بين القاصرين باعتباره "معيبا"، فردت بودابست معتبرة هذا الموقف "معيبا".

وطال الخلاف مجال الرياضة، مع رفض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) الثلاثاء خطط مدينة ميونيخ الالمانية لإضاءة ملعب "أليانز أرينا" بألوان قوس قزح خلال مباراة ألمانيا والمجر في كأس أوروبا 2020 لكرة القدم المقررة الاربعاء، مشددا على أنه "منظمة محايدة سياسيا ودينيا"، ما أثار انتقادات.

وستحضر هذه المسألة حول مائدة العشاء مساء الخميس، وفق دبلوماسيين.

في تصريح هجوميّ أكثر، ذهب رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي إلى حدّ التأكيد على أن المجر مع قانونها، "لم يعد لديها ما تفعله في الاتحاد الأوروبي" متمنياً "أن تبحث" بودابست في هذه المسألة.

واعتبر غوتيريش أن "أي تمييز ضد المثليين والمتحوّلين جنسياً مرفوض إطلاقاً في مجتمعاتنا الحديثة".

ويبحث الأوروبيون حول مأدبة العشاء الخميس مسألة دبلوماسية كبرى ثانية هي علاقات الاتحاد مع روسيا التي تشهد تدهورا متواصلا منذ ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية واندلاع النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا في 2014، وهي اليوم "في أدنى مستوياتها" بحسب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وسيناقش القادة صيغة الحوار الذي ينبغي إقامته مع فلاديمير بوتين، في وقت تشدد ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة عقد لقاءات مع الرئيس الروسي لمعالجة المواضيع ذات أهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وفق ما أوردت مصادر أوروبية. لكن من غير المؤكد التوصل إلى توافق بهذا الصدد.

اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الخميس انه على الاتحاد الأوروبي اجراء "اتصال مباشر" مع موسكو بعد أسبوع على قمة الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين. وقالت "لا يكفي ان يتحدث الرئيس الأميركي مع الرئيس الروسي".

بدوره، دعا ماكرون إلى "حوار حازم لأننا لا نريد التنازل عن شيء على صعيد قيمنا، ولا مصالحنا".

وأعلن المتحدث باسم الكرملين الخميس أن الرئيس بوتين يؤيد الاقتراح الفرنسي الألماني الهادف إلى استئناف الاتصالات المباشرة على المستوى الأوروبي مع روسيا والرئيس الروسي

لكن عدة دول في الاتحاد الأوروبي بينها بولندا ودول البلطيق تعارض بشدة هذا الاقتراح.

وتباحث الأوروبيون بعد الظهر في مسألة تنسيق الجهود لمكافحة وباء كوفيد-19 وانتشار النسخة المتحوّرة دلتا التي تثير مخاوف كبرى.

دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى تنسيق أكبر للقيود بين الدول الأعضاء.

كذلك يبحث قادة الدول الـ27 لأول مرة منذ حزيران/يونيو 2018 مسألة الهجرة البالغة الحساسية، عبر التطرق إلى مسألة التعاون مع دول المنشأ والدول التي يعبرها المهاجرون.

وتعتبر تركيا التي تؤوي نحو أربعة ملايين لاجئ سوري، شريكاً مهماً للاتحاد الأوروبي الذي وقع معها العام 2016 اتفاقاً يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين لقاء تقديم مساعدة مالية للمنظمات الإنسانية الناشطة في البلد.

وسيبحث قادة الدول والحكومات الأوروبية اقتراحا قدمته المفوضية الأوروبية لتخصيص 5,7 مليارات يورو كمساعدات للاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن حتى العام 2024، ومن ضمنها 3,5 مليارات يورو للاجئين في تركيا.

وسبق أن خصص الاتحاد الأوروبي أكثر من ستة مليارات يورو لتركيا في إطار الاتفاق الموقع العام 2016، تم صرف 4,1 مليارات منها حتى الآن.

ويأمل الأوروبيون في تطبيع العلاقات مع تركيا بعدما شهدت توترا خلال 2020، لكنهم يطالبون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بضمانات لقاء استئناف "تدريجي ومشروط ويمكن العودة عنه" للتعاون.