توفي اليوم بالرباط، الأديب والناقد والكاتب المسرحي المغربي بشير القمري بعد معاناة مع المرض.وأجمعت ردود فعل عدد من الكتاب ومن معارف الراحل على أن وفاة القمري "خسارة كبرى" للمشهد الثقافي المغربي.
ولخص الكاتب عبد العزيز الراشدي قيمة الراحل، حيث كتب: "كان الراحل يجسد تجربة خاصة في التعامل مع المناهج والمتون، وكانت محاضراته ومداخلاته، وحتى نقاشاته العابرة مغرية وعميقة وصالحة للنشر دون تنقيح. في مرآة الوقت أراه واقفا بجسده الرياضي المستقيم قبل سنوات طويلة في المسرح الملكي بمراكش، ثم أقلب الصفحة فأراه بعدها وهو يتكىء على عكازه فيبتسم ويعانق. وفي مسيرة الحياة التي أنهكته، وستنهكنا جميعا، لم يشخ فكره الذي بقي وفيا لعهود الكتابة وأسئلة الثقافة المغربية التي تحرق الأصابع".
من جهته،كتب مراد القادري ،رئيس بيت الشعر في المغرب: "سأفتقدك ... باسم بيت الشعر في المغرب، أنعي الكاتب و الناقد بشير القمري".
ونعى اتحاد كتاب المغرب الراحل. وجاء في بيان النعي: "ينهي اتحاد كتاب المغرب، بكل أسى وتأثر، إلى علم أعضاء الاتحاد والرأي العام الثقافي، نبأ وفاة عضو الاتحاد، الكاتب الكبير والباحث القدير الأستاذ بشير القمري".
ولد الراحل في 1951 بالناظور، وهو حاصل على الباكالوريا في الآداب العربية في 1968، والإجازة في الأدب العربي في 1975، وشهادة الدروس الجامعية العليا في 1982، ودكتوراه السلك الثالث في 1987، ليشتغل أستاذا جامعيا بكلية الآداب بكل من القنيطرة والرباط.
وانضم الراحل إلى اتحاد كتاب المغرب في 1976، حيث تقلد مهام في مكتبه المركزي، لفترات مختلفة، حيث سيعرف بحيويته المعهودة وبتفانيه المشهود له به في خدمة هذه المنظمة، وغيرها من المنظمات والجمعيات الثقافية والفنية بالمغرب.
ويتوزع إنتاج الراحل بين كتابة المقالة،والنقد الأدبي، والنقد السينمائي، والكتابة القصصية والمسرحية والروائية والترجمة. ومن مؤلفاته العديدة كتابه النقدي المرجعي المهم "شعرية النص الروائي"، وكتاب "دراسات في الإبداع العربي المعاصر"، وكتاب "مجازات: دراسات في الإبداع العربي المعاصر"، ومجموعته القصصية "المحارب والأسلحة"، وروايته "سر البهلوان"، فضلا عن بعض مسرحياته من قبيل (رجعة ليلى العامرية)، ونصوصه المفتوحة، من قبيل "حفريات المدن".
ومما جاء في نعي اتحاد كتاب المغرب: "يشهد لكاتبنا الراحل رحمه الله، بكونه ظل محبا للأدب منذ طفولته، بمثل ما جرب التمثيل المسرحي منذ المرحلة الإعدادية، فمثل مسرحيات من إبداع شقيقه الشاعر الحسين القمري، شفاه الله وعافاه، وبكونه أحد الوجوه البارزة في مشهدنا الثقافي المغربي المعاصر، بما كان له من حضور كبير ووازن في الساحة الثقافية والأكاديمية والنقدية والإبداعية المغربية، وبما عرف عنه من موسوعية وحضور لافت وإسهام نوعي في المحافل والمناسبات الثقافية والنقدية والأدبية والسينمائية والتشكيلية، وله أياد بيضاء عليها مجتمعة".
كما أشار بيان النعي إلى أن الراحل كان قارئا كبيرا للأدب المغربي والعربي والعالمي، يقرأ باللغات العربية والفرنسية والإسبانية، وظل كذلك إلى أن أدخله المرض في غيبوبته الطويلة.