إيلاف من دبي: لا شك في أن الوعي الديني في هذه الأيام قد استعاد حضوره الواقعي، ما انعكس بالتالي على الحياة الافتراضية للناس، حتى صارت وسائط التواصل الاجتماعي ساحات للدعوات الدينية، من مثل "صلوا لأمي المريضة" أو "ادعوا لأخي لينجو من كورونا" أو "اذكروا أبي في صلواتكم وادعوا له بالرحمة".

أكثر هذه الوسائط ازدحامًا بهذه الدعوات هو "فايسبوك" الذي تحول أخيرًا إلى ما يشبه "الموقع الرسمي للتواصل الأسري". وهذا يعزّز دور "فايسبوك" في مناسبات دينية مختلفة، خصوصًا أن الخوارزميات التي يستخدمها هذا الموقع قادرة بجدارة على معرفة اهتمامات المستخدمين.

استثمر موقع "فايسبوك" قدراته هذه لتنمية حضوره "الرقمي الروحاني"، ما يفتح له بابًا واسعًا لتحقيق الأرباح من خلال إعلانات مخصصة لترضي رغبات المتدينين، فكانت أخيرًا خاصية "صلاة" التي تتوافر مؤقتًا بين مجموعات محدودة للمستخدمين في الولايات المتحدة، قبل إتاحتها مستقبلًا للمستخدمين حول العالم.

تفعيل هذه الخاصية يمكن المستخدمين الطلب من أقاربهم وأصدقائهم مشاركتهم مشاعرهم الدينية كالصلاة والدعاء، من خلال ضغط زر ماثل تحت المكان المخصص لكتابة المنشور، تظهر بعده عبارة "صليت"، إلى جانب عبارات أخرى مثل "الإعجاب" و"الحب".

وأكد "فايسبوك" أن لا تمييز في معاملة المنشورات الدينية، فهي تخضع لسياسة الخصوصية نفسها التي يعتمدها الموقع، كما ستوظّف لابتكار حملات إعلانية مخصصة لتلبي حاجات المستخدمين، مثلها مثل اي منشور آخر.

وبحسب تقارير إخبارية، يهدف موقع "فايسبوك" إلى مغازلة المصلين والمؤمنين لأنهم عينة حيوية يمكن أن توفر أرضية خصبة للاستثمار. وبدأت الشركة الأميركية التفكير بتعزيز تعاونها مع الجماعات الدينية في عام 2017، بتأسيس فريق متخصص هو "فريق الشراكات الدينية".

مع تفشي كورونا، تحوّل "فايسبوك" تلقائيًا إلى محجة لأتباع الأديان، إذ نقل القداديس وخطب الجمعة والصلوات وغيرها من الممارسات الدينية.

وبحسب "فايسبوك"، تعد المجموعات الإيمانية من أكثر الجماعات التي تستخدم منتجات الموقع عددًا؛ إذ أظهرت بيانات المستخدمين خلال الجائحة أن فئة الاهتمامات الروحانية تضخمت بشكل ملحوظ. وزود الموقع بعض الكنائس الأميركية بأدوات تسهل بث الصلوات وتصوير المحتوى، مثل حوامل لتثبيت الهواتف خلال التصوير، وميكروفونات. كما أطلقت موقعاً خاصاً لتقديم تدريبات لقادة الجماعات الدينية، حول كيفية تصوير المحتوى، كما قالت التقارير.

وفي تعليق على هذا الأمر، قال بعضهم إن "فايسبوك" سارع إلى الدخول في هذا الحيز، بينما لم تكن ردات فعله فعالة وعملية تجاه خطاب الكراهية والهجمات الإلكترونية على بعض الجماعات الدينية خلال فترة الوباء. ويواجه الموقع انتقادات لاذعة بشأن عدم اتخاذه إجراءات جدية للحدّ من أدبيات العنف والأخبار الكاذبة.