ايلاف من لندن: شددت الرئاسات العراقية وقادة القوى السياسية العراقية الأحد على تمسكها بإجراء الانتخابات المبكرة في موعدها داعية المقاطعين الى العدول عن قرارهم وأكدت دعمها للاتفاق مع واشنطن على سحب قواتها القتالية بنهاية العام.
فقد عقد عدد من رؤساء القوى والأحزاب الوطنية العراقية اجتماعاً في القصـر الحكومي ببغداد بدعوة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بحضور الرئيس برهم صالح ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، حيث استعرض الكاظمي نتائج الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن وما تضمنه البيان الختامي المشترك للحوار الاستراتيجي.

وقال الكاظمي "إن نتائج جولات الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة خلصت إلى عدم وجود القوات القتالية في العراق نهائياً في نهاية العام الحالي، وأن تتحول العلاقة بين الجانبين إلى علاقة خاصة بالتدريب والتعاون الأمني، والاستخباري فقط. وبهذا المعنى فإنه في (31 كانون الأول من العام 2021) سيعود العراق بعلاقته مع الولايات المتحدة إلى ما قبل الطلب الرسمي بقدوم هذه القوات في عام 2014 والعودة إلى الصيغة الطبيعية للعلاقة التي صوّت عليها مجلس النواب العراقي وأُقرت باسم (اتفاقية الإطار الاستراتيجي) كما نقل عنه مكتبه الاعلامي.

وأكد المجتمعون تأييد نتائج الحوار والنقاط التي وردت في البيان المشترك، وفيما يتعلق بالعلاقة الأمنية بين الجانبين، وانتقال العلاقة إلى المشورة، والتدريب، والتعاون الاستخباري، وعدم وجود قوات قتالية بحلول نهاية العام الحالي .. مشيرين الى أنها تنسجم مع الثوابت الوطنية العراقية، ومع مقتضيات السيادة الوطنية، والأمن القومي، ومحاربة الإرهاب.

ورحّب المجتمعون بتكريس التعاون على الأصعدة (السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والصحية، والتعليمية)، وغيرها بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، وبما يضمن علاقات وطيدة ومثمرة بين البلدين الصديقين، وبما يخدم مصالح العراق.
وعلى أساس ذلك أشاد المجتمعون بجهود الحكومة والوفد العراقي المفاوض على كلّ الأصعدة في تحقيق هذا الاتفاق، مؤكدين الحرص على الالتزام بمخرجاته، وضمان تطبيقه على وفق السياقات والتوقيتات الزمنية الواردة فيه.

واتفق العراق والولايات المتحدة في 26 من الشهر الماضي في ختام جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة والأخيرة بينهما على انسحاب جميع القوات الأميركية المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام الحالي 2021.
واتفق الوفدان بعد استكمال مباحثات الفرق الفنية الأخيرة على أن العلاقة الأمنية بين البلدين "ستنتقل بالكامل إلى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباري، ولن يكون هناك أي وجود لقوات قتالية أمريكية في العراق بحلول 31 كانون الأول ديسمبر عام 2021".

وتزامن صدور البيان الختامي مع انتهاء مباحثات أجراها الكاظمي مع بايدن في البيت الأبيض.
ومنذ عام2014 تقود واشنطن تحالفا دوليا لمناهضة تنظيم داعش الذي احتل على ثلث مساحة العراق آنذاك حيث ينتشر حوالي 3500 جندي للتحالف بينهم 2500 أمريكي.

وفي5 كانون الثاني يناير عام2020 صوّت البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية بما فيها الأميركية من البلاد وذلك بعد يومين من ضربة جوية أميركية أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية أبو مهدي المهندس.
وتضغط قوى سياسية مقربة من طهران باتجاه مغادرة القوات الأميركية للبلاد كما تتعرض المصالح الأمريكية لهجمات متكررة في العراق تتهم واشنطن فصائل مليشياوية مسلحة مرتبطة بطهران بالوقوف وراءها والتي تحفظت على الاتفاق العراقي الاميركي الاخير.

الانتخابات في موعدها

وفي إطار آخر ناقش المجتمعون الاستعدادات الحالية للانتخابات وأكدوا التزامهم بالتوقيتات الزمنية التي وضعت للعملية الانتخابية في (10 تشرين الأول اكتوبر 2021)، والالتزام بالمعايير والضوابط التي أُقرت لإنجاح العملية الانتخابية.
ودعا المجتمعون الحكومة إلى توفير كلّ مستلزمات الأمن الانتخابي، وكل الدعم إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات؛ لإنجاح العملية الانتخابية وضمان نزاهتها.

ودعا المجتمعون في هذا الصدد القوى السياسية التي أعلنت خلال المدة الماضية عدم المشاركة في العملية الانتخابية لأي سبب كان إلى العودة عن هذا القرار والبدء بحوار صريح لتحصين العملية الانتخابية، وتحصين الديمقراطية في البلد.
وقد شدد المجتمعون على أن مشاركة كل الأطراف السياسية في العملية الانتخابية يمثل خياراً وطنياً سليماً، ويحقق الغايات المرجوة لخدمة شعبنا، وتحقيق تطلعاته المشروعة.

يشار الى ان العراق قد بحث الجمعة الماضي مع الامم المتحدة ترتيبات ارسال 150 خبيرا و100 مراقب لانتخاباته المبكررة المقررة في العاشر من تشرين الاول اكتوبر المقبل وهم يمثلون جنسيات مختلفة.
فقد ناقش وزير الخارجيَّة العراقي فؤاد حسين في نيويورك مع رئيس فريق الدعم الانتخابي في دائرة الشؤون السياسيَّة وبناء السلام في الامانة العامة للأمم المتحدة كريغ جينيس التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات في موعدها المُحدد .

وأشار جينيس الى أن "الأمم المتحدة ستوظف 150 خبيرا أمميا لتعزيز جُهُود الدعم الانتخابي المقدمة إلى العراق سيعملون كفريق تحضيري لعملية المُراقبة وسيتم توزيعهم على أربعة مراكز رئيسة في العراق، كما سيتم ارسال 100 خبير أممي في منتصف شهر أيلول سبتمبر المقبل ستكون مهمتهم الرئيسة مُراقبة الانتخابات".

وكانت المفوضية العراقية العليا قد اعلنت الاسبوع الماضي عن مصادقتها على سجل الناخبين العام بعدد (8273) مركز اقتراع وبواقع (55041) محطة اقتراع ضمن 83 دائرة انتخابية في عموم البلاد إذ بلغ عدد الناخبين للتصويت العام (23,986,741) بعد حذف بيانات ( 43,293) ناخبا متوفيا وردت أسماؤهم من وزارة الصحة والعمل .