إيلاف من دبي: حذّر البرلمان الأوروبي بعد التطورات الأخيرة في أفغانستان من أن التهديدات الإرهابية على القارة باتت واردة أكثر من السابق، بعد وصول حركة طالبان إلى الحكم هناك.

وشدد في مشروع قرار يُصوت عليه ظهر الخميس من بروكسل، على أن المتشددين في العالم باتوا اليوم يشعرون بنوع من النشوة بعد انتصار طالبان، وفقًا لتقرير نشره موقع "العربية.نت".

كما نبّه من أن الأزمة هناك لم تعد تهدد الشعب الأفغاني فقط، بل أصبحت تهديداً للأمن الأوروبي بشكل كامل، موضحاً أن أفغانستان باتت تواجه خطر الكارثة الإنسانية، حيث تعاني من أزمات نقص المياه والغذاء والدواء.

كذلك لفت إلى أن 18 مليون إنسان باتوا في حاجة للمساعدة، من بينهم 14 مليون يواجهون انعدام أمن الغذاء.

مخاوف دولية

الجدير ذكره أن المخاوف الأوروبية من زيادة التهديدات الإرهابية بعد وصول حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان لم تكن وحيدة، فقد ألمح رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، لأعضاء مجلس الشيوخ الشهر الماضي، بأنه يتوقع أن يغير المسؤولون الأميركيون تقييماتهم السابقة حول وتيرة إعادة تشكيل الجماعات الإرهابية في أفغانستان، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة قد تواجه زيادة في "التهديدات الإرهابية من أفغانستان" التي تديرها طالبان الآن.

وشددت بريطانيا الشهر الماضي على مخاوفها من عودة تنظيم القاعدة، مؤكدة أن الخيارات مفتوحة حال وجود أي تهديد، ملمحة باحتمالية العودة إلى أفغانستان إذا بدأ ظهور إرهابيين بطريقة تهدد الغرب.

ورفضت فرنسا الاعتراف بحكومة طالبان، واتهم وزير الخارجية جان إيف لودريان حكومة الحركة بالكذب، مشدداً على رفض بلاده الاعتراف بها أو إقامة أي شكل من العلاقات معها، بحسب "العربية.نت".

تقاطرت برقيات التهنئة على حركة طالبان من مجموعات متشددة ومتطرفة سواء في اليمن أو سوريا أو غيرهما، بعد سيطرتها على العاصمة كابل قبل أسابيع.

لا اعتراف

في سياق متصل، اعتبر البيان الأوروبي أن حركة طالبان لم تحترم وعدها بتشكيل حكومة جامعة، خصوصاً بعد إلغائها لوزارة المرأة.

ورفض أيضاً الاعتراف بحكومة الحركة الحالية، معرباً عن قلقه إزاء مستقبل أفغانستان.

واعتبر أيضاً أن قرار الولايات المتحدة بشأن الانسحاب كان أحادياً، حيث إن واشنطن لم تنسق مع حلفاء الناتو، آسفاً لذلك، وفق تعبيره.

مصدوم من فظاعات طالبان

ودعا المفوضية الأوروبية إلى استخلاص العبرة من انعدام التواصل بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قبل الانسحاب من أفغانستان، معرباً عن صدمته من تقارير وردت عن إعدامات عشوائية في حق مدنيين وأعوان قوات الأمن الأفغاني، وقمع المظاهرات السلمية، كما جاء في تقرير "العربية.نت".

وطالب البرلمان دول الاتحاد بدعم اقتراح وضع آلية دولية لتقصي الحقائق حول أوضاع حقوق الإنسان في أفغانستان، داعماً مبدأ التعامل العملياتي مع طالبان لأغراض المساعدات الإنسانية وإجلاء الرعايا لا أكثر.

يذكر أن تواجد القاعدة تضاءل بشكل كبير في أفغانستان بعد 20 عامًا من الحرب على الإرهاب، فيما لم يتضح ما إذا كان التنظيم لا يزال يملك القدرة في المستقبل القريب على تنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة على غرار ما حصل في الحادي عشر من سبتمبر.

إلا أن تقريرًا صدر عن مجلس الأمن الدولي في يونيو/حزيران الماضي أكد أن القيادة العليا للقاعدة ما زالت موجودة داخل أفغانستان إلى جانب مئات من العناصر المسلحة.