إيلاف من الرباط: أكدت دراسة لمرصد الآراء العامة الرقمية بالمغرب الدور الفعال للنظام الرقمي في الحملة الانتخابية الأخيرة التي شهدها المغرب، التي تصدر نتائجها حزب التجمع الوطني للأحرار، متبوعا بحزب الاصالة والمعاصرة، ثم حزب الاستقلال ثالثا، وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رابعا، وحزب الحركة الشعبية خامسا، وحزب التقدم والاشتراكية سادسا، وحزب الاتحاد الدستوري سابعا، وحزب العدالة والتنمية ثامنا.
وشددت الدراسة التي أنجزتها هذه الهيئة المستقلة التي هدفها توليد المعرفة في العلوم الاجتماعية حول الظاهرة المعروفة باسم الآراء العامة الرقمية، على أن هذا المعطى سمح للأحزاب ببث برامجها ومقترحاتها خارج التجمعات الكبيرة التي جرت عليها العادة في الانتخابات السابقة.
وأشارت مقدمة الدراسة إلى أن الحملة الانتخابية قد جرت في سياق خاص، تميز بالإجراءات التي فرضتها الجائحة، ومن ذلك مسألة التباعد الجسدي، مما فسح مكانًا للحملة الانتخابية الرقمية.
وذكرت الدراسة أن المرصد ركز على البصمات الرقمية للحزبين السياسيين اللذين حققا أقوى تقدم في نتائج انتخابات 8 سبتمبر 2021، مقارنة بعام 2016، وهما حزب التجمع الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال.
وتمثل السؤال الأساسي في ما إذا كان للرقمي (الوسائط الرقمية، والشبكات الاجتماعية، والمواقع الإلكترونية، والمدونات، وما إلى ذلك) تأثير على نتائج الانتخابات؟ وهو السؤال الذي نشأ بشكل دوري خلال الانتخابات في جميع أنحاء العالم. كما يأتي بعدة طرق: هل للشبكات الاجتماعية القوة؟ الكثير من السلطة؟ هل لـ"السلطة الخامسة" تأثير حقيقي على الاتصال السياسي ونتائج الانتخابات؟
وأضافت الدراسة أن الاستنتاج الأول الذي يمكن للمرء أن يستخلصه هو أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في تحسين مشاركة المواطنين في الحياة المدنية والسياسية. وأشارت إلى أن نسبة المشاركة يمكن أن تكون دليلاً على ذلك، في وقت توقع فيه عدد من المراقبين حدوث ضائقة ديمقراطية بسبب تطور السخرية السياسية مما أدى إلى انخفاض الإقبال بشكل متزايد في الانتخابات. أما الاستنتاج الثاني الذي تم استخلاصه، فيتمثل في أن هذه الحملة قد أعادت إنتاج وسائل الاتصال التقليدية على الإنترنت من خلال تفضيل نشر المعلومات الحزبية.
ورأت الدراسة أن الأحزاب السياسية ستحتاج إلى النظر بسرعة في هذا البعد وتفعيل الإمكانات التفاعلية للمنصات الرقمية مثل (تويتر) و(فيسبوك)، إذا كانت ترغب في تعزيز المشاركة السياسية للمواطنين.
وختمت الدراسة بأن الرقمية ساهمت في التعبير عن الديمقراطية. ورأت أن الحزبين اللذين حققا أفضل تقدم بين عامي 2016 و2021 يتصدران البصمة الرقمية. وختمت الدراسة بسؤال أخير: حزب الأصالة والمعاصرة، الذي جاء في المرتبة الثانية من حيث عدد النواب المنتخبين، لكنه خسر حوالي 15 بالمائة من مقاعده مقارنة بعام 2016، ألم يكن بمستطاعه احتلال الصدارة، لو أن بصمته الرقمية لم تكن ضعيفة؟
وتحدثت الدراسة عن 786 مليون بصمة رقمية بالنسبة لستة أحزاب رئيسية، هي التجمع الوطني للأحرار بما يناهز 245 مليون بصمة، و183 مليونا بالنسبة لحزب الاستقلال، و166 مليونا بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، و74 مليونا بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة و63 مليونا بالنسبة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، و52 مليونا بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية.
وعلى صعيد الأرضيات الرقمي، جاءت الوسائط الرقمية المتمثلة في وسائل الإعلام على نسبة 54 بالمائة، ثم فيسبوك بـ 42 بالمائة وتويتر بـ 2 بالمائة وإنستغرام بأقل من واحد بالمائة.
وأشارت الدراسة، في ثلاثة استنتاجات، إلى أهم ما يميز سير الحملة: أولها أن الحملة الانتخابية الرسمية جرت على الانترنت، حيث أن كل مغربي له ارتباط بالانترنت توقف، في المتوسط، عند نحو 31 منشور متعلق بحزب سياسي. أما الاستنتاج الثاني، فيشير إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال، على التوالي الأول والثاني في نتائج الانتخابات، راكما 55 بالمائة من نسبة الحضور، متقدمين على حزب العدالة والتنمية، الشيء الذي يدفع إلى وضع سؤال بخصوص نقص الدينامية لما يصطلح عليه بـ"الكتائب الرقمية" لحزب العدالة والتنمية، رغم أن خرجة القيادي عبد الإله ابن كيران يوم 5 سبتمبر حققت نحو 5 ملايين متابعة في 24 ساعة؟.