كييف: طالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن موسكو بالكف عن إطالة أمد الحرب في الشرق الأوكراني، وذلك في المحطة الثانية من جولته على دول في منطقة البحر الأسود قال إنّها مهدّدة من جرّاء توسّع النفوذ الروسي.

وقال وزير الدفاع الأميركي خلال لقائه نظيره الأوكراني أندري تاران "ندعو روسيا مجدّدًا إلى وضع حدّ لاحتلالها جزيرة القرم وللكف عن إطالة أمد الحرب في شرق أوكرانيا، ووضع حد لأنشطتها المزعزعة للإستقرار في البحر الأسود وعلى طول حدود أوكرانيا".

وتابع "روسيا بدأت هذه الحرب وهي العائق أمام التوصّل إلى حلّ سلمي".

يزور أوستن كييف للبحث في سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وتفعيل إطار الدفاع الاستراتيجي الذي أُعلن في واشنطن مطلع أيلول/سبتمبر.

تعزيز التعاون

وقال الوزير الأميركي إنّ لقاءه تاران والرئيس فولوديمير زيلنسكي للمرة الثانية خلال أقل من شهرين يكتسي أهمية كبيرة على صعيد تعزيز التعاون مع دول منطقة البحر الأسود، بما فيها جورجيا ورومانيا بهدف التصدّي للأنشطة الروسية المتزايدة.

وردًّا على هواجس أوروبية تتمحور حول صب الولايات المتحدة الجزء الأكبر من تركيزها الأمني على الصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ قال أوستن "هذه المنطقة بالغة الأهمية بالنسبة إلينا".

وتابع في تصريح للصحافيين "أنا معجب بالوزير، لذا عدت للقائه بهذه السرعة".

وأكّد تاران ثقة أوكرانيا بالولايات المتحدة على الرغم من تخلّي الأميركيين عن أفغانستان بعد حرب في مواجهة طالبان استمرّت 20 عاماً.

وقال "ليس لدينا أي شكوك حول دعم شريكنا الإستراتيجي"، وتابع "الولايات المتحدة تدرك أهمية النضال الذي تخوضه أوكرانيا من أجل استقلالها، ومن أجل درء العدوانية الروسية".

إلّا أنّ إعادة تشديد تاران على رغبة أوكرانيا بنيل عضوية كاملة في حلف شمال الأطلسي لم تلقَ تأييداً صريحاً من وزير الدفاع الأميركي.

خطر كبير

وموقف واشنطن متماهٍ مع موقفي ألمانيا وفرنسا اللتين تعتبران انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي بعضوية كاملة يشكّل خطراً كبيراً نظراً إلى معارضة موسكو الشديدة لخطوة كهذه.

ويجري أوستن حالياً جولة في منطقة البحر الأسود. وقد زار الإثنين جورجيا، وهي جمهورية سوفياتية سابقة أخرى ترغب في الإنضمام إلى الحلف الأطلسي.

ويتوجّه الأربعاء إلى رومانيا حيث سيشدّد على وقوف واشنطن إلى جانب بوخارست وعلى مواصلة التعاون الدفاعي في مواجهة التحديات الروسية.

وبالإضافة إلى توفير أسلحة للقوات الأوكرانية في نزاعها مع متمرّدين في الشرق الأوكراني تدعمهم روسيا، على غرار صواريخ مضادة للدبابات، جهّز البنتاغون البحرية الأوكرانية بعدد من الزوارق المخصّصة لتسيير دوريات.

وقال تاران إنّ الجانبين تباحثا في "التصدّي للسياسة العدوانية الروسية التي تشكّل تهديدًا للشحن البحري والأنشطة الإقتصادية واستدراجاً لنزاعات جديدة".