إيلاف من دبي: من المقرر تبرئة رجلين أدينا في اغتيال مالكولم إكس بعد أكثر من نصف قرن، حيث يقول المدعون الآن إن السلطات حجبت الأدلة في مقتل زعيم الحقوق المدنية الأسود.

فقد تمت تبرئة محمد عزيز والراحل خليل إسلام، اللذين سُجنا 42 عامًا بسبب هذه الجريمة، بعد تحقيق استمر قرابة عامين قاده محاميهما ومكتب المدعي العام في مانهاتن.

وقال المدعي العام لمنطقة مانهاتن، سايروس فانس جونيور، لصحيفة "نيويورك تايمز" التي نشرت الخبر أول مرة: "يشير هذا إلى حقيقة أن تطبيق القانون عبر التاريخ فشل في كثير من الأحيان في الوفاء بمسؤولياته، فهذان الرجلان لم يحصلا على العدالة التي يستحقانها".

مسلسل يثير الاهتمام

كان مالكولم إكس أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل والأكثر إلهامًا في عصر الحقوق المدنية، وقد صعد إلى مصاف المشاهير بينما كان يدافع عن القوة السوداء بصفته المتحدث الرئيسي باسم أمة الإسلام. اشتهر بحثه السود على المطالبة بالحقوق المدنية "بأي وسيلة ضرورية".

قُتل الزعيم الموقر بالرصاص عندما بدأ خطابًا في قاعة أودوبون في هارلم في 21 فبراير 1965. كان قد ترك "أمة الإسلام" قبل عام، ووضع تصورًا لمشروع جديد، وهو منظمة الوحدة الأفرو-أميركية.

أعاد مسلسل وثائقي على منصة نتفليكس عنوانه "من قتل مالكوم إكس؟" إثارة الاهتمام بالقضية التاريخية في العام الماضي، ما أثار الشكوك بأن نظام العدالة الأميركي قد استهدف الرجال الخطأ.

أدين عزيز وإسلام ورجل ثالث هو مجاهد عبد الحليم - المعروف وقت القتل باسم تالمادج هاير ولاحقًا باسم توماس هاجان - بالقتل في مارس 1966 وحُكم عليهم بالسجن المؤبد. اعترف حليم بأنه كان أحد ثلاثة مسلحين هاجموا مالكولم إكس، لكنه شهد بأن عزيز وإسلام غير متورطين. وهما اصرا على براءتهما.

إعادة البحث في القضية

بعد عقود، قام محامو الرجال ومكتب المدعي العام في مانهاتن بإعادة البحث في الجريمة، على الرغم من وجود عدد قليل من الشهود الأحياء أو المشتبه بهم المحتملين، ومن عدم توافر الوثائق والأدلة المادية إلى حد كبير.

حتى مع هذه العقبات، وجدوا ما يكفي للاستنتاج أن هيئة محلفين جديدة ربما تبرئ الرجلين. كشف التحقيق عن شاهد حي أيد حجة عزيز أنه كان في المنزل يوم الاغتيال، ووثائق مكتب التحقيقات الفدرالي حول مشتبه بهم آخرين، وأكثر من ذلك. وقالت المحامية ديبورا فرانسوا لصحيفة "تايمز": "لم يكن هذا مجرد سهو، بل "كان نتاجًا لسوء السلوك الرسمي الجسيم والمتطرف".

أطلق سراح عزيز، الذي كان يُدعى نورمان بتلر وقت إطلاق النار، في عام 1985. يبلغ الآن 83 عامًا. أطلق سراح إسلام، توماس إكس جونسون سابقًا، بعد ذلك بعامين وتوفي في عام 2009.

قضى الاثنان معًا سنوات في الحبس الانفرادي، وفقًا لصحيفة "تايمز". لقد قبعا خلف القضبان في بعض أكثر سجون نيويورك مشددة الحراسة سوءًا. كان لدى كلاهما أطفال عندما تم حبسهما، وانهارت زيجاتهما.

قال محامي الحقوق المدنية ديفيد شانيز: "لقد أثر ذلك عليهما وعلى عائلتيهما بكل طريقة يمكن تخيلها".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "غارديان".