إيلاف من القدس: انتهت مناورة جديدة للجيش الإسرائيلي حاكت حربًا محتملة مع حزب الله في لبنان وإمكانية فتح جبهات مختلفة خلال هذه الحرب، من غزة ومن الأراضي السورية.

وقال اللواء "ج" من قيادة الكتيبة 36 في الجيش الإسرائيلي إن مناورة "ثعلب النار" التي شارك فيها آلاف من الجنود من قوات الاحتياط ومن النظاميين كانت ناجحة. اضاف أنه تم فيها ربط كل أذرع الجيش المشاركة في الحرب من طريق مركز قيادة واحد، في مناورة حاكت قدرات حربية عالية، وتم استخدام أسلحة غاية في التطور والدقة وتقنيات غير موجودة لدى أي جيش في العالم، من أجل خوض حرب قصيرة مع تكبيد الجانب الآخر أكبر قدر من الخسائر في صفوفه، وايضًا ضرب كل مراكز القيادة والتحكم والتوجيه فيه، مع محاولة تقليل عدد الضحايا المدنيين إلى إقل حد ممكن.

أضاف الضابط الإسرائيلي أن عمل التنظيمات الإرهابية في لبنان وغزة وسوريا ينبع من داخل المجتمع المدني ومن داخل القرى والمدن والأحياء السكنية، ما يجعل مهمة محاربتها أصعب، لكن الجيش الإسرائيلي أصبح على درجة كبيرة من الدقة والتقنيات لتقليل أعداد الضحايا من الأبرياء.

بطاريات مدافع هاوتزر إسرائيلية من عيار 155 ملم على الحدود مع لبنان في 27 يوليو 2020

استعداد للحرب الآتية

وأكد الضابط الإسرائيلي أنه في حال اندلاع الحرب، فإن إسرائيل ستطلب من المدنيين مغادرة أماكن الصراع بأسرع وقت ممكن.

كما أشار إلى أن إسرائيل تستعد لحرب لبنان الثالثة بشكل جيد ومختلف تمامًا عن تحضيراتها خلال الحروب السابقة وخلال العمليات العسكرية في غزة، "فالهدف هو حرب قصيرة حاسمة مع تكبيد العدو خسائر كبيرة في كل المجالات وعلى كل الجبهات".

قال الضابط الذي تحدث إلى "إيلاف" إنه شارك في حربي لبنان الأولى والثانية وفي عمليات عسكرية عدة، وإنه خلص خلال هذه المناورة إلى أن أي حرب مستقبلية سيتم حسمها في وقت قصير نسبيًا، لافتًا إلى أن هذا الحسم السريع سيتم بفضل السلاح المتطور والتقنيات والأسلحة والمعدات غير المعروفة والسرية.

وأكد أن إسرائيل لن تبادر إلى أي مواجهة، إلا أنه يعتقد أن المواجهة آتية لا محالة، وعلى الجيش الإسرائيلي الاستعداد لها بشكل تام وبكل الوسائل والعتاد اللازم.

صورة من الأرشيف لجنود إسرائيليين في أثناء عمليات عسكرية ضد قطاع غزة

خسائر أقل

قال إن الجيش يأخذ في الحسبان أن خسائر ستقع في صفوف الجنود والمدنيين الإسرائيليين، لكنه رفض الخوض في الأعداد مكتفيًا بالقول إنها ستكون قليلة مقارنة بحروب سابقة.

هذا، وقد استمرت مناورة "ثعلب النار" أسبوعين، وشارك فيها الجيش والفرق المختلفة في قرى ومدن إسرائيلية عربية ويهودية. حاكت هذه المناورة احتلال قرى ومناطق مأهولة وضرب التنظيمات الارهابية فيها.

كما شاركت في المناورة أسلحة الجو والبحرية والمشاة والمدرعات وفرق النخبة والمختصين في التقنيات والسايبر.

هذا وكان رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين قد زارا مركز قيادة المناورة ووقفا عن كثب علي مجرياتها، وتطرقا إلى إيران وضرورة ردعها وعدم السماح لها بالحصول على قدرة نووية، كما أشادا بتجهيزات الجيش الإسرائيلي وقدراته.