قال العداءان الإثيوبيان، هايلي غبريسيلاسي وفييسا ليليسا، إنهما على استعداد للذهاب إلى خط المواجهة في حرب تيغراي ضد قوات المتمردين.

يأتي إعلان بطلي الأولمبياد بعد تصريح رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بأنه سيذهب إلى الجبهة لقيادة الحرب.

ويقول المتمردون في تيغراي إنهم يتقدمون نحو العاصمة أديس أبابا.

وتعد ألمانيا وفرنسا أحدث دولتين تنصحان مواطنيهما بمغادرة إثيوبيا، وسط تصعيد للحرب الأهلية.

كما حذر جيفري فيلتمان، المبعوث الأمريكي إلى المنطقة، من أن التقدم الدبلوماسي المبدئي لإنهاء الصراع يواجه خطرا بسبب التطورات المقلقة على الأرض.

ونقل التلفزيون الحكومي عن العداء غبريسيلاسي، البالغ من العمر 48 عاما، قوله إن قرار آبي خوض المعركة "كان متوقعا من زعيم يحب بلاده".

وأضاف: "أنا مستعد للقيام بكل ما يُطلب منّي، بما في ذلك الذهاب إلى الخطوط الأمامية".

ويعد غبريسيلاسي أسطورة في إثيوبيا، كما اعتُبرت تعليقاته بمثابة محاولة لحشد الدعم الشعبي للمجهود الحربي.

كان غبريسيلاسي قد حصل على ميداليتين ذهبيتين أولمبيتين وثمانية انتصارات في بطولة العالم كما سجل 27 رقما قياسيا عالميا.، قبل أن يعلن اعتزاله في عام 2015، بعد مسيرة رياضية استمرت 25 عاما.

كما نقل موقع هيئة إذاعة "فانا" التابع للدول، عن العداء فييسا، البالغ من العمر 31 عاما، قوله في معرض حديثه عن دعمه للحرب إن آبي اتخذ "القرار الصحيح" بقوله إنه سيذهب إلى الخطوط الأمامية لمواجهة المتمردين.

وأضاف أنه مستعد أيضا لاستلهام "شجاعة الأجداد" والذهاب إلى الخطوط الأمامية "لإنقاذ بلدي".

وكان اللاعب قد فاز بفضية ماراثون في أولمبياد ريو عام 2016.

واشتهر العداء برفع معصميه بطريقة متقاطعة، كأنهما مقيدتان، للفت الانتباه العالمي إلى قمع المتظاهرين الذين يطالبون بإصلاحات سياسية في إثيوبيا.

فاز العداء فييسا بفضية سباق ماراثون في أولمبياد ريو عام 2016
AFP
فاز العداء فييسا بفضية سباق ماراثون في أولمبياد ريو عام 2016

وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي، الحزب المهيمن في الحكومة في ذلك الوقت، وقد أُجبرت على التنحي عن السلطة في عام 2018 في أعقاب احتجاجات على حكمها الذي استمر 27 عاما، وتولى آبي أحمد رئاسة الوزراء.

وانسحبت جبهة تحرير شعب تيغراي إلى معقلها في تيغراي، وشنت تمردا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد خلاف كبير مع آبي بشأن إصلاحات.

وأسفرت الحرب بين الطرفين عن أزمة إنسانية هائلة، وسقوط آلاف القتلى، كما دفعت الملايين إلى ترك منازلهم، ومعاناة مئات الآلاف في ظروف شبيهة بالمجاعة، وتبذل منظمات الإغاثة جهودا حثيثة لحصول المناطق المتضررة من الحرب على الغذاء.

ويقود الاتحاد الأفريقي جهودا تهدف إلى التوصل لاتفاق ينهي القتال، بيد أن الطرفين لم يلتزما بالمحادثات.

وحثت وزارة الخارجية الألمانية، يوم الثلاثاء، مواطنيها على ضرورة مغادرة البلاد في أول رحلات تجارية متاحة، كما حثت فرنسا مواطنيها على مغادرة البلاد "دون تأجيل".

في غضون ذلك، نصت وثيقة أمنية داخلية للأمم المتحدة على ضرورة إجلاء "أفرد أسر الموظفين الدوليين المستوفين للشروط" بحلول 25 نوفمبر/ تشرين الثاني.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا قد أعلنتا، في وقت سابق، سحب الموظفين الدبلوماسيين غير الأساسيين، وطلبت من المواطنين الآخرين مغادرة البلاد.

وكان آبي أحمد، الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، قد أعلن في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء يوم الإثنين، أنه سيذهب إلى الجبهة لقيادة قوات الدفاع.

وقال: "أولئك الذين يريدون أن يكونوا من بين أبناء إثيوبيا الذين سيشيد بهم التاريخ، انتفضوا من أجل بلدكم اليوم. الحقوا بنا على الجبهة".

خريطة إثيوبيا
BBC