سان فرانسيسكو: قدّم رئيس "إنستغرام" آدم موسيري الثلاثاء بعض الضمانات بشأن حماية المستخدمين القاصرين، قبيل جلسة استماع له أمام الكونغرس قد تشهد بعض التوتر في ظل اعتبار بعض الأعضاء أن هذه الإعلانات تشكل محاولة من الشبكة العملاقة لـ"حرف الأنظار" عن الانتهاكات التي تُتهم بارتكابها.

ولم يعلن المستثمر السابق الذي يقود إنستغرام منذ ثلاث سنوات أي تعديل كبير بل سلسلة تغييرات هامشية "لتوفير حماية أفضل للشباب على إنستغرام".

وسيمنع التطبيق خصوصا المستخدمين من الإشارة في منشوراتهم إلى مراهقين لا يتابعونهم على الشبكة، بعدما جعل حسابات المستخدمين القصّر خاصة بصورة تلقائية عند التسجيل.

كما ستتيح الشبكة الاجتماعية اعتبارا من آذار/مارس 2022، أدوات تتيح للأهل معرفة الوقت الذي يمضيه أبناؤهم على التطبيق وفرض قيود زمنية في هذا المجال. وسيتاح لهم قريبا النفاذ إلى مركز معلومات يضم إرشادات ونصائح خبراء.

ومن الخصائص الجديدة الأخرى، تطلق إنستغرام في أسواقها الرئيسية للبلدان الناطقة بالإنكليزية، خاصية "أخذ استراحة"، وهي تسمح للمستخدمين بالتوقف لفترة معينة عن استعراض المضامين عبر التطبيق.

وأوضح آدم موسيري في بيان الشركة أن "دراسات أولية تظهر أنه حين يشغل المراهقون هذا التنبيه، أكثر من 90 % يتركونه مشغّلا في ما بعد".

كذلك أعلن رئيس إنستغرام عن ظهور مساحة جديدة داخل التطبيق اعتبارا من الشهر المقبل تتيح للمراهقين استعراض كامل أنشطتهم على الشبكة، من منشوراتهم إلى تعليقاتهم مرورا بنقرات "الإعجاب"، وبالتالي إزالة ما يريدونه منها للسماح لهم بـ"إدارة أسهل لبصمتهم الرقمية".

غير أن هذه التغييرات لم تقنع عضو مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي ريتشارد بلومنتل الذي قال الثلاثاء لوكالة فرانس برس "هذه خطوة صغيرة جدا وبعيدة للغاية عما يلزم لحماية الأطفال والمستهلكين".

وأشار بلومنتل إلى أن هذه الخطوات المعلنة ترمي إلى "حرف الأنظار عن جلسة الاستماع" أمام الكونغرس الأربعاء والساعية إلى "تحقيق تقدم حقيقي من أجل سلامة القاصرين".

وسبق لبلومنتل أن استجوب في الكونغرس مسؤولة شؤون سلامة المستخدمين لدى فيسبوك أنتيغون ديفيس.

وفي نهاية أيلول/سبتمبر، علقت المجموعة الأميركية العملاقة عملها على نسخة من إنستغرام موجهة للمستخدمين دون سن الثالثة عشرة، لكنها لم تتخل نهائيا عن المشروع.

حماية الأجيال

وقال آدم موسيري "أواصل التطلع بإيجابية إلى تعاون مثمر مع المشرّعين بغية تحقيق هدفنا المشترك الرامي إلى إيجاد عالم إلكتروني يصب في خدمة الاجيال المستقبلية مع حمايتها في آن".

واعتبرت العضو الجمهورية في مجلس الشيوخ مارشا بلاكبورن من ناحيتها أن هذا "الإعلان الأجوف" يرمي إلى "الإلهاء" عن مشكلات إنستغرام الحقيقية. وتترأس بلاكبورن اللجنة الفرعية في الكونغرس لحماية المستهلكين التي ستستمع إلى موسيري الأربعاء.

أما رئيس معهد "فاميلي أونلاين سايفتي إنستيتيوت" المدافعة عن العائلات المستخدمة للإنترنت ستيفن بالكام، فأشاد بهذه الخطوات واصفا إياها بأنها "مشجعة".

وقال "هذه الخطوة الأحدث من بين سلسلة تحسينات طويلة قامت بها إنستغرام منذ سنتين أو ثلاث سنوات".

وأضاف بالكام "إنستغرام باتت أكثر أمانا مما كانت عليه"، وأصبحت مساحة "أقل أذى على المراهقين. لكنها لن تصبح يوما مثالية، ولا آمنة بالكامل. لكن الأمر يسري على كل الشبكات الاجتماعية".

وتلطخت صورة إنستغرام وشبكتها الأم فيسبوك التي باتت تحمل اسم "ميتا بلاتفورمز"، بفعل التسريبات التي كشفت عنها الموظفة السابقة في الشبكة فرانسس هوغن خلال الخريف بالاستناد إلى مراسلات داخلية.

وتظهر هذه الوثائق أن مديري فيسبوك كانوا على بينة ببعض المخاطر التي يواجها المستخدمون القصّر، خصوصا على صعيد الصحة العقلية لبعض الفتيات اللواتي يتم ترسيخ صورة الجسم المثالي لديهنّ من خلال سيل من الصور المعروضة أمامهن.

وفي منتصف أيلول/سبتمبر، ردا على هذه الفضيحة، قالت إنستغرام إنها تفكر في إقامة منظومة تشجع المستخدمين على عدم التركيز على بعض المحتويات.

وقال آدم موسيري الثلاثاء "سنحصل قريبا على معلومات أكثر يمكننا تشاركها في هذا الموضوع، وتغييرات على صعيد التوصيات الموجهة للمراهقين".

وكرر موسيري التأكيد أنه يلمس "يوميا الأثر الإيجابي الذي يحدثه إنستغرام على الشبان في مختلف أنحاء العالم".

وخلال جلسات استماع أمام برلمانيين في بلدان عدة، بينها أمام اللجنة عينها التي ستستمع إلى موسيري في مجلس الشيوخ، طلبت فرانسس هوغن من فيسبوك وإنستغرام الكشف عن نتيجة بحوثهم بشأن أثر المنصتين على المستخدمين.

وهذا أيضا ما طالب به حوالى عشرة أساتذة جامعيين في العالم، في رسالة مفتوحة إلى مارك زاكربرغ نُشرت الاثنين ووقّع عليها أكثر من مئتي شخص من نظرائهم.

وكتب معدو الرسالة "نطلب منكم إجراء فحص مستقل وشفاف لكل بحوثكم السابقة والحالية والمستقبلية بشأن الصحة الذهنية للأطفال والمراهقين".