إيلاف من الرياض: انعقدت الثلاثاء أعمال اجتماع الدورة الـ42 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بقصر الدرعية في العاصمة الرياض. وكان في استقبال قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قصر الدرعية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

كلمة الأمير محمد بن سلمان

ورأس الأمير محمد بن سلمان الاجتماع نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وفي الجلسة المفتوحة، رحّب ولي العهد السعودي بالوفود المشاركة، وألقى كلمة هذا نصها:

يسرني وباسم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن أرحب بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية.

كما يسرني أن أوجه الشكر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على ما بذلته مملكة البحرين الشقيقة من جهود كبيرة خلال رئاستها للدورة الحادية والأربعين لمجلس التعاون.

أصحاب الجلالة والسمو

نجتمع اليوم بعد مرور أربعة عقود من تأسيس المجلس في ظل تحديات عديدة تواجه المنطقة وتتطلب منا المزيد من تنسيق الجهود بما يعزز ترابط وأمن واستقرار دولنا.

في هذا الصدد، نشير إلى الرؤية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لمجلس التعاون، ونؤكد على أهمية تنفيذ ما تبقى من خطوات واستكمال مقومات الوحدة الاقتصادية ومنظومتي الدفاع والأمن المشترك بما يعزز دورنا الإقليمي والدولي من خلال توحيد مواقفنا السياسية وتطوير الشراكات مع المجتمع الدولي

ونشيد بما لمسناه خلال زياراتنا لدول مجلس التعاون الخليجي من حرص بالغ على وحدة الصف، كما نشيد بالالتزام والتضامن الذي أدى إلى نجاح مخرجات بيان العلا الصادر في 5 يناير 2021

أصحاب الجلالة والسمو

نتطلع اليوم إلى استكمال بناء تكتل اقتصادي مزدهر، وهذا يتطلب إيجاد بيئة جذابة ومحفزة تعتمد على تنويع مصادر الدخل وإطلاق إمكانيات قطاعاتنا الاقتصادية الواعدة ومواكبة التطورات التقنية في جميع المجالات، وإيجاد التوازن لتحقيق أمن واستقرار أسواق الطاقة العالمية والتعامل مع ظاهرة التغير المناخي من خلال تزويد العالم بالطاقة النظيفة، ودعم الابتكار والتطوير، وفي سبيل ذلك، أطلقت المملكة العربية السعودية مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، كما أعلنت عن استهدافها الوصول للحياد الصفري في عام 2030 من خلال نهج الاقتصاد الدائري للكربون.

أصحاب الجلالة والسمو

تستمر المملكة في بذل جميع الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، كما تدعم الحلول السياسية والحوار لحل النزاعات، ونتطلع أن يستكمل العراق إجراءات تشكيل حكومة قادرة على الاستمرار في العمل من أجل أمن واستقرار وازدهار وتنمية العراق، ونؤكد استمرارنا في دعم جهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات الثلاث ومبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية.

وتؤكد المملكة على أهمية التعامل بشكل جدي وفعال مع البرنامج النووي والصاروخي الإيراني بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما تؤكد على مبادئ حسن الجوار واحترام القرارات الأممية وتجنيب المنطقة جميع الأنشطة المزعزعة للاستقرار.

وتتابع المملكة تطورات الأوضاع في أفغانستان وتحث على تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، وألا تكون أفغانستان ملاذا للتنظيمات الإرهابية.

أصحاب الجلالة والسمو

لقد حقق المجلس إنجازات كبيرة منذ تأسيسه، ونتطلع لتحقيق المزيد للارتقاء بالعمل الخليجي المشترك بما يعزز مسيرة المجلس على جميع الأصعدة

وختاما، نشكر الجهود المبذولة من أمانة المجلس لإنجاح أعمال قمتنا هذه، ونسأل المولى عز وجل أن يوفقنا ويسدد خطانا لخدمة ما تصبو إليه بلداننا وشعوبنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كلمة ملك البحرين

وألقى الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة كلمة هذا نصها:

نود في البداية أن نعرب عن خالص تمنياتنا بالتوفيق والنجاح لأعمال القمة في دورتها الحالية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما يسعدنا أن نشيد بنتائج الزيارات الميمونة الأخيرة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد، حفظه الله، لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي مهدت لعقد هذه القمة خير تمهيد، وجاءت تطلعاتها وتوجهاتها معبرة ومؤكدة على ما تتولاه المملكة الشقيقة من دور كبير لتقريب وجهات النظر، ولتجاوز التحديات، وتقديم الحلول المطلوبة مع متطلبات مرحلة العمل الحالية، وصولاً إلى ما نتمناه جميعاً لدولنا من رفعة وازدهار وتقارب لا بد منه، لتحقيق المزيد من المنعة والاستقرار.

ولا يفوتنا في هذا السياق بأن نشير إلى حرص مملكة البحرين خلال فترة ترؤسها للدورة الحادية والأربعين لمجلس التعاون على متابعة تنفيذ أجندة العمل المشتركة، محققة بذلك الكثير من الخطوات الهامة التي تصب في مصلحة عمل المجلس لما يسهم في الارتقاء بمسيرته.

وبهذه المناسبة نود التأكيد على أهمية الالتزام بمضامين إعلان العُلا، الذي نص على التنفيذ الكامل لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفق جدول زمني محدد وبمتابعة دقيقة للعمل الثنائي بين دول المجلس وإزالة كافة الأمور العالقة، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والبرامج التنموية المشتركة والمنظومتين الدفاعية والأمنية، وتنسيق المواقف لتعزيز تضامن واستقرار دول المجلس ووحدة صفها، وبما يرسخ دورها الإقليمي بالتعاون مع المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية.

في الختام، يسرنا أن نتقدم بالشكر والتقدير للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وفريق عملها، بقيادة أمينها العام معالي الدكتور نايف بن فلاح بن مبارك الحجرف ، لما يبذلونه من جهود حثيثة للارتقاء بعمل المجلس، وكذلك إسهامهم الواضح في الإعداد لأعمال هذه القمة المباركة، وستبقى آمالنا كبيرة للمزيد من الاتحاد بعون الله.

بيان ختامي

وفي ختام القمة الخليجية، ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف بن فلاح الحجرف البيان الختامي للقمة، وقد أكد أهمية تعزيز العمل الجماعي لمواجهة كافة التحديات.

كما أكد البيان الختامي للقمة تعزيز دور المرأة والشباب في الاقتصاد والأعمال، وتنفيذ المبادرات المتعلقة بالتغير المناخي.

ووجه قادة دول المجلس في البيان الختامي للقمة الخليجية الـ42، والذي ألقاه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، إلى ضروة "تعزيز العمل المشترك وتنسيق الخطط التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة والتعامل مع التغير المناخي وآثاره".

كما أكد القادة ضرورة "تعزيز العمل المشترك بين دول المجلس لتطبيق نهج الاقتصاد الدائر للكربون التي أطلقته السعودية خلال رئاستها لمجموعة العشرين".

وأضاف أمين عام المجلس، أنه "تمت الموافقة على (نهج الاقتصاد الدائر للكربون) من قبل مجموعة العشرين كإطار متكامل وشامل لمعالجة التحديات المترتبة على انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وإدارتها من خلال التقنيات المتاحة والمبتكرة ومتابعة تنفيذ المبادرات والمشاريع والآليات التي أطلقت من مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال".

وأوضح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في بيانه، أن القادة وجهوا بأن "تقوم اللجان المختصة بوضع الآليات اللازمة لتحقيق أفضل النتائج فيما يتعلق بحماية البيئة والاستفادة من مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اللتين أطلقهما الأمير محمد بن سلمان"، بالإضافة إلى "تعزيز الجهود الخليجية المشتركة لمواجهة التحديات البيئية ورفع الغطاء النباتي وزيادة الاعتماد على التقنيات النظيفة لجميع مصادر الطاقة لمكافحة التلوث والحفاظ على الحياة البيئية بكافة أشكالها بما يحقق أفضل سبل العيش الكريم لشعوب دول الخليج، وبما يتوافق مع ظروف وأولويات الدول الأعضاء، وخططها التنموية ويتماشى مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة".

وتابع: "أكد القادة على أهمية متابعة إنجاز أهداف الرؤى الاقتصادية لدول مجلس التعاون، لتحقيق التنوع الاقتصادي، وتعظيم الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية، والفرص المتميزة لمضاعفة الاستثمارات المشتركة بين دول المجلس، وتطوير تكامل شبكات الطرق والقطارات والاتصالات بين دول المجلس".

وأشار الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في البيان الختامي للقمة، إلى "دعم وتعزيز الصناعات الوطنية وتسريع وتيرة نموها، وتوفير الحماية اللازمة لها ورفع تنافسيتها والوصول بها لموقع ريادي صناعي قادر على المنافسة عالمياً وإزالة كافة العقبات والصعوبات التي تواجه العمل الاقتصادي المشترك بين دول المجلس".