إيلاف من الرباط : يجري وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكين اليوم في الرباط مباحثات مع كبار المسؤولين المغاربةً، وذلك في اطار زيارة رسمية هي الاولى له للمغرب ، تتواصل حتى يوم غد الاربعاء .كما سيلتقي ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الموجود في المغرب.

وسيلتقي بلينكين مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش ووزير الخارجية ناصر بوريطة لتبادل وجهات النظر حول القضايا السياسية الإقليمية والتعاون الثنائي. وسيتواصل الوزير أيضًا مع قادة المجتمع المدني المغربي ويشارك في انشطة إعلامية.

مبادرة الحكم الذاتي جادة وذات مصداقية وواقعية

وجددت الولايات المتحدة، الإثنين، التأكيد على موقفها الثابت بشأن قضية الصحراء ، مبرزة أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تعد "جادة وذات مصداقية وواقعية".
وذكر بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن "الولايات المتحدة تواصل اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي جادا وذا مصداقية وواقعيا"، باعتباره مقاربة تروم الاستجابة لتطلعات سكان المنطقة.
كما أعربت واشنطن، في هذا البيان الذي صدر عشية زيارة رئيس الدبلوماسية الأميركية إلى المغرب، عن دعمها للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، في قيادة العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة.

إلتزام لصالح الأمن والازدهار

وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية أن بلينكين، يقوم بزيارة رسمية إلى المغرب تحت شعار "التزام لصالح الأمن والازدهار"، مسلطة الضوء على علاقة "عميقة ومستدامة".
وقالت إن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب " راسخة في المصالح المشتركة في مجال السلم والأمن والازدهار الإقليمي".
وأوضحت الوزارة أن الأمر يتعلق بعلاقة عريقة بين واشنطن والرباط يعود تاريخها إلى إبرام معاهدة السلام والصداقة سنة 1787، حيث كان المغرب أول دولة تعترف بالولايات المتحدة.
وقال المتحدث إن الولايات المتحدة "عازمة على توسيع مجالات التعاون الثنائي مع المغرب"، مذكرا بنتائج الدورة الأخيرة للحوار الاستراتيجي الذي انعقد اخيرا في الرباط بين وزير الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، ناصر بوريطة، ونائبة وزير الخارجية الاميركي ، ويندي شيرمان.

انخراط بشكل منتظم في قضايا حقوق الانسان

علاوة على الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، اشار المتحدث الى ان البلدين "ينخرطان بشكل منتظم في قضايا حقوق الإنسان، وخاصة النهوض بحريات التعبير وتأسيس الجمعيات، وإصلاح العدالة الجنائية، وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وشفافية العمل الحكومي".
وذكرت واشنطن، في هذا السياق، أن شهر مارس. (اذار) الجاري يشكل بداية آخر سنة لاتفاق يمتد لخمس سنوات بقيمة 460 مليون دولار تديره مؤسسة تحدي الألفية في الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية "إن الولايات المتحدة والمغرب تعملان، سويا، على تطوير التعليم وفرص الشغل لفائدة الشباب في جميع أنحاء المملكة، فضلا عن إنتاجية الأراضي والحقوق العقارية للنساء في المناطق القروية".

الشروع في التخطيط ل" الاسد الافريقي"

وفي ما يتعلق بالتعاون العسكري، ذكر البيان أن "المسؤولين العسكريين المغاربة والأميركيين شرعوا بالفعل في أعمال التخطيط لتمرين "الأسد الإفريقي" برسم هذه السنة، وهو أكبر تمرين عسكري في إفريقيا وعنصر رئيسي في الشراكة الأمنية المغربية -الأميركية "، مبرزا أن تمرين 2021، الذي أجري في يونيو في جميع أنحاء المملكة، كان الأهم من نوعه منذ بدء الحدث التدريبي السنوي في 2004.
وبخصوص العلاقات المغربية-الاسرائيلية ،قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية إنه على مدار العام الماضي، ازدهرت العلاقات الدبلوماسية المغربية - الإسرائيلية مع إعادة افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط تاريخيًا. وشهد العام الماضي أيضا أول زيارة منذ تطبيع العلاقات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين للمغرب ، بمن فيهم وزير الخارجية يائير لبيد ، إلى جانب الرحلات التجارية المباشرة بين الدار البيضاء وتل أبيب.

توسيع دائرة السلام أولوية واشنطن

واضاف المتحدث ان توسيع دائرة السلام لتعزيز الرخاء والأمن بين إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وما وراءهما سيبقى أولوية بالنسبة للولايات المتحدة.
وذكر المتحدث أن الولايات المتحدة تعترف بالدور الذي يلعبه المغرب في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين بالإضافة إلى مساهمته في السلام والازدهار في الشرق الأوسط.
وذكر بيان المتحدث أن الولايات المتحدة والمغرب يلتزمان بمواصلة التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك ، مثل السلام والازدهار الإقليمي والأمن الإقليمي، مشيرا الى ان البلدين أعربا عن عزمهما خلال الحوار الاستراتيجي على مواصلة التعاون القوي لمكافحة الإرهاب ، بما في ذلك ضد تنظيمي" القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"و"داعش".

المغرب شريك مستقر في تصدير الامن

واضاف بيان المتحدث " نحن نقدر المغرب كشريك مستقر في تصدير الأمن ، لقيادته للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ودوره المستدام في التحالف العالمي لهزيمة "داعش "، بما في ذلك من خلال المشاركة في رئاسة مجموعة التركيز الأفريقية للتحالف واستضافة الاجتماع الوزاري المقبل للتحالف في مايو(آيار) المقبل .
وزاد قائلا :" تشمل العلاقة الثنائية تعاونًا وثيقًا في مجموعة من القضايا ، بما في ذلك منطقة الساحل وليبيا وأوكرانيا. ونؤكد من جديد أهمية احترام سلامة أراضي جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وسيادتها ووحدتها الوطنية".

ترحيب بجهود المغرب في ليبيا

ورحبت الولايات المتحدة بجهود المغرب لدعم عمل الأمم المتحدة في العملية السياسية في ليبيا واستضافة الحوار الليبي الداخلي. وقال بيان الناطق الرسمي :" نحن متحدون في التزامنا القوي بسيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية وأولوية تنظيم الانتخابات الوطنية في المدى القريب".

دعم مكافحة المغرب ل’’كوفيد’’

وبشأن التعاون في التصدي لكوفيد، جددت الولايات المتحدة التزامها بمواصلة دعم مكافحة المغرب للوباء من حيث دعم عملية التلقيح والتكوين والتحسيس للتصدي لهذا الوباء وغيره من الأمراض المعدية.كما أبرزت، في هذا السياق، التعاون مع وزارة الصحة والشركاء الآخرين من أجل "التحسيس بمخاطر كوفيد 19، وتكوين الأطر الصحية، ودراسة نجاعة اللقاحات، وتحسين سلسلة تبريد اللقاحات في المغرب، وتوفير المعدات ومستلزمات النظافة والمختبرات".
واستثمرت الحكومة الأميركية ما يقرب من 20 مليون دولار في استجابة المغرب لوباء كوفيد-19.وقال المتحدث " لقد عملنا مع وزارة الصحة وشركاء آخرين لرفع مستوى الوعي حول مخاطر كوفيد-19، وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية ، ودراسة فعالية اللقاح ، وتعزيز سلسلة تبريد اللقاحات في المغرب ، وتوفير معدات ومستلزمات النظافة والمختبرات.
واضاف" تبرع الجيش الأميركي بمستشفى ميداني بقيمة 1.5 مليون دولار سيساعد في مكافحة تفشي الأمراض المعدية في المغرب وتبرع أخيرا بنظام وحدة العناية المركزة الميدانية (مليون دولار) وملحق غرفة الطوارئ المتنقلة (700 الف دولار).
وزاد قائلا" تلقى المغرب 2.45 مليون جرعة من لقاح فايزر ( Pfizer )من مساهمة الولايات المتحدة في كوفاكس (COVAX )، وهي مبادرة عالمية تهدف إلى ضمان التوزيع العادل للقاح ، في الأشهر العديدة الماضية ، بالإضافة إلى أكثر من 300 الف جرعة من لقاح جونسون أند جونسون (J&J)في وقت سابق من عام 2021.

أزمة المناخ

وفيما يخص المناخ ، قال المتحدث الاميركي " يدرك كل من المغرب والولايات المتحدة الأهمية الحاسمة للعمل معًا لمعالجة أزمة المناخ"، مشيدا بالمملكة لقيادتها المعترف بها في العمل المناخي، ومشيرا الى ان نقص المياه يعتبر أحد أكبر مخاوف المغرب المتعلقة بالمناخ ، بسبب توقعات انخفاض هطول الأمطار وزيادة الجفاف.
وعد المتحدث أن المغرب دولة رائدة في مجال تحويل الطاقة المتجددة والعمل المناخي. وقال إن الطاقات المتجددة تمثل الآن نسبة مذهلة تبلغ 45 في المائة من إجمالي إنتاج الكهرباء.
وذكر ان التزام المغرب بالوصول إلى 52 في المائة من طاقة الطاقة المتجددة المتولدة بحلول عام 2025 ،مثير للإعجاب ويجب على العالم أن يأخذ في الاعتبار.