إيلاف من لندن: مع قرب انتهاء المهلة الممنوحة للنواب العراقيين المستقلين لتشكيل الحكومة يترقب المتابعون إعلانهم غدا عن مبادرة لانهاء الانسداد السياسي بعد فشل التحالفين الرئيسيين في انجاز هذه المهمة.
ويواصل النواب المستقلون تكثيف اجتماعاتهم للوصول الى اتفاق حول مضامين مبادرتهم التي يؤمل ان ينتهون منها في اجتماع يعقد مساء الاحد تمهيدا لاعلانها غدا الاثنين حيث يأمل العراقيون ان تكون قادرة على حل الازمة السياسية التي تتخبط بها البلاد منذ انتخاباتها المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول اكتوبر الماضي والتي فشل التحالفان السياسيان الكبيران "انقاذ وطن" و"التنسيقي الشيعي" من الاتفاق على تشكيل الحكومة وانهاء حالة الانسداد السياسي ما ارغم الصدر على رمي الكرة في ساحة البرلمانيين المستقلين الذين يصل عددهم الى 43 نائبا من مجموع عدد اعضاء البرلمان البالغ 329 عضوا.

يشار الى ان الانتخابات المبكرة الاخيرة نتجت عن فوز هؤلاء النواب الميتقلين اثر حصولهم على اكبر عدد من اصوات الناخبين بلغ مليونين وربع المليون صوتا وحلوا ثانيا بعد التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر الذي فاز فيها.

عدد من النواب العراقيين المستقلين خلال اجتماعاتهم لانضاج مبادرتهم لانهاء الازمة السياسية (تويتر)

المستقلون لاعلان مبادرتهم غدا الاثنين

وفيما كشف النائب أمير المعموري عن استعدادات اخيرة تجري حاليا لاعلان مبادرة النواب المستقلين لانهاء الانسداد السياسي في البلاد غدا الاثنين فقد أوضح أنها سترسم خارطة للخروج من الأزمة السياسية الحالية التي تعترض تسمية رئيس الجمهورية وتكليف المرشح لرئاسة الحكومة الجديدة.
وقال المعموري في تصريح للاعلام الرسمي تابعته "ايلاف" اليوم إن المباحثات بين النواب المستقلين مستمرة بشأن مبادرتهم وسيتم اكمالها اليوم وإعلانها غدا داخل مجلس النواب .. موضحا أن هناك اجتماعا مساء اليوم لاتمامها.


وأشار الى أن "المبادرة تتضمن رسم خارطة سياسية للخروج من الانسداد السياسي وستوجه الى جميع الكتل.. منوها الى ان النواب المستقلين سيكون لديهم فريق تفاوضي للتواصل مع الكتل الاخرى للخروج من الأزمة.


ومن جانبه أكد النائب المستقل عدنان الجابري قرب طرح خارطة طريق لإنهاء الانسداد السياسي موضحا ان المستقلين سيطرحون خارطة طريق أو مبادرة حل قد تختلف مع المبادرات المطروحة أو قد تشترك معها بمساحات معينة.

مخاوف تسرّب المستقلين لكتل أخرى

اما النائب المستقل باسم خشان فقد اشار اليوم الى انه بما ان الكتلة النيابية الأكثر عددا التي يحق لها ترشيح رئيس الحكومة لم تتشكل لحد الان فان بامكان المستقلين وحركاتهم الناشئة المبادرة الى تشكيل هذه الكتلة بشرط عدم تسرب بعضهم الى التحالفات والكتل الأخرى.


واضاف النائب خشان في بيان تابعته "ايلاف" ان "كل الأطراف أدركت إن مركب الحكومة لن يجري بغير أشرعتنا (المستقلين) ولم يكن عرض تشكيل الحكومة علينا هبة من قادرين على تشكيلها بل كانت هبة عاجزين ونحن الآن على مفترق طريقين الاول : يوصلنا الى تحقيق ما يصبو اليه الشعب يبدأ بتشكيل الحكومة التي يرضى بها وتغيير مسار الدولة .. والثاني الانحدار الى منزلق التبعية لهذا الفريق أو ذاك".


ويؤكد النائب المستقل عدنان الجابري ان مبادرة المستقلين ستكون على شكل خارطة طريق تختلف عن المبادرات المطروحة و قد تشترك معها بمساحات معينة.

لماذا دعوة المستقلين لتشكيل الحكومة؟

وكان الصدر قد دعا في الرابع من الشهر الحالي النواب المستقلين الى تشكيل الحكومة مؤكدا دعمها من قبل تحالفه الثلاثي "انقاذ وطن " الذي يضم اضافة الى التيار الصدري كلا من تحالف السيادة السني بزعامة خميس الخنجر ومن ضمنه تحالف تقدم بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي اضافة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وقوى اخرى اذ ان للثلاثي اكثر من 170 نائبا.


واشترط الصدر على المستقلين تشكيل حكومتهم خلال 15 يوما تنتهي الخميس المقبل بعيدا عن كتلته الصدرية وعن الاطار الشيعي بعد فشله بمهمة تشكيل الحكومة ولكن بالتعاون مع سنة وأكراد التحالف الثلاثي.

وجاءت دعوة الصدر هذه الى المستقلين بعد ساعات من دعوة مماثلة للاطار التنسيقي للقوى الشيعية ضمن مبادرة اطلقها وهي تقترح ترشيح النواب المستقلين رئيسا للحكومة الجديدة كحل وسط مشيرا الى الى اهمية حسم موضوع الرئاسات الثلاث عبر تفاهم أبناء كل مكون فيما بينهم. ويضم البرلمان الجديد 43 نائبا مستقلا فازوا في الانتخابات الاخيرة لكن عددا منهم تناغموا مع طروحات كل واحدة من القوتين السياسيتين الكبيرتين المختلفتين: التحالف الثلاثي والاطار الشيعي.

وكان الصدر قد اعلن في 31 آذار مارس الماضي منح فرصة مدتها 40 يوما للقوى الشيعية المنضوية في الإطار التنسيقي للتباحث مع الأحزاب البرلمانية باستثناء قائمته لتشكيل الحكومة والخروج من الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد لكن ذلك لم يحصل ما دعاه الى التوجه الى النواب المستقلين لتجربة حظوظهم ايضا.

يشار الى ان المشهد السياسي العراقي يعاني بعد حوالي سبعة أشهر من اجراء الانتخابات المبكرة حالة انسداد سياسي خطيرة تعرقل انتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة بسبب الخلافات بين التحالفين السياسيين الكبريين اللذين يضم الاول منهما : تحالف "انقاذ وطن" المطالب بحكومة أغلبية والثاني: يضم القوى الشيعية ضمن الاطار التنسيقي والداعي الى حكومة توافقية كما جرت عليه العملية السياسية منذ عام 2003 والتي فشلت تجربتها في انقاذ البلاد من اوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة.