ايلاف من لندن: اكد العراق الاربعاء عدم ثبوت أي أدلة معتبرة مثل شهود عيان أو فيديو أو صور تشير إلى حصـول إعـدامات جماعية على الحدود البولندية مع بيلاروسيا كما لم ترد أي شكوى رسمية من أي مواطن عراقي تؤكد صحة هذه المعلومات.

وقالت وزارة الخارجية العراقية اليوم ان أي أدلة لم تثبت حتى الآن عن حدوث إعدامات جماعية لعراقيين على الحدود البولندية كما قال فريق تحقيق تابع لجمهورية بيلاروسيا المجاورة. واشار المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف في تصريح بثته الوكالة العراقية الرسمية وتابعته "ايلاف" الى إنه "سبق أن وجهت وزارة الخارجية سفارة جمهورية العراق في وارشو بأهمية التنسيق مع الجانب البولندي إثر معلومات تداولتها وسائل إعلام ووكالات عن تعرض مهاجرين عراقيين لمخاطر تطال حياتهم".

وأضاف انه في السابع من شباط فبراير الماضي شرعت السفارة العراقية بالتنسيق والتقصي عالي المستوى عبر السلطات المعنية في بولندا، وثبت أن الأنباء التي صدرت من وسائل إعلام اجنبية ومحلية غير صحيحة وذلـك لعدم وجود أي أدلة ثبوتية وقانونية معتبرة مثل شهود عيان أو فيديو أو صور تشير إلى حصـول إعـدامات جماعية على الحدود البولندية البيلاروسية إضافة إلى أنه لم ترد أي شكوى رسمية من أي مواطن عراقي تؤكد صحة تلك المعلومات.

تابع أنه "سبق لوزارة الخارجية أن شكلت فريقا قانونيا مختصا ومعنيا بمتابعة هذا الملف وسيقدم تقريره للحكومة العراقية فور الانتهاء من متابعات التحقيق".

مهاجرون عراقيون على الحدود البولندية مع بيلاروسيا شتاء عام 2021

معلومات بيلاروسية لم تثبت صحتها لحد الان

وكانت السلطات العراقية قالت في وقت سابق اليوم انها تتحرى في معلومات بيلاروسية عن قيام حرس الحدود البولنديين باعدام مهاجرين عراقيين على الحدود بين البلدين. وقال الصحاف إن "الوزارة تتابع بأهتمام بالغ ما تم تداوله عبر وكالات ومواقع إعلامية بشأن تعرض أعداد من المهاجرين العراقيين لمخاطر تهدد حياتهم".. موضحا "نتحرّى في دقة ما ورد عبر التقارير الرسمية التي ننسق مع السلطات والجهات الدولية للوقوف على تفاصيلها فضلاً عن نهوض سفاراتنا المعنية في تلك الدول بدورها في تقصّي صحة المعلومات بشكل موثوق".

ومن جهتها بينت لجنة تحقيق بيلاروسية انها سلمت وفدا عراقيا يزور العاصمة مينسك ما وصفتها بأدلة ومعلومات عن إعدامات جماعية للاجئين عراقيين على أيدي جنود بولنديين على الجانب البولندي من الحدود مع بيلاروسيا. وقالت ان اجتماع عمل عقد مع الوفد العراقي في المكتب المركزي للجنة حضره موظفو قسم التحقيق الرئيسي بلجنة التحقيق بوزارة الخارجية، ولجنة أمن حدود الدولة ومركز حقوق الإنسان وقد "تم إبلاغ الجانب العراقي بالمعلومات التي خلص إليها التحقيق مع الجندي البولندي تشيتشكو حول عمليات إعدام جماعية، ودفن سري للاجئين قتلهم الجيش البولندي في منطقة الحدود على الجانب البولندي من الحدود مع جمهورية بيلاروسيا" كما قالت وكالة نوفوستي الروسية موضحة ان عددا من اللاجئين من دول الشرق الأوسط بما فيها العراق وأفغانستان قد قتلوا نتيجة ذلك.

ادعاءات بتوثيق قتل عراقيين

ادعت اللجنة ان المحققين البيلاروسيين قد وثقوا أعمالاً إجرامية ضد 135 شخصاً من مواطني العراق، أصيبوا بجروح نتيجة العنف واستخدام الوسائل الخاصة ضدهم من قبل قوات الأمن البولندية. كما يجري التحقيق في 3 قضايا تتعلق بأذى جسدي وطرد غير قانوني من أراضي الاتحاد الأوروبي إلى بيلاروسيا، مما أدى إلى مقتل ضحايا من أصل عراقي.

ويخشى ان تكون هذه المعلومات تدخل ضمن الخلافات البيلاروسية البولندية حول امن الحدود ومسؤولية كل منهما في منع المهاجرين الاجانب من اختراقها بهدف الوصول الى احدى دول الاتحاد الاوروبي.

وكانت قوات حرس الحدود في بولندا قد اعلنت في 25 كانون الثاني ينايرالماضي عن بدء بناء سياج بطول 186 كيلومتراً عند الحدود مع بيلاروسيا بعد تدفّق الآلاف من المهاجرين من الشرق الأوسط إلى الحدود، في محاولةٍ للعبور إلى الاتحاد الأوروبي.

العراق اعاد مهاجريه العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية

كانت السلطات العراقية قد بدأت في تشرين الثاني نوفمبر عالم 2021 باعادة مئات المهاجرين العراقيين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا إلى بلدهم وذلك من خلال رحلات جوية أقلعت من العاصمة البيلاروسية مينسك بعد ان كانوا يأملون في الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي حيث اشارت الحكومة العراقية الى إن هذه الرحلات هي عودات طوعية .

والعراقيون هم من بين آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط الذين تقطعت بهم السبل لعدة أيام على طول الحدود البولندية على أمل الدخول إلى الاتحاد الأوروبي اذ ترفض بولندا وبيلاروسيا الأوروبيتان وكذلك جارتهما الأخريتان ليتوانيا ولاتفيا استقبال المهاجرين.

وسبق للدول الغربية قد اتهمت بيلاروسيا بافتعال الأزمة منذ صيف عام 2020 ردا على عقوبات غربية فُرضت على نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو اثر قمعه الحركة المعارضة في بلاده في ذلك العام.