إيلاف من لندن: اعلنت السلطات العراقية الاربعاء عن موعد اكمال نقل جميع عوائل البلاد النازحين البالغ عددها 500 من مخيم الهول في سوريا الى مخيم الجدعة في نينوى تمهديا لعودتهم الى محافظاتهم المحررة.

وأكدت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية اليوم تخصيص جزء من مبلغ قانون الأمن الغذائي لإغاثة النازحين العراقيين حتى نهاية العام الحالي .. موضحة أن "هناك 28 مخيماً في إقليم كردستان الشمالي تضم 37 ألف عائلة نازحة".


جانب من مخيم الهول للنازحين واللاجئين قرب مدينة الحسكة السورية على مشارف الحدود العراقية (تويتر)

إكمال نقل 300 عائلة خلال أيام

وعن نازحي مخيم الهول في سوريا فقد أوضح المتحدث باسم الوزارة، علي عباس جهانكير في تصريح للاعلام الرسمي تابعته "ايلاف" أنه "كان من المقرر نقل 500 عائلة من المخيم هذا العام على شكل مجموعات بالتعاون مع مستشارية الأمن القومي والأجهزة الأمنية كافة.

وبين أن "الوزارة باشرت بنقل المجموعة الأولى من نازحي مخيم الهول وتضم 153 عائلة مؤخرا أما الثانية فستشمل نقل نحو 150 عائلة خلال الأيام القليلة المقبلة أغلبهم من كبار السن والمرضى الذين سيرافقهم فريق طبي إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى الشمالية أما المتبقيون من العدد المقرر الـ 500 سينقلون جميعاً من المخيم أواخر العام الحالي .

النازحون المنقولون ينتمون للمحافظات المحررة

وأشار المتحدث الرسمي الى أن "وزارة النقل ستهيئ الباصات لنقل النازحين إلى مخيم الجدعة مركز التأهيل النفسي".. مبينا أن "الجدول الزمني لنقل نازحي مخيم الهول إلى مخيم الجدعة يعتمد على الكثير من الأمور منها وضع الجانب السوري إضافة إلى استعدادات الجانب العراقي".
وأضاف أن "نازحي مخيم الهول هم من المحافظات المحررة وهي الأنبار وصلاح الدين و نينوى وبعد تأهيلهم سيوزّعون على محافظاتهم".

وأكد استكمال "نقل نازحي الهول لمخيم الجدعة سيكون لمدة تتراوح من 4 إلى 6 أشهر والغاية من ذلك تأهيلهم وتدقيق بياناتهم امنياً والتحقيق من وضعهم النفسي والاجتماعي".
وأوضح أن "جميع النازحين الذين سينقلون من مخيم الهول قد تم تدقيق بياناتهم وليس لديهم أي شبهات حول علاقات مع تنظيم داعش ولكنهم عاشوا في المخيم لفترة من الزمن لذلك كانت هناك خشية من تأثرهم بأفكار التطرف الداعشي".

قنبلة موقوتة

وتأتي عملية نقل العراقيين النازحين من مخيم الهول وسط تحذيرات أطلقها أمس خبراء أمنيون ومتخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية من أن مخيم الهول يمثل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار والتشظي في أي لحظة، خاصة في ظل وجود خروقات أمنية، ونجاح الدواعش في تنفيذ عمليات هروب، وتواصل مع خلايا التنظيم وعناصره خارج المخيم.
واشارت "سكاي نيوز عربية" الى انه تم خلال الأيام القليلة الماضية إحباط عمليات تهريب لتنظيم داعش في مخيم الهول بمحافظة الحسكة السورية.

فبعد إعلان قوى الأمن التابعة للإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا إجهاضها عملية هروب جماعي في شاحنة اختبأ فيها نحو 55 فردا من عائلات داعش الإرهابي، بينهم 39 طفلا و17 امرأة، تم اكتشاف شبكة أنفاق داخل مخيم الهول حفرها أعضاء التنظيم لتنفيذ عمليات هروب ونقل أسلحة ورسائل من المخيم وإليه.

اكتشاف شبكة انفاق

وقال الخبراء "إن اكتشاف شبكة أنفاق تقود لخارج المخيم علامة على أن تكرار سيناريو سجن الحسكة في الهول يبدو واردا، وهو ما يقتضي من سلطات الإدارة الذاتية ومن المنظمات والجهات الأممية تدارك الكارثة ومعالجة ملف المخيم الذي بات يشكل تهديدا أمنيا للمنطقة والعالم".

ونسب الموقع إلى سرتيب جوهر، الصحفي والكاتب الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، والذي زار المخيم أكثر من مرة، قوله "ما تم الإعلان عنه حديثا من وجود خنادق وشبكات أنفاق تقود لخارج أسوار المخيم يكشف مرة أخرى أن الهول قنبلة موقوتة ستنفجر لا محالة".. مضيفًا انه "بحسب إحصائيات الإدارة الذاتية التي تدير المخيم، فإن سكان المخيم بنسبة 94 بالمئة هم نسوة وصغار، ما يضاعف من صعوبة هذه المشكلة الكبيرة وخطورتها، حيث أن إمكانيات الإدارة الذاتية محدودة لمعالجة مثل هذا الملف الضخم، فمثلا الكثيرون من الأطفال بلا هويات ولا يعرف من هم ذووهم".


منظر عام لمخيم الهول للنازحين واللاجئين في سوريا قرب الحدود العراقية (تويتر)

دول الدواعش ترفض استقبالهم

ولفت إلى أن الدول التي ينتمي لها دواعش الهول ترفض نقلهم لبلدانهم الأصلية، "وهكذا تتفاقم المشكلة بمرور الوقت منذرة باضطرابات وانفجارات أمنية واجتماعية خطيرة في شمال شرق سوريا والعراق والمنطقة، والإدارة الذاتية من جهتها لا تعرف كيف تتعاطى قانونيا مع هذه القضية، والسبب أن لا أحد يتعاون معها كما يجب لحل هذه المشكلة وتحمل المسؤولية".

وكشف جوهر أن ثمة تواصلًا قوًيا بين من يقودون التنظيم ويديرونه داخل المخيم مع الدواعش في الخارج، بهدف التنسيق المستمر والإعداد لتنفيذ عمليات تهريب جزئية وحتى جماعية لدواعش الهول على غرار ما حصل في سجن الغويران بمدينة الحسكة قبل أشهر.

المخيم يضم 70 ألفاً من أفراد عائلات الدواعش

يشار الى ان مخيم الهول كان قد انشئ في الأصل لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية وأُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 كواحد من ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية.

وفي بداية عام 2019 احتوى المخيم على حوالي 10 الاف شخص ثمّ زاد حجمه بشكل كبير مع الهزائم المتتالية لتنظيم داعش في العراق وسوريا . وبحلول نيسان أبريل من العام نفسه ارتفع عدد سكان المخيم الى 74 الفا بينهم حوالي 20 الف امرأة و 50 الاف طفل من عائلات مقاتلي تنظيم داعش وكان المخيم تحت حراسة 400 مقاتل من ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية الكردية.

وفي سياق الحرب الأهلية السورية واستيلاء قوات سوريا الديمقراطية على بلدة الهول أصبح المخيم إلى جانب مخيم عين عيسى مركزًا للفارّين من القتال بين الميليشيات الكردية وتنظيم داعش .
ومنذ كانون الاول ديسمبر 2018 تمّ احتجاز عائلات مقاتلي داعش في قسم منفصل داخل المخيم بعد حوادث عنف متكررة بينهم وبين اللاجئين الآخرين.

ويقول مراقبون ان اعادة سكان المخيم إلى اوطانهم بات صعبا حيث أصبح العديد منهم متطرفين ويشكلون تهديدًا محتملاً لوطنهم وقد لا يكون لدى الحكومات الغربية خطط لإعادة مواطنيها.