تايبيه: وصل وفد من الكونغرس الأميركي إلى تايوان الأحد، وفق ما أعلن مسؤولون، بعد أيام على إجراء الصين مناورات عسكرية في محيط الجزيرة ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي.

وجاءت زيارة الأحد غير المعلن عنها سابقا بعدما أثارت بيلوسي حفيظة بكين عبر زيارة تايوان في وقت سابق هذا الشهر، ما دفع الصين الى اجراء مناورات جوية وبحرية غير مسبوقة زادت من احتمال اندلاع نزاع.

وردّت الصين بغضب على هذه الزيارة أيضا، إذ نشرت وكالة أنباء الصين الجديدة مقالا تحت عنوان "على السياسيين الأميركيين التوقف عن اللعب بالنار في مسألة تايوان".

وسيلتقي الوفد المكوّن من خمسة أعضاء بقيادة السناتور إد ماركي الذي يمثّل ولاية ماساتشوستس وزير الخارجية جوزيف وو، وفق ما أفادت الوزارة التايوانية.

وقال بيان للمعهد الأميركي في تايوان إن الوفد سيناقش "العلاقات الأميركية-التايوانية والأمن الإقليمي والتجارة والاستثمار وسلاسل الإمداد العالمية وتغير المناخ إلى جانب قضايا أخرى مهمة محط اهتمام مشترك".

ترحيبٌ خاص

وأشادت الخارجية التايوانية بزيارة الوفد باعتبارها مؤشرا آخر الى دفء العلاقات بين تايبيه وواشنطن.

وأعربت في بيان الأحد عن "ترحيبها الحار" بالوفد.

وقالت "في وقت تواصل الصين تصعيد التوتر في المنطقة، رتّب الكونغرس الأميركي مجددا لزيارة وفد عالي المستوى إلى تايوان، ما يعكس صداقة لا تهاب التهديدات والصينية والترهيب، ويؤكد على دعم الولايات المتحدة القوي لتايوان".

ويضم الوفد أيضا النواب الديموقراطيين جون غاراميندي وآلان لوينثال ودون بيير والنائبة الجمهورية أوموا أماتا كولمان ريدواغن، بحسب المعهد.

وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتتعهّد استعادتها وإن بالقوة. وبعد زيارة بيلوسي، أرسلت بكين على مدى أسبوع سفنا حربية وصواريخ وطائرات إلى المياه والأجواء المحيطة بالجزيرة.

وفي مقال الأحد بشأن زيارة الوفد، اعتبرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن المشرّعين الأميركيين مجرّد شخصيات انتهازية إذ يفكرون بمصالحهم السياسية الخاصة مع اقتراب موعد انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.

وقالت الوكالة "على هؤلاء السياسيين الذين يلعبون بالنار في مسألة تايوان التخلي عن تمنيّاتهم".

وتابعت "لا مجال للتسويات أو التنازلات عندما يتعلّق الأمر بمصالح الصين الجوهرية".

ونددت بكين بشدة بزيارة بيلوسي التي كانت أعلى مسؤول أميركي منتخب يزور تايوان منذ عقود.

واتّهمت تايوان الصين باستخدام الزيارة ذريعة لإطلاق مناورات تتيح لها التدرّب على الغزو.

وأجرت بدروها مناورات لمحاكاة الدفاع عن نفسها في مواجهة غزو صيني لجزيرتها الرئيسية. وبينما اختتمت الصين تدريباتها، قالت إنها ستواصل تسيير دوريات في مضيق تايوان.

وأعلنت وزارة الدفاع التايوانية الأحد أنها رصدت 22 طائرة صينية وست سفن تنشط في محيط مضيق تايوان.

وعبرت 11 من هذه الطائرات الخط الأوسط الذي يعد بمثابة خط ترسيم الحدود غير الرسمي بين تايوان والصين علما بأن بكين لا تعترف به.

لا تسامح

وتعهّدت الصين في وقت سابق هذا الأسبوع بأنها لن تتسامح إطلاقا مع أي "أنشطة انفصالية" في تايوان وشددت على تهديدها بالسيطرة على الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي بالقوة إذا تم استفزازها.

وقال مكتب الشؤون التايوانية في الصين في "ورقة بيضاء" الأربعاء "نحن على استعداد لخلق مساحة واسعة لإعادة التوحيد بشكل سلمي، لكننا لن نترك أي مجال لأي أنشطة انفصالية مهما كانت أشكالها".

وأضاف أن الصين لن "تنبذ استخدام القوة ونحتفظ بخيار اتّخاذ كافة الإجراءات اللازمة".

لكنه أوضح "لن نجبر على اتخاذ إجراءات جذرية للرد على استفزازات العناصر الانفصالية أو القوى الخارجية إلا إذا تم تجاوز خطوطنا الحمراء".

وأصدرت الصين آخر "ورقة بيضاء" (أي إرشادات بشأن ملف معقّد) بشأن تايوان عام 2000.