إيلاف من لندن: بحث الكاظمي في نيويورك مع أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الأزمة السياسية العراقية وتداعياتها وناقش مع الأمين العام للناتو ونائب رئيس البنك الدولي تعزيز تعاون العراق مع المؤسستين الدوليتين.
وخلال اجتماع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تم بحث الأوضاع في العراق، وجهود الحكومة في تخفيف حدّة الخلافات السياسية، عبر تبنيها مبادرة الحوار الوطني بين القوى السياسية، ومناقشة الوضع في مخيمات النزوح، وجهود الحكومة في غلق العدد الأكبر منها، وإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية.
من جانبه ثمن الأمين العام دور الكاظمي في الحفاظ على السلم الأهلي في العراق، ودعم مبادرته في الحوار الوطني بين القوى السياسية، والسعي إلى تحقيق الانفراج السياسي.
كما شهد اللقاء مناقشة ملف التعليم في العراق، وحرص الحكومة على الارتقاء به، وتطوير البنى التحتية عبر شروعها بتشييد 1000 مدرسة في عموم العراق كمرحلة أولى.. وكذلك بحث ملف الجفاف، وتأثيراته الكبيرة على العراق، حيث أكد الكاظمي على أهمية مساعدة بلاده في هذا الملف الذي يرتبط بحياة المواطنين واقتصاديات البلد كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه اليوم الجمعة تابعته "إيلاف" فيما أكد غوتيريش من جانبه على ضرورة معالجة مشكلة الجفاف التي يعاني منها العراق بسبب ما تقوم به بعض الدول المتشاطئة من تغيير مسارات الأنهر.
وأكد الأمين العام رفضه للاعتداءات التي تمس سيادة العراق، وشدد على دعم وحدة العراق، ورفضه التدخل في شؤونه الداخلية.
وعبر الكاظمي عن شكره لجهود بعثة الأمم المتحدة في مساعدة العراق بإقامة انتخابات شفافة ونزيهة.. مشيداً بدور الأمم المتحدة وبرامجها الإنمائية لتعزيز القدرات المحلية، وفي تأهيل المتضررين من الإرهاب، ومشاريعها في مجالي البيئة والتنمية المستدامة.

الحلف الأطلسي والبنك الدولي

وعلى صعيد لقاءاته مع الشخصيات الدولية المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الحالية في نيويورك فقد بحث الكاظمي مع نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، السيد فريد بلحاج أهم جوانب التعاون بين العراق والبنك الدولي في المجالين المالي والاقتصادي، وفي مجال تقديم الدراسات والاستشارات والبيانات.

كما تطرق اللقاء إلى النمو الإيجابي في الاقتصاد العراقي، والنجاح في مواجهة التحديات التي أنتجتها الأزمات العالمية، وتعثر سلاسل التوريد، وآثار جائحة كورونا.
وأكد رئيس الوزراء عزم العراق على مواصلة منهاج الإصلاح الاقتصادي، ووضع الأسس القوية؛ من أجل التنمية المستدامة، وخلق البيئة الاستثمارية الجاذبة، والتأكيد على التعاون مع البنك الدولي في مجالي تحديث السياسة المائية للبلاد، ومشاريع الأمن الغذائي.
وخلال اجتماع الكاظمي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبيرغ، تمت مناقشة جهود القوات العراقية في مكافحة الإرهاب وملاحقة فلوله، والنجاحات التي حققتها ميدانياً، وانعكست إيجاباً على ترسيخ الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.

وشهد اللقاء أيضاً البحث في تعزيز سبل التعاون الأمني والعسكري بين العراق ودول حلف الناتو، التي تقدّم مساعدتها للقوات العراقية في مجال التدريب والمشورة.
وأعرب الطرفان عن الرغبة المشتركة في استمرار التعاون وتوسعته، وتوطيد التبادل الأمني والمعلوماتي، ودعم جهود العراق في نشر التهدئة بالمنطقة.

الكاظمي كشف عن اعتقال مسؤول مهم قتل متظاهرين
ومن المنتظر ان يلقي الكاظمي الذي وصل الى نيويورك الثلاثاء الماضي كلمة العراق اليوم الجمعة امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك كشف للاعلام الرسمي انه سيشرح فيها الواقع السياسي والاقتصادي والثقافي والمناخي والتحديات الكثيرة التي تواجه بلده . وأضاف أن "جميع قادة دول العالم مجمعون على أهمية دور العراق لترسيخ الاستقرار في المنطقة".
وطالب القوى السياسية تحمل مسؤولياتها التأريخية تجاه العراق والاستفادة من فرص الحوار الوطني مضيفاً "هناك من يتمنى فشل الحكومة في كل شيء بسبب خلافات شخصية معي، وأدعو جميع الأطراف التي لديها خلافات معي إلى تصفيتها بعيداً عن مصالح الشعب، وسأضحي في كل شيء من أجل العراقيين وإعادة البلد إلى وضعه الطبيعي".

وكشف الكاظمي عن اعتقال "شخص" متهم بقتل متظاهرين و"بعض الشخصيات"، مشيراً إلى أنه كان ينتمي لإحدى مؤسسات الدولة من دون كشف اسمه ومنصبه .. وقال إن "جميع الناس تعرف من يمتلك السلاح المنفلت واتخذنا إجراءات في معالجته"، مبيناً "أننا نحاول معالجة ملف السلاح المنفلت بكل هدوء دون أن ينعكس ذلك على حياة الناس وواقعها". وأضاف الكاظمي أنه تم "اعتقال شخص الأسبوع الماضي كان ينتمي لإحدى مؤسسات الدولة واعترف بقتل متظاهرين وبعض الشخصيات".

ونوه بالقول "سأدعو إلى جولة ثالثة من الحوار الوطني لحل مشكلاتنا ولا سبيل لدينا سوى الحوار"، مؤكداً: "لدينا فرصة لبناء العراق وعلى الجميع تحمل المسؤوليات تجاه ذلك".
ولفت إلى أن "استقرار المنطقة له انعكاسات إيجابية على الوضع في العراق"، مؤكداً أن "العراق نجح في تقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية ودول أخرى نجحت بإعادة علاقتها مع بعضها إثر ذلك".. مشددا "سنساهم في كل شيء للمساعدة في استقرار المنطقة للمحافظة على كرامة شعوبها".
وأشار الى أن "الاحتياطي النقدي في ظل الحكومة وصل إلى 86 مليار دولار ومن المتوقع زيادته إلى 100 مليار دولار"، مشيراً إلى أن "العراق حصل على أكبر وأسرع نمو اقتصادي وبات الأول على الشرق الاوسط والخامس عالمياً".