إيلاف من لندن: يحشد ناشطون عراقيون حالياً لإحياء الذكرى الثالثة لاحتجاجاتهم الشعبية المطالبة بالتغيير السياسي مؤكدين عدم تنازلهم عن الخلاص من الطبقة الحاكمة التي يتهمونها بالفساد والمحاصصة.
وأبلغ الناشط العراقي من تنسيقيات الاحتجاج في العاصمة ثامر عبد اللطيف "إيلاف" في اتصال هاتفي من بغداد الاحد أن المحتجين على نظام المحاصصة الطائفية والفساد يعززون حالياً من تواصلهم عبر تنسيقيات التظاهر في العاصمة ومحافظة الوسط والجنوب لإحياء الذكرى الثالثة لاحتجاجات الأول من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019 بتظاهرة كبيرة في ساحة النسور وسط بغداد السبت المقبل.
وأشار الى أن تنسيقيات الاحتجاج تناقش الآن تنظيم الفعاليات الاحتجاجية وشعاراتها وأماكن انطلاقها في العاصمة وبقية المحافظات ورفع صور الضحايا من الناشطين والمطالبات التي ستطرحها لتغيير الطبقة السياسية المهيمنة على السلطة منذ عام 2003.
وأكد الناشط عبد اللطيف أن الاحتجاجات المقبلة ستكون سلمية كما انطلقت قبل ثلاث سنوات وتصدت لها المليشيات الموالية لإيران بالرصاص الحي بإشراف من الحرس الثوري الإيراني ما أدى الى مصرع المئات من المحتجين وإصابة ألاف آخرين.


صدامات بين المحتجين والأمن ومعه المليشيات على جسر الجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء وسط بغداد في 12 أكتوبر 2019

وفيما إذا كان الناشطون سيحاولون اقتحام المنطقة الخضراء وسط بغداد مركز الرئاسات الثلاث والسفارات الأجنبية تتقدمها الأميركية والبريطانية ومقار البعثات الدولية تتقدمها التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أوضح أن هذا الأمر لم يطرح بعد لكنه لم يستبعد حصول ذلك لايصال صوت المحتجين الى السلطة الحاكمة والى العالم عبر ممثليه في العراق.

منشورات تدعو للتظاهر
واليوم وزع مجهولون يستقلون دراجات نارية منشورات في بعض مناطق بغداد تدعو للمشاركة في احتجاجات السبت المقبل .
ونقلت وسائل اعلام محلية اطلعت عليها "إيلاف" عن هذه المنشورات قولها "نداء الوطن، إلى العراقيين الأحرار الشرفاء" يدعوكم شباب العراق للنزول في يوم السبت الأول من أكتوبر 2022 الساعة 11 صباحاً في ساحة النسور" وسط بغداد.
وحملت المنشورات شعار "للشعب كلمة داخل الخضراء" وحملت صور بعض ضحايا الاحتجاجات من الناشطين الذين سقطوا برصاص المليشيات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.
ومن جهتهم دشن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغات تدعو للمشاركة الواسعة بإحياء احتجاجات تشرين وتؤكد على الاستمرار في التحرك من أجل اهدافها.
والجمعة الماضي اتفقت قوى الاحتجاج والتغيير في العراق خلال اجتماع في مدينة الناصرية عاصمة محافظة ذي قار الجنوبية على تشكيل جبهة سياسية من القوى المؤمنة بالتغيير الديمقراطي تكوّن بديلاً سياسياً حقيقياً قوامها الأحزاب والشخصيات التي لم تتورط بالأزمة وبالدم العراقي والفساد.
وكانت موجة من الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية قد انطلقت في العاصمة العراقية بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد في الاول من تشرين الأول/ أكتوبر 2019 للمطالبة بمحاربة الفساد وتوفير الخدمات وفرص العمل ومناهضة الهيمنة الايرانية أوقعت حوالي 600 قتيلا من المتظاهرين و20 الفا من الجرحى بينهم عناصر من قوات الأمن وأرغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة وتشكيل مصطفى الكاظمي للحكومة في الثامن من أيار/مايو عام 2020 والتي أشرفت على اجراء انتخابات مبكرة في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2021 لكنها أدت الى أزمة سياسية بين القوى الخاسرة الرافضة لنتائجها والأخرى الفائزة فيها مازالت تداعياتها تضرب باستقرار وأمن البلد وتمنع تنفيذ الاستحقاقات الدستورية الناتجة عنها.

الكاظمي يحذر
ومن جهته حذر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من خطر تكرار احتجاجات تشرين الأول/ أكتوبر 2019 أو ما هو أسوأ منوهاً الى أن أي حكومة جديدة سيتم تشكيلها بدون مشاركة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ستواجه تحديات ضخمة.
وقال الكاظمي في تصريحات لموقع "المونيتور" الأميركي اطلعت عليها "إيلاف" اليوم إن "العراق بحاجة إلى أن ينأى بنفسه عن ماضٍ مملوء بالعنف نحو مستقبل قائم على الحوار".
وأشار الى أن "الطبقة السياسية في العراق تواجه أزمة ثقة مع الجمهور مؤكداً بالقول أن "أولوياتي هي الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار".


الكاظمي دعا الجمعة 23 سبتمبر 2022 في كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة القوى السياسية في بلاده الى جلسة حوار ثالثة لحل الأزمة السياسية (مكتبه)

والجمعة الماضي دعا الكاظمي في تصريحات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي القى فيها كلمة بلاده القوى السياسية في العراق للاجتماع من أجل جلسة حوار وطني ثالثة.
وحث القوى السياسية العراقية على تحمل مسؤولياتها والاستفادة من فرصة الحوار الوطني التي شهدت خلال الأسابيع الأخيرة انعقاد جولتين منها من أجل تجاوز الأزمة السياسية الحالية في البلاد.
يشار إلى أن العراق يشهد انسداداً سياسياً خطيراً منذ الانتخابات المبكرة التي شهدتها البلاد في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2021 نتيجة فشل القوى السياسية العراقية في تسمية رئيس جديد للحكومة بجانب اختيار رئيس جديد للجمهورية.