إيلاف من لندن: توفي اليوم الإثنين، الداعية المصري "حامل الجنسية القطرية" يوسف القرضاوي حسبما ورد في تغريدة على حسابه الرسمي على (تويتر). وينتمي القرضاوي (96 عاما) لجماعة الإخوان المسلمين، وأصبح من قياداتها المعروفين، بل اعتبر منظر الجماعة الأول على مر السنوات الماضية. كما عرض عليه تولي منصب المرشد عدة مرات، وكان يحضر لقاءات التنظيم العالمي للجماعة.

القرضاوي مصري، لكنه منح الجنسية القطرية بعد أن غادر البلاد عام 2013. وكانت محكمة مصرية أصدرت حكما غيابيا بإعدامه عام 2015 إلى جانب مصريين آخرين منتمين للإخوان في قضية لها علاقة باقتحام سجون عام 2011.

الاتحاد العالمي

يذكر أن القرضاوي هو الرئيس السابق لما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين". فقد ظل رئيسا للاتحاد منذ تأسيسه عام 2004، ولمدة 14سنة، إلى أن خلفه أحمد الريسوني، قبل أن يستقيل هذا العام، على خلفية تصريحات أثارت الجدل.

وكانت المملكة العربية السعودية ودول خليجية وعربية أخرى على لائحة تضم شخصيات وصفت بأنها "إرهابية". كما كان وجوده في قطر أحد أسباب مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة لعدة سنوات.

إذ ذاك، قال عبد الرحمن القرضاوي نجل الداعية المثير للجدل في فتاوه وآرائه، إن جنازته ستشيع ظهر غد الثلاثاء وسيدفن في العاصمة القطرية الدوحة.

وأوضح في اتصال هاتفي مع (بي بي سي) من الدوحة، إن والده كان قد أوصى بدفنه في المدينة التي يوافيه أجله فيها. وأضاف أن أسرة الراحل كلها في الدوحة ولا تستطيع العودة لمصر في الوقت الحالي، لأسباب أمنية وسياسية.

يذكر ان القرضاوي كان أعير في ستينيات القرن الماضي إلى دولة قطر، التي عاش فيها وعمل عميداً لمعهدها الديني الثانوي، ثم أسس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة قطر وترأسه، وأصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية في الجامعة نفسها.

مواقف وجدالات

أثار القرضاوي في حياته الكثير من الجدل بسبب مواقفه الداعمة لعدد من الانتفاضات الشعبية التي شهدتها المنطقة العربية في ما عرف بالربيع العربي.

وبينما رأى فيه البعض مناصراً لقضايا التحرر اعتبره فريق آخر مؤيداً للجماعات الدينية المتطرفة. وكان القرضاوي قد أدان هجمات 11 سبتمبر وتفجيرات بالي، وانتقد تحطيم حركة طالبان تماثيل بوذا في أفغانستان.

كما ندد بالغزو الأميركي للعراق عام 2003، وأفتى بوجوب مقاومة الجنود الأميركيين.

زيارة القدس

وأفتى بتحريم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال، وهي الفتوى التي انتقدها مقدسيون، واعتبرتها السلطة الفلسطينية تتوافق مع الخطة الاسرائيلية لتهويد القدس، وطالبت القرضاوي بالتراجع عنها.

ومنع القرضاوي من دخول الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب تأييده للعمليات الانتحارية التي تستهدف جنودا إسرائيليين، والتي وصفها بـ "عمليات استشهادية".

وكانت دعوته لقتل معمّر القذافي خلال الثورة التي اندلعت ضده عام 2011، محل كثير من الانتقادات، إذ كان كثيرون ينادون بالقبض عليه ومحاكمته.