واشنطن: أشاد نجل الشاه الراحل بالتظاهرات التي تشهدها إيران بوصفها ثورة تاريخية تقودها النساء وحض دول العالم على ممارسة مزيد من الضغط على القيادة الدينية.

ودعا رضا بهلوي، الذي أطيح والده في الثورة الإسلامية عام 1979، إلى الاستعداد بدرجة أكبر لنظام إيراني في المستقبل، علماني وديموقراطي.

وقال بهلوي، المقيم في المنفى في منطقة واشنطن بالولايات المتحدة لوكالة فرانس برس"في رأيي إنها أول ثورة في العصر الحديث من أجل النساء وتقودها النساء، بدعم رجال إيران، من أبناء وأشقاء وآباء".

وأضاف "وصل الأمر إلى القول: كفى".

وتشهد مدن كبرى في إيران تظاهرات قتل فيها العشرات، منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول/أغسطس أثناء توقيفها لدى شرطة الأخلاق لعدم امتثالها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

واستنكر أيضا التمييز بحق الأقليات ومجتمع المثليين وقال إن "الطابع الرمزي للحراك الراهن تمثله النساء".

وأوضح "أعتقد أن معظم النساء الإيرانيات، عندما ينظرن إلى الحريات التي تتمتع بها وتمارسها النساء في العالم الحر، يطلبن الحقوق نفسها لأنفسهن".

وجدّه، رضا شاه، حظر غطاء الرأس في 1936، في إطار مسعى للتشبه بالغرب مستلهما من الجارة تركيا.

والشاه الأخير، محمد رضا بهلوي، جعل الحجاب خيارا. وانتهى ذلك مع فرض الجمهورية الإسلامية قواعد "الحشمة" للنساء في الأماكن العامة.

وقال بهلوي، وهو والد لثلاث بنات، إن المجتمع الإيراني قطع شوطا طويلا منذ أيام "الشوفينية الذكورية" مؤكدا أنه يتعين احترام خيارات المرأة.

واعتبر أنه "يمكن للنساء اتخاذ القرار بشأن وضع الحجاب من عدمه. لكن يتعين أن يكون خيارا، خيارا حرا ولا يُفرض لأسباب عقائدية أو دينية".

ورغم الاحترام الواسع الذي يحظى به بهلوي لدى الإيرانيين المقيمين في المنفى، يؤكد أنه لا يسعى لاستعادة النظام الملكي، وهي الفكرة التي تلقى تأييدا محدودا داخل إيران.

ويفضل بهلوي الذي يتعاون مع المعارضة في الخارج، إنشاء مجلس تأسيسي يقوم بصوغ دستور جديد.

وقال بهلوي "لا طريقة يمكن من خلالها التوصل لنظام ديموقراطي حقيقي بدون تعريف واضح وفصل الدين عن الدولة".

وقامت الجمهورية الإسلامية قبل أكثر من أربعة عقود، وصمدت رغم عداء دول الغرب لها، ولا سيما من الولايات المتحدة.

لكن بهلوي يشدد على أن النظام يمكن أن ينتهي في أي وقت، وأن على العالم أن يكون مستعدا.

وقال "يتعين علينا أن نأخذ في الاعتبار وجود احتمال كبير لعدم استمرار هذا النظام لفترة طويلة".

وأضاف "لطالما قلت إن ذلك قد يحصل في غضون أسابيع أو أشهر قليلة، ويجب أن نفكر في البديل".

وقال بهلوي أنه ينبغي أن تكون هناك "ثورة من الداخل مضبوطة" مع انتقال سلس وسلمي.

وأثنى على كثير من ردود الفعل الدولية إزاء الاحتجاجات ومنها الصادرة عن ألمانيا وكندا.

لكنه دعا إلى تحرك أكبر يشمل طرد دبلوماسيين وتجميد أصول.

وقال "من المهم القيام بأكثر من تقديم الدعم المعنوي. إنه نوع التدابير التي لها تأثير".

وكرر دعوته لإنشاء ما يعرف بصندوق الإضراب لدفع تعويضات للعمال، وأمل أن تتحول الاحتجاجات التي تشهدها مختلف أنحاء البلاد إلى إضراب عام.

ورغم تأييده الدبلوماسية عبر عن مخاوفه من عودة محتملة للولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي يُسمح بموجبه لإيران ببيع النفط في الاسواق العالمية.

ورأى أن دول الغرب كثيرا ما تعتقد أن بإمكانها "خلق دافع للنظام ليغير تصرفاته ... مثل ولد مهذب".

لكن الجمهورية الإسلامية كما يقول، متأصلة في تصدير عقيدة ما.

وقال "مع هذا النظام يستحيل التعايش".