لندن: أقرت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس الأحد بأنه كان عليها "أن تعدّ بشكل أفضل" لخطة التخفيض الضريبي التي خفضت الضرائب على الأغنياء وأثارت اضطرابات في السوق.

وقالت تراس في مقابلة مع قناة "بي بي سي" قبل المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم "ألتزم بالحزمة التي أعلنّا عنها (...) لكنني أقرّ بأنه كان ينبغي علينا الإعداد بشكل أفضل"، مشيرة إلى أنها "تعلّمت من" هذه التجربة".

وبعد أسبوع من كابوس سياسي واقتصادي، توضح رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عبر التلفزيون الأحد مواقفها قبل مواجهة حزبها، الذي يتصاعد فيه الغضب، في المؤتمر السنوي للمحافظين.

وبعد أقل من شهر على توليها رئاسة الحكومة، ستتحدث تراس التي لا تتمتع بشعبية إلى درجة غير مسبوقة، لقناة "بي بي سي" من برمنغهام في وسط إنكلترا، حيث يجتمع المحافظون لمدة أربعة أيام بعد أسبوع من الإخفاق التام.

وذُهل عدد من نواب حزب المحافظين، بمن فيهم أنصار ريشي سوناك - منافسها في الحملة من أجل رئاسة الحزب - بالذهول بعد خطة التخفيض الضريبي الهائلة التي كشفتها الأسبوع الماضي رئيسة الوزراء ووزير المالية في حكومتها كواسي كوارتينغ.

حالة ذعر

وأدى إعلان الخطة إلى حالة ذعر في الأسواق وانخفض سعر صرف الجنيه إلى أدنى مستوى تاريخي وانتقد صندوق النقد الدولي المشروع بينما اضطر البنك المركزي إلى التدخل بشكل عاجل لتهدئة الأمور.

وبعد أيام من الصمت في مواجهة الموقف، تحدثت تراس إلى عدد من المحطات المحلية للبي بي سي الخميس بينما أحدث صمتها المحرج ضجيجًا أكثر من محاولاتها العبثية للدفاع عن سياستها.

وقد اعترفت الجمعة بحدوث "اضطرابات" لكنها استبعدت التراجع عن الخطة. وقالت إن "الشتاء سيكون صعبا لكنني مصممة على فعل كل شيء لمساعدة العائلات والاقتصاد"، مؤكدة في الصحيفة الشعبية "ذا صان" أنها تنوي معالجة قضية الدين العام "بقبضة من حديد".

وسيكون ظهور تراس في قناة "بي بي سي" أمام حضور وطني الأحد الأول منذ أن كشف كواسي كوارتينغ عن "ميزانيته المصغرة" في 23 أيلول/سبتمبر.

المعارضة العمالية

منذ ذلك الحين، تراجع حزب المحافظين في استطلاعات الرأي مع تقدم المعارضة العمالية بفارق 33 نقطة حاليا، حسب دراسة نشرها معهد "يوغوف" الخميس، في سابقة لم تسجل منذ تسعينات القرن الماضي وعهد توني بلير رئيس الوزراء العمالي الأسبق.

وأفاد استطلاع آخر للرأي نشرت نتائجه الجمعة بأن أكثر من نصف البريطانيين (51 بالمئة) يعتقدون أن رئيسة الوزراء يجب أن تستقيل.

في هذه الأجواء القاتمة، يرجح أن يعقد المحافظون مؤتمرهم السنوي مفككين. فلن يتوجه ريشي سوناك ولا رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون إلى برمنغهام لحضور الاجتماع.

وبعد احتجاجات طوال عطلة نهاية الأسبوع على غلاء المعيشة، سيلقي كواسي كوارتينغ كلمة في المؤتمر الاثنين، بينما يختتم التجمع الأربعاء بكلمة لتراس.

واستبعدت تراس ووزير المالية التراجع لكنهما اتفقا الجمعة على أن تقدم هيئة تقديرات الميزانية العامة البريطانية إلى السلطة التنفيذية الأسبوع المقبل "النسخة الأولى" من توقعات الميزانية مع أخذ الخطة الاقتصادية المكلفة للحكومة في الاعتبار.

وقالت وسائل الإعلام البريطانية إن رسائل التحدي تتدفق بالفعل ضد رئيسة الحكومة الجديدة التي جعلت جزءا من أعضاء الحزب يندمون على عهد جونسون.

وبالعكس، يعتقد آخرون أنه يجب توحيد الصفوف لتجنب انتخابات تشريعية مبكرة بأي ثمن لأن من شأنها أن تشهد انهيار حزب المحافظين.

وحذر النائب تشارلز ووكر "سنزول من الوجود كحزب سياسي فاعل" إذا أجريت انتخابات من هذا النوع.