قطاع غزة: أعلنت حماس الخميس مقتل 93 شخصا ليلا في غارات إسرائيلية استهدفت خاصة جنوب القطاع حيث يكثف الجيش الإسرائيلي عملياته.

ووسط خشية من توسع الحرب إلى نزاع إقليمي، أعلن الحوثيون اليمنيون الذين أعادت واشنطن الأربعاء تصنفيهم منظمة "إرهابية"، مسؤوليتهم عن هجوم جديد على "سفينة أميركية" قبالة سواحل اليمن.

في غزة، سقط "أكثر من 93 شهيدا في استهدافات الليلة وفجر اليوم" وفق ما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع مضيفا أن "أعنف الغارات الدامية (خلفت) 16 شهيدا بينهم نساء وأطفال واكثر من 20 مصابا جراء استهداف منزل ليلا لعائلة الزاملي في شرق رفح".

بعد هذه الضربة، قالت أم وليد الزاملي إنها سارعت إلى المستشفى حيث "لقيت أولاد ابني كلهم مستشهدين كلهم صغار... إيش عملوا؟".

كما نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على خان يونس، كبرى مدن الجنوب، ومخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة.

واعتبرت إسرائيل أن قادة حماس يختبئون في مستشفى ناصر في خان يونس.

"طريقة مختلفة"
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في بيان مساء الأربعاء "في خان يونس، نعمل بطريقة مختلفة (...) هناك، نركز على الوصول إلى قادة حماس و(حل) مسألة الرهائن".

اندلعت الحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني وشردت أكثر من 80% من سكانه، إثر شنّ حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.

كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة، وتم إطلاق سراح حوالى 100 منهم خلال هدنة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. ووفق إسرائيل، لا يزال 132 منهم في غزة، ويُعتقد أن 27 منهم لقوا حتفهم.

وردا على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل القضاء على الحركة التي تحكم غزة منذ عام 2007. ووفق وزارة الصحة التابعة لحماس، قُتل حتى الآن في الغارات الإسرائيلية 24448 شخصا، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال.

وتنبه الأمم المتحدة من "خطر المجاعة" و"الأوبئة القاتلة" في القطاع الفلسطيني الصغير والمحاصر بشكل كامل منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر.

على صعيد خسائره، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 193 من عناصره في غزة منذ بدء هجومه البري في 27 تشرين الأول/أكتوبر.

ودمر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها، وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة وأخرج أكثر من نصف المستشفيات عن الخدمة.

كما انقطعت الاتصالات السلكية واللاسلكية بشكل شبه كامل منذ أكثر من ستة أيام في القطاع الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.

أدوية مقابل مساعدات
في الأثناء، أعلنت قطر أن قوافل تحمل 61 طناً من الأدوية ومساعدات إنسانية "دخلت غزة" الأربعاء، ولم تحدد ما إذا كانت الأدوية قد وصلت للرهائن.

يأتي ذلك في أعقاب اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس أعلنه الوسيط القطري الثلاثاء، ينص على إدخال أدوية للرهائن مقابل مساعدات للمدنيين في غزة حيث "ينتظر مرضى الموت" في المستشفيات الخارجة عن الخدمة، وفق ما قالت منظمة الصحة العالمية.

ويعاني ما لا يقل عن ثلث الرهائن من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى العلاج، وفق ائتلاف عائلات الرهائن.

في كيبوتس نير عوز قرب غزة، ينظم الائتلاف عيد ميلاد رمزيا لأصغر الرهائن، كفير بيباس، الذي تم خطفه عندما كان عمره تسعة أشهر تقريبا ويصادف عيد ميلاده الأول الخميس.

وكانت حماس أعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر وفاة الرضيع وشقيقه ووالدته في قصف إسرائيلي، فيما لم تؤكد إسرائيل ذلك.

مداهمات في الضفة الغربية
بلغ التوتر في الضفة الغربية ذروته منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وبحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات فلسطينية رسمية، فقد قُتل 366 فلسطينيا على الأقل منذ بدء الحرب، من بينهم عشرة الأربعاء.

كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن وقوع إصابات واعتقال العشرات صباح الخميس.

وقال المسؤول في مخيم نور شمس القريب من مدينة طولكرم رامي عليان لوكالة فرانس برس إن "قوات الاحتلال دخلت المخيم بعد منتصف الليل، وكعادتها دمرت الجرافات الطرق والمنازل".

يخشى المجتمع الدولي توسع رقعة النزاع مع تبادل القصف يوميا على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، وزيادة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

ونفذت الولايات المتحدة ضربات جديدة في اليمن ضد الحوثيين، ولم يتأخر رد فعل المتمردين الذين قالوا إنهم ينفذون هجماتهم "تضامنا" مع الفلسطينيين، مع إعلانهم مساء الأربعاء استهداف "سفينة أميركية" بـ"صواريخ" في خليج عدن.