إيلاف من بيروت: كتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى البعثات الدبلوماسية في البلاد لتسأل عما إذا كان لديهم مولدات احتياطية وهواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية في حالة حدوث "تصعيد أمني"، وسط مخاوف من أن حربها مع حماس قد تتحول إلى صراع أوسع، مع تبادل القوات الإسرائيلية إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، وإطلاق الحوثيين في اليمن صواريخ على إسرائيل واستهدافهم السفن في البحر الأحمر.
تقول صحيفة "فاينشال تايمز" البريطانية: "في رسالة إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية في تل ابيب بتاريخ 22 يناير، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها تجمع معلومات استعدادا لتصعيد أمني محتمل قد يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي".
وتساءلت عما إذا كانت البعثات الدبلوماسية تمتلك مولدات كهربائية، وإلى متى ستستمر في العمل بخزان وقود ممتلئ. كما سألت البعثات عما إذا كانت لديها هواتف تعمل بالأقمار الصناعية، وإذا كان الأمر كذلك، فاختبروها عن طريق الاتصال بوزارة الخارجية.
قلق بالغ
يشعر الدبلوماسيون في إسرائيل بقلق بالغ إزاء الوضع على الحدود مع لبنان، حيث تصاعد إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية وحزب الله المدعوم من إيران، أحد أكثر الجهات الفاعلة غير الحكومية تسليحا في العالم.
في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، طالبت إسرائيل حزب الله بسحب قواته 30 كيلومتراً شمال الحدود، وفقاً لما نص عليه قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي تم تجاهله فترة طويلة. وهددت إسرائيل باتخاذ إجراء عسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بالسبل الدبلوماسية. ويحاول المسؤولون الأميركيون التوسط في تسوية يمكن أن تشمل قيام حزب الله بسحب قواته على بعد حوالي 10 كيلومترات من الحدود، في حين سيزداد عديد الجيش اللبناني قرب الحدود.
قال الأشخاص المشاركون في المحادثات لصحيفة "فاينانشيال تايمز" الأسبوع الماضي إن المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى، ولا تزال هناك عقبات كبيرة أمام التوصل إلى أي اتفاق، مع تحذير واحد: "الدبلوماسية والحرب في سباق الآن - ونحن لست متأكدا من يفوز".
انقسام دبلوماسي
أدت رسالة 22 يناير إلى انقسام الدبلوماسيين: توقع بعضهم أنها قد تكون محاولة لتشجيع الدول التي لها علاقات مع لبنان على الضغط على بيروت للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لتهدئة التوترات على الحدود الشمالية. وقال أحد الدبلوماسيين: "إذا كنت تعتقد حقاً أنه سيكون هناك تصعيد، فسوف تطرح أكثر من هذين السؤالين".
لكن آخرين قالوا إنهم يشكون في أن يكون المقصود من الاتصال دفع الدبلوماسيين إلى الضغط على لبنان. قال دبلوماسي آخر: "بالتأكيد، إنه أمر غير عادي. لكنني لا أعتقد أن من الصواب التوقف عند في هذا الأمر. إذا أرادت إسرائيل منا التحدث إلى لبنان، فطبيعي أن تخبرنا بذلك. فالإسرائيليون صريحون".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها نصحت جميع البعثات الأجنبية في إسرائيل بالاستعداد لانقطاع التيار الكهربائي المحتمل، بناء على طلب مديرية الطوارئ الوطنية "كجزء من استعدادات على مستوى الدولة للظروف القصوى التي قد تنشأ". أضافت: "هذا إجراء روتيني".
المصدر: "فايننشال تايمز"
التعليقات