واشنطن من ريكاردو ألونسو زالديفار: أصدر مكتب محاماة يمثل عدداً من ضحايا هجمات 11 سبتمبر (ايلول)، اول من امس، شريط فيديو يظهر عبور ثلاثة من منفذي الاعتداءات عبر جهاز فحص بمطار دلاس الدولي في واشنطن صبيحة يوم الهجمات.
أجرى المدققون عمليات تفتيش سريعة، وبدا انهم لم يعثروا على أي شيء مثير للشكوك، فسمحوا للرجال بصعود الطائرة التابعة لشركة «اميركان ايرلاينز» رحلة 77، التي استخدمت بعد اقل من ساعتين ونصف الساعة في هجوم على وزارة الدفاع (البنتاغون).
وقال مايكل السنير، المحامي بمكتب موتلي رايس في ولاية ساوث كارولاينا: «الامر الأول الذي أريد إظهاره للمحلفين هو أنه حتى مع اختيار هؤلاء الأفراد لعملية فحص دقيقة، فإن الفحص الذي تعرضوا إليه لم يكن مختلفا عن الفحص الذي كان من نصيب أي مسافر آخر. هناك فشل منهجي في أمن الطيران ظل ساريا خلال عدة عقود سابقة».
ويمثل هذا المكتب 52 عائلة في دعوى مرفوعة ضد شركات طيران وشركات أمن، كما رفع دعوى منفصلة ضد شخصيات سعودية.
وعند وقوع الهجمات، كانت شركات الطيران هي المسؤولة عن توفير الأمن للمسافرين على متن طائراتها تحت رقابة «إدارة الطيران الفيدرالي». وكانت هذه الشركات توضف حراسا خاصين بأجور منخفضة، مما يجعلهم يتركون العمل بعد أشهر قليلة. ومنذ وقوع الهجمات، أصبحت عمليات الفحص في المطارات من مسؤولية موظفين فيدراليين تابعين لـ«إدارة أمن النقل» الحكومية.
ولم تعلق «إدارة الطيران الفيدرالي» أول من أمس حول شريط الفيديو، لكن مسؤولا من «إدارة أمن النقل» قال إن مستوى الأمن حاليا متقدم كثيرا عما كان عليه قبل هجمات 11 سبتمبر. وأضاف هذا المسؤول: «اننا نعمل الآن بنظام جديد. المدققون يعملون على مستوى فيدرالي، وقد عززنا أبواب قمرة القيادة. اننا نجري عمليات فحص للحقائب بنسبة مائة في المائة».
وجرى اختيار الخاطفين الخمسة في الرحلة رقم 77 لإجراءات تفتيش اضافية، طبقا لتقرير سابق كانت اصدرته لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر. وقد اختارت شبكة الملفات الشخصية الكومبيوترية، التي تستخدمها شركات الطيران، الطيار هاني حنجور واثنين آخرين. وتم اختيار الآخرين لانهما لم يتقدما بمعلومات شخصية كافية.
وفي ذلك الوقت، لم تكن اجراءات الأمن تتطلب تفتيشا اضافياً للافراد او حقائبهم المحمولة يدويا. وبدلا من ذلك، تم احتجاز حقائب الخاطفين التي تم تفتيشها من قبل الى ان تم التأكد من صعودهم الى الطائرة. ويهدف ذلك الى منع الخاطف من وضع قنبلة ثم ترك الرحلة في اللحظة الاخيرة. ولم تكن هيئة الطيران المدني على استعداد للتعامل مع مهاجم انتحاري.
واظهر شريط الفيديو الخاطفين خالد المحضار وماجد المقيد، وهما يمران عبر حاجز التفتيش في الساعة 7:18 دقيقة صباحا، وتسببا في انطلاق صفارة الانذار. وطلب منهما العبور عبر الحاجز مرة اخرى، وفي هذه المرة، تسبب المقيد في انطلاق صفارة الانذار. وتم تفتيشه بجهاز يدوي لم يعثر على شيء. ثم مر حنجور عبر الحاجز، دون ان تنطلق صفارة الانذار مجدداً. ثم مر الشقيقان نواف وسالم الحازمي. وقد تسبب نواف في انطلاق الانذار مرتين وتم تفتيشه بجهاز يدوي. كما تم تفتيش الحقيبة اليدوية بحثا عن آثار لمتفجرات، بينما لم يتسبب عبور سالم في انطلاق الانذار.
وواضح انه لم يعثر على أي شيء مع الرجال الخمسة، وسمح لهم بالصعود الى الطائرة. وقد قتل جميع الركاب وعددهم 64 في الطائرة في الهجوم على البنتاغون بالاضافة الي 125 على الارض.
وكانت لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر، قد تطرقت بالتفصيل الى ما حدث في نقاط التفتيش في جلسات استماع عقدت في 27 يناير (كانون الثاني) الماضي.
ويعتقد ان الخاطفين كانوا يحملون مشارط وربما سكاكين من صنعهم او اسلحة من الاسلاك. وفي ذلك الوقت كانت «ادارة الطيران الفيدرالي» تسمح للمسافرين بحمل سكاكين ذات نصل يصل طوله إلى 4 بوصات. ولم يكن واضحاً موقف ادارة الطيران من مشارط قطع الصناديق الكرتونية.
وقال السنير ان ادارة الطيران كانت مهملة في عدم حظر جميع انواع الاسلحة، مثلما فعلت ذلك الحكومة بعد الهجمات. وفي عام 1992 اشارت مذكرة لادارة الطيران الى ان السكاكين ذات النصل الصغير تعتبر السلاح المفضل للخاطفين.
وقد اصدرت والدة واحد من ضحايا الرحلة 77 بيانا عبر مكتب محاماة بعدما اطلعت على الشريط. وتساءلت ايلين، والدة ساندرا تيغو، 31، التي كانت في طريقها لقضاء اجازة في استراليا: «لماذا لم تقم شركات الطيران والمدققون بعملهم؟».