بيروت: لم يأت رئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي امس الى بيروت ليقدم اوراق اعتماده، او ليدافع عن شرعية حكومته المعينة من قبل الاحتلال الاميركي، والتي وصفها بانها اكثر حكومات المنطقة العربية تمثيلا، بل جاء ليطلب دعما امنيا وماليا لتلك الحكومة التي تكهن بأنها يمكن ان تصبح بعد عامين فقط من الحكومات المانحة للمساعدة.
وصل علاوي ووفده الوزاري الموسع، من دمشق حيث أرسى حسب تعبيره أسس علاقات استراتيجية بعيدة المدى، تبدأ من التعاون الامني وتشكيل لجنة مشتركة لضبط الحدود، وتمر باستئناف العلاقات الدبلوماسية قريبا، لتنتهي عند توقيع اتفاق نفطي، أهم ما فيه انه يخرق قانون lt;lt;معاقبة سورياgt;gt; الذي وصفه رئيس الوزراء العراقي المؤقت بانه lt;lt;شأن اميركي، لا علاقة لنا به ،لاننا عراقيون ولا نمثل الاميركيينgt;gt;.
وحسب رواية علاوي ووفده الوزاري لنتائج الزيارة الاولى من نوعها الى سوريا، والتي تخللها lt;lt;فهم غير دقيقgt;gt; لوجود الاحتلال الاميركي وللسيادة العراقية التي lt;lt;نقلت فعلاgt;gt;، فإن ما جرى في دمشق كان انجازا سياسيا كبيرا لا سيما وان الحكومة السورية والقطاع الخاص في سوريا سينظمان في سوريا بعد شهرين مؤتمرا لدعم اعادة اعمار العراق، كما ان سوريا ستشارك في شهر تشرين الاول المقبل في مؤتمر الدول المانحة المقرر عقده في طوكيو.
لم يدخل علاوي في تفاصيل الاتفاق الامني ولم يسأل عنه، لكنه اوحى بانه يحمل ملفا امنيا الى لبنان ايضا، يتضمن طلب وقف النشاطات المعادية للعراق وشعبه، كما يريد مساهمة لبنانية ما في دعم عملية بناء قوات الامن العراقية على غرار المساهمات المصرية والاردنية وغيرها.. واكتفى بالابتسام عندما سئل عما اذا كان يطلب ارسال قوات لبنانية الى العراق، طالما ان لبنان ليس من دول الجوار غير المرغوبة من قبل العراقيين.
ثمة ملف آخر مع لبنان هو الودائع العراقية الموجودة في المصارف اللبنانية، المقدرة بنحو 550 مليون دولار اميركي، والتي سبق الاتفاق على ردها الى الحكومة العراقية، حسب قدرة لبنان على السداد.. وان كان احد اعضاء الوفد العراقي اوحى بان ثمة قضية عالقة بالنسبة الى الودائع الموجودة في المصارف السورية والتي تقدر ب750 مليون دولار ، يضاف اليها 50 مليون دولار كفوائد ..هذا عدا عن مستحقات رجال الاعمال اللبنانيين والسوريين في العراق.
وعدا عن الروابط التقليدية بين لبنان والعراق فان البلدين سيرتبطان كما يبدو بمشروع الغاز العربي، بعدما اصبح العراق، حسب تعبير وزير النفط العراقي ثامر الغضبان العضو الخامس في هذا المشروع مع مصر والاردن وسوريا ولبنان ..وفي ذلك ما يعوض بعض الغياب العربي الذي يشعر به العراقيون في هذه المرحلة، ويوازي الحضور الايراني غير البناء حسب تعبير اكثر من عضو في الوفد العراقي.وهكذا فان النفط هو صلة الوصل الرئيسية المتوقعة بين العراق وبين دول الجوار في المرحلة المقبلة، طالما ان الصلات الاخرى مقطوعة او محكومة بهاجس الامن، الذي يتردد علاوي بين التقليل من شأنه وبين التضخيم لخطره ، لكنه يعتبر ان الاوضاع سائرة نحو الافضل، بعدما تراجعت نسبة العمليات العسكرية وازدادت ثقة القوات الامنية العراقية بنفسها واستعادت المبادرة بدليل سلسلة الحملات التي تشنها على المطلوبين.
وفي حوار أجرته معه lt;lt;السفيرgt;gt; خلال زيارته الى بيروت وصف الوجود الأميركي في العراق بالاحتلال، واعتبر الكلام عن تغلغل اسرائيلي في العراق بأنه شائعات مغرضة، وأعلن أن الحكومة لن تكشف لائحة أسماء الذين استفادوا من كوبونات البنزين لأن ما lt;lt;فات ماتgt;gt;.
? دولة الرئيس ماذا تستطيعون القول للشعوب العربية بشأن رزنامة الاحتلال الأميركي للعراق وهل تمثل الحكومة فعلا الشعب العراقي؟
قبل أن أجيب على ذلك السؤال أريد أن أعرف ماذا ستقدمون من دعم للشعب العراقي في المجالات المختلفة ومن بينها المجالات الأمنية كي يستطيع تجاوز هذه المرحلة.
? ماذا تقصد بالمجالات الأمنية ؟
هناك اعتداءات تحصل ضد الشعب العراقي بشكل مستمر وتستهدف المدنيين. أنت تقول ماذا سنقدم للشعب العراقي من ضمانات وأنا أسال العرب ماذا سيقدمون من ضمانات للشعب العراقي، وإذا كان العراق جزءا من الأمة العربية يفترض أن يكون العراق مشغولا تجاه أشقائه، وأن يكون الأشقاء مشغولين على العراق.
? تقصد أن هناك دولا عربية تساهم بعدم استقرار الوضع في العراق ؟
لا أقصد ذلك انما على الدول العربية الوقوف الى جانب العراق ودعمه بالمعلومات والعدة والامكانيات ودعني أعطيك مثلا على ذلك: لقد بدأت بإعادة تشكيلات الجيش العراقي، وتبرعت للعراق دول الامارات العربية المتحدة والأردن ومصر والآن المغرب، ونريد أن تأخذ بقية الدول العربية الموقف نفسه وتتبرع بالتدريب والعدة والسلاح والامكانيات.
? بخصوص ما يقال عن التغلغل الاسرائيلي في العراق ماذا تقول في ذلك المجال؟
أنا لا أجيب على أسئلة نظرية لديك معلومات أعطني اياها أجيب عليها.
? عندك معلومات تنفي ذلك؟
لا أنت عندك معلومات تؤكد ذلك؟
? لا انما أنا صحافي.
أنا مسؤول عن دولة والشائعات المغرضة سوف تلحق الضرر بالعراق وبالمنطقة، وأدعو الاعلام العربي الى عدم اللجوء الى أسلوب الدعايات المغرضة وعلى رأسها الاعلام الذي ناضل من أجل العرب أو الذي ادعى النضال من أجل العرب.
? لبنان لديه أراض محتلة من قبل اسرائيل وسوريا أيضا هل سوف تحددون موقفكم من ذلك الموضوع؟
نحن موقفنا واضح ومحدد أعلنته في مصر وسوريا وفي العراق وأعلناه في البيان الوزاري للحكومة العراقية. أنشر بيان الحكومة العراقية وسوف تجد فيه الموقف من القضية الفلسطينية.
? هل توجد رزنامة لخروج الاحتلال الأميركي من العراق؟
لا يوجد احتلال انما هناك قوات متعددة الجنسيات. هذا تزوير للواقع، اطلع على قرار مجلس الأمن وسوف تجد أن القرار يتعلق باستقدام قوات متعددة الجنسية بطلب من العراق، وتجري مراجعة (وضع) تلك القوات بشكل سنوي بين العراق ومجلس الأمن، وستترك العراق مشكورة متى قرر هو ذلك، وهي مبنية في حيثيات قرار مجلس الأمن.
? ما هي حقيقة كوبونات البنزين التي تم الحديث عنها؟
لا أريد التحدث في ذلك الموضوع.
? هل لديك لائحة فيها؟
طبعا عندي لائحة.
? هل ستكشفها؟ سبق وصدرت تهديدات وتلميحات بكشفها.
يقول المثل اللي فات مات. عفا الله عما مضى ونحن لدينا الآن مجرمون وسارقون لأموال البلد، لدينا شغل معهم.
? ماذا ستطلبون من لبنان؟.
نطلب أن يكون مع العراق ويساهم في اعادة الاعمار وأن نبني معه علاقة استراتيجية ومنطلق الحكومة العراقية هو اقامة علاقات متوازنة ومتوازية مع جميع الدول العربية، وبناء شبكة من المصالح لأن ذلك يربط العلاقات العربية العربية ويمتنها بشكل سليم والحكومة العراقية والوزراء بذلك الاتجاه، ونحن مصممون على وضع ملامح جديدة لعالم جديد في منطقتنا يقوم على التحرر من الخوف والعوز وبناء تكامل حقيقي على أرض الواقع مبني على شبكة من المصالح.
? هل تعتقد أن الحكومة العراقية تمثل كل شرائح المجتمع العراقي؟.
الحكومة العراقية هي الوحيدة في المنطقة التي تمثل كل التلاوين السياسية في الشارع العراقي.
ومثلما يرفض علاوي الاعتراف بما يعترف به الاميركيون انفسهم عن ان وجودهم في العراق احتلال كذلك يرفض النقاش حول الحملات الاميركية ضده شخصيا والتي شوهت سمعته اكثر من اي شيء آخر، ولا يدخل في تفاصيل التحضيرات للمؤتمر الوطني العراقي الذي يفترض ان يعقد قبل نهاية هذا الشهر، ويشكل مجلسا وطنيا مؤقتا او برلمانا مؤقتا يشرف على عمل حكومته ويحاسبها ويراقبها. فهو على ثقة بان المؤتمر سيعقد في موعده وبحضور جميع القوى العراقية وهو يحظى بمباركة آية الله علي السيستاني ولن يقاطعه تيار مقتدى الصدر.
اما الانتخابات العامة المقررة في الشهر الاول من العام 2005 فان علاوي يؤكد انه تحدث مرتين مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لكي يدحض كلامه عن ان الوضع الامني في العراق لا يسمح بإجراء مثل هذه الانتخابات ، وهو ما يدعمه الوزير الدكتور مهدي الحافظ الذي اعن ان البطاقة التموينية لن تعتمد لانه سيجري في 15 اكتوبر تشرين الاول المقبل احصاء سكاني شامل في العراق، سيكون الخطوة الاهم نحو دعوة الناخبين العراقيين الى صناديق الاقتراع ..
*السفير اللبنانية