صنعاء - منصور الجرادي :أحيا الفنان اليمني الكبير ورائد اللون الغنائي الحضرمي أبو بكر سالم بلفقيه مساء السبت الماضي في اكبر صالة رياضية مغلقة بالعاصمة صنعاء سهرة فنية ضمن فعاليات صنعاء عاصمة للثقافة العربية للعام 2004‚ وكانت هذه الصالة قد استضافت في مايو الماضي فنان العرب محمد عبده الذي أحيا فيها سهرة فنية بالمناسبة نفسها‚ وقد أمنت الحكومة اليمنية طائرة خاصة لنقل الفنان أبو بكر سالم بلفقيه مع فرقته الموسيقية من العاصمة السعودية الرياض.

وتغنى ابو بكر سالم بلفقيه بأغانيه القديمة التي ارتبطت بالأماكن والمدن التاريخية في اليمن مثل: أحبك ربا صنعاء‚ وأمي اليمن‚ كما ركز على الأغاني التي أداها في الستينيات وهي الفترة التي عاش جزءا منها في مدينة عدن‚ حضر حفل أبو بكر سالم حوالي ستة آلاف يمني بتذاكر مجانية وزعتها وزارة الثقافة اليمنية على الجمهور المتعطش لمثل هذه الحفلات‚‚ ونقلت الحفلة في القناتين الفضائية والثانية الارضية في اليمن.

ولم يظهر فنان العشق والارض والحب أبو بكر سالم كما عهده جمهوره حيث كان واضحا عليه الارق والإعياء الذي لم يمكنه من مواصلة الحفلة بعد انتصاف ليلة السبت ليلة الحفلة. وقام وزير الثقافة والسياحة اليمني خالد الرويشان أثناء الحفل بتكريم الفنان أبو بكر سالم بتذكار صنعاء عاصمة للثقافة العربية والذي سبق وكرم به غونتر غراس ومحمد عبده وكبار المثقفين العرب‚ مشيرا إلى أن اكبر تكريم لبلفقيه هو هذا العطاء والحب الكبير من بلاده وأصدقائه وجمهوره المحب في اليمن.

والمعروف ان الفنان أبو بكر سالم بلفقيه ينتسب إلى عائلة حضرمية تقطن مدينة تريم بوادي حضرموت‚ وهاجر من عدن إلى الخليج في السبعينيات وقد أدى ألوانا متعددة من الغناء اليمني بما في ذلك اللون الصنعاني‚ لكنه تفنن بصورة خاصة في أداء اللون الحضرمي من خلال الرفقة الإبداعية التي جمعته مع الشاعر والملحن الراحل أبو بكر المحضار‚

وكان الفنان الكبير أبو أصيل قد قام بزيارة لليمن العام المنصرم حيث حظي بتكريم رسمي ومنحته جامعة حضرموت شهادة الدكتوراه الفخرية نظير إسهامه في إثراء الأغنية العربية‚ وإسهامه كذلك في إبراز الكنوز الرائعة للغناء اليمني الأصيل‚ وكان من المقرر أن يقيم الفنان أبو بكر بلفقيه حفلات غنائية أخرى في كل من مدينة عدن ومدينة المكلا‚ إلا أن مصادر مقربة منه أفادت بأن هاتين الحفلتين ستؤجلان حتى أكتوبر المقبل نظرا للارتباطات المسبقة للفنان أبو بكر.