لم يحدث علي مر التاريخ أن كسب الإرهابيون أية قضية، ولم يحصل عبر كل الحوادث والوقائع التاريخية الماضية والمعاصرة أن نجحت العمليات الإرهابية في إنجاز أي هدف سياسي أو ديني، الخوارج القدماء برغم استماتتهم وشدة إخلاصهم وقوة عقيدتهم، قُضي علي زعمائهم، وتمزق شملهم، وتفرقوا في الآفاق ولم يستطيعوا أن يكونوا دولة الأحلام، وخطف الطائرات من قبل تنظيمات متطرفة علي امتداد السبعينيات لم تخدم القضية الفلسطينية، الجماعات الجهادية والتكفيرية المصرية، نجحت في قتل السادات لتغيير سياسات مصر تجاه السلام مع إسرائيل، ولكنها لم تحقق هدفها، بل استطاعت مصر تركيع الإرهابيين إلي درجة إعلان التوبة، وإبداء الندم، والاعتراف بالخطأ، وها هم قادة الجماعات المصرية الأصولية تشهر تراجعاتها وتنقد ذاتها بشجاعة وصراحة نفتقدهما في الحياة السياسية والفكرية العربية، الشرق الأوسط تنشر حالياً أحدث كتاب للجماعة الإسلامية المصرية، بعنوان الحاكمية، نظرة شرعية ورؤية واقعية يكفي فقط استعراض بعض العناوين البارزة مثل الخروج علي الحكام و تكفيرهم كان سبباً في تقليص الإسلام الحكم علي الناس ليس من شأن الجماعات الإسلامية بل من شأن القضاة قارن هذا الرأي بما نراه ونشاهده من لجوء بعض الدعاة والخطباء إلي تكفير الكتاب والفنانين والمفكرين بحجة أنهم علمانيون ومرتدون وعملاء للغرب. وأيضاً تقول الجماعات الإسلامية الدول العربية ستكون هي الخاسر الأكبر إذا قطعت علاقاتها مع أمريكا . قارن هذا القول بما تروجه وتجاهد من أجله رموز دينية وسياسية تجاه ضرورة مقاطعة البضائع الأمريكية والتي انتشرت قبل سنة وفشلت. وتستطرد الجماعة الإسلامية إلي القول القتل والتفجير ليسا جهاداً وما يحدث في العراق وفلسطين ليس مبرراً، ولا نقبل أية أعذار أو مبررات لتلك التفجيرات، وهي لا تحقق سوي مصالح أعداء الإسلام قارن هذا الكلام بما يسوقه مفكرو الوسطية الإسلامية- وهم الجيش الفكري للقاعدة، طبقاً للكاتبة دلال البزري- من تبريرات وحجج سياسية وأيدلوجية ودينية للعمليات الإرهابية مثل قضية فلسطين والعراق وما يحصل في كشمير والشيشان وأفغانستان، وهي كلها تبريرات ساقطة أشبه بالسخافات المستهلكة والمملة ومع ذلك يكررونها ويعيدونها عقب كل عملية تفجيرية مما جعل العالم مقتنعاً بأنه لا سبيل لتغيير العرب بالأسلوب الديمقراطي والحوار البناء.

وفي حين تؤكد الجماعة الإسلامية المصرية من أن ذبح الرهائن أمام الكاميرات وبثها للعالم عبر القنوات الفضائية يعطي أسوأ صورة للإسلام والمسلمين تتسابق بعض فضائياتنا لبث تلك الصور المرعبة بحجة السبق الإعلامي والريادة والمهنية والحرفية.

وفي حين تنتقد الجماعة الإسلامية المصرية فكر التطرف محملة المسؤولية مفهوم التكفير الذية كان سبباً في انشغال الأمة عن أولوياتها وأن التدين الحقيقي لا يعني تكفير أكبر قدر من المسلمين وأن حسن التعامل مع أهل الكتاب مشروع وليس موالاة ممنوعة، نجد بعض المناهج الدراسية في الدول العربية تقول بالنص الانتماء إلي المذاهب الالحادية كالشيوعية والعلمانية والرأسمالية وغيرها من مذاهب الكفر ردة عن دين الإسلام وتضيف الاحتفال بمناسبة المولد النبوي هو تشبه بالنصاري، كما يحتفل جهلة المسلمين والعلماء المضلين، ولا يخلو من الشركيات والمنكرات كاختلاط الرجال بالنساء و الذي يتعلق بالأضرحة لا يحرم ماله ولا دمه وأيضاً ويشترط لجواز الإقامة في البلاد غير الإسلامية أن تكون مضمراً العداوة للكافرين وبغضهم و اتخاذ الأيام- الأعياد- الوطنية والقومية، محرم وفسق هذه نصوص من كتب مدرسية تدرس للناشئة وتملأ بهم نفوسهم وأفئدتهم كراهية وحقداً وعداء ضد المسلمين المخالفين أنفسهم أولاً وضد العالم المتحضر ثانياً، ثم يأتي بعد ذلك كتاب ومنظرون وشيوخ دين وإعلاميون ليقولوا إن السبب في العنف والارهاب قضية فلسطين والعراق ! وأن الإرهاب ظاهرة عالمية!! حسناً، الإرهاب ظاهرة عالمية !! ولكن لماذا لا يقوم بها إلا مسلمون سنيون سلفيون تكفيريون؟! يخادعون أنفسهم ويخادعون العالم، وجذور الإرهاب كامنة وضاربة في أعماق المناهج والكتب الدراسية التي ندرسها لتلاميذنا وفي برامجنا المسموعة والمقروءة وخطبنا الدينية المجاهدة ضد حضارة الغرب! هل تصدقون أن 118 شخصية عربية خليجية من بينهم كبار المشايخ الدينيين وأساتذة للجامعات انضمت إليهم بعد ذلك 500 شخصية نسائية بينهن طبيبات ومدرسات أصدرت بياناً يرفضون فيه قيادة المرأة للسيارة؟! وليتهم اكتفوا بذلك، ولكنهم- أيضاً- ويا للعجب وصفوا مخالفيهم ب الملحدين و المنافقين ؟! كيف بالله عليكم لا ينبت الإرهاب من بين أيدينا وأرجلنا؟! هؤلاء الذين يصدعون رؤوسنا بما يحصل في فلسطين والعراق والشيشان وباكستان وكشمير، هل يعلمون من أين يأتي الإرهاب؟ هل يعلمون عن الأشرطة الدينية - البسكويت- التي تقدم كهدايا من الضيوف في مختلف المناسبات الاجتماعية؟ الشريط البسكويت لدي التسجيلات الإسلامية يحتل كرتونها الذي يحتوي علي 100 شريط مغلق كالبسكويت، المركز الأول، في نسبة الطلبات، لتوزيعها في مناسبات الزواج والمواليد والعزائم والمخيمات الصيفية ودور تحفيظ القرآن، كما يضيف البعض هدايا إضافية للنساء كالقفازات والجوارب السوداء، ويكلف الكرتون 100 ريال وهؤلاء الذين يقدمون تلك الهدايا يعتقدون أنهم يساهمون في نشر الفضيلة والخير وهم جاهلون بمحتواها الثقافي والديني والذي لا يتجاوز ثقافة وأيديولوجية متشددة متعصبة لرجال دين معروفين بتشددهم وتعصبهم - راجع الشرق الأوسط 23/7/2005.

لقد قال الشيخ محمد مبارك آل خليفة وزير خارجية البحرين مشكلة الإرهاب تكمن في التعليم، ونحتاج إلي خبرات أجنبية لتطويره والكويت الآن بصدد عقد مؤتمر دولي عن التطرف وعلاقته بالتعليم .

هناك في اليمن وفي باكستان وفي العديد من الدول العربية والإسلامية مصانع لإنتاج الإرهاب والكراهية هناك في باكستان وحدها 50 ألف مدرسة تحتضن 2 مليون طالب، هل تعلمون ماذا يدرسون؟! ثقافة أننا خير أمة و أن الآخرين أعداء .