سمير عطا الله

ذهب آرثر ميللر، الذي كان من أشهر كتاب المسرح الأميركي، في رحلة عمل إلى بلدة كالواي، في ايرلندا. وفي اليوم التالي لوصوله صدرت صحف ايرلندا وعلى صفحتها الأولى عنوان عريض يقول: laquo;زوج مارلين في كالوايraquo;! ولو لم يكن زوج مارلين مونرو، لما سمع به الايرلنديون في أي حال، مع انه القائل laquo;ايرلندا هي البلد الوحيد، الذي لم يدخل القرن العشرينraquo;.

أصعب شيء على رجل، مهما كان شهيراً، أن يتزوج من امرأة ذات شهرة طاغية. وفي الأسطورة الثقافية الأميركية أن ثلاثة أشخاص ستظل تصدر الكتب عنهم إلى الأبد: جون كينيدي، ومارلين مونرو، وارنست همنغواي. وأعرف من نفسي مدى الظلم الذي يلحق بالأزواج الأقل شهرة. فأنا أعرف جميع شعراء أم كلثوم الاثنين والعشرين. وأذكر جميع موسيقييها. وأذكر حتى عازف كمانها ذا ربطة العنق، الذي لا تتغير: أيوه يا حفناوي. يا سلام يا حفناوي. لكنني لا أذكر اسم أحد من أزواجها الثلاثة. أو لعلهما اثنان. أو ربما أقل.

وأذكر كل شيء عن فاتن حمامة. أفلامها. وابنتها ناديا. وعمر الشريف. ولكن لا فكرة لدي عن الطبيب أو المهندس أو ربما المحامي، الذي تزوجت منه بعد ذلك. وأحب يسرى. وأفلامها. حضورها. ولم أكن أعرف أنها متزوجة إلا عندما قرأت خبراً عن طلاقها. وقد كتبت غير مرة في الماضي، أن ثمة رجلين يبدوان تائهين أمام الواجهات في شارع laquo;نيو بوندraquo; ولا يشتريان شيئاً إلا في موسم التخفيضات، دنيس تاتشر وأنا. وكنت كلما ذهبت إلى التيه اليومي في laquo;الوست اندraquo; أثق بأنني سأرى الرجل العجوز، فيما زوجته تحكم بريطانيا من 10 داوننغ ستريت.

لا حل لهذه المسألة. لا أحد منا يعرف اسم زوج وزيرة الدفاع الفرنسية. أو من هو زوج رئيسة وزراء بنغلادش. أو إذا كانت رئيسة وزراء ايسلندا متزوجة أم لا. مع أننا نذكر أن سائقاً تعطلت سيارته أمام دارها في الثلج، فقرع الباب ليطلب المساعدة، فإذا به أمام السيدة رئيسة الوزراء. وقد نزلت من بيتها وأرته كيف تدار السيارات المعطلة في الحالات الطارئة.

كانت فاطمة (روز) اليوسف تدير أقوى مجلة سياسية في مصر. أسقطت حكومات وأيدت حكومات وعمل لديها أجيال من كبار الكتّاب. من عباس محمود العقاد الذي أغراه أجر 85 جنيهاً كما تقول في مذكراتها، إلى أحمد بهاء الدين. ولم يكن أحد يعرف اسم زوجها، إحسان عبد القدوس. وكذلك تتزوج الفنانة من فنان أشهر منها، يظل الزوج المسكين، زوج السيدة! خصوصاً عندما يصل إلى ايرلندا.