صالح القلاب
بالطبع ستستنفر laquo;القوى المحمولةraquo; وسيصبح عبدالحليم خدام، التي كانت تهتف بإسمه حتى الأمس، عميلا لـ laquo;ديتليف ميليسraquo; والإمبريالية العالمية وستستبيح دمه وستنسى أنه كان ثالث ثلاثة قادوا laquo;الحركة التصحيحيةraquo; التي كرست الفريق حافظ الأسد على رأس السلطة في سوريا في العام 1970 وأنه كوفىء بأن أصبح نائبا لرئيس الجمهورية.
إن عبدالحليم خدام ليس هسام هسام أو حسام حسام إنه نائب رئيس الجمهورية العربية السورية أي نائب الرئيس بشار الأسد وقبل ذلك كان نائب والده حافظ الأسد وهو كان المكلف بالملف اللبناني ومعه زميله في المهجر العماد حكمت الشهابي وبذلك فإنه الأعلم والأكثر معرفة بالعلاقات بين سوريا ولبنان منذ بدايات عقد سبعينات القرن الماضي وحتى الآن وهو الأعرف بالنظام السوري على مدى نحو ثلاثة وأربعين عاما.
ولذلك وعندما يقول عبدالحليم خدام ما قاله وأهمه ان رفيق الحريري تلقى تهديدات جدية في دمشق قبل إغتياله بفترة فإنه يصبح كجهينة التي قطعت قول كل خطيب وأنه وضع نظام بلاده في الزاوية الحرجة .. وشهد شاهد من الأهل وليس من laquo;المـتصهينينraquo; عملاء الإمبريالية الأميركية وإسرائيل!!.
لقد قلب عبدالحليم خدام بشهادته كل المعادلات والمؤكد ان أيام نظام الرئيس بشار الأسد المقبلة ستكون صعبة وقاسية فلقد جد الجد ولقد آن أوان دفع إستحقاقات جرى تأجيلها تأجيلا مؤقتا وهكذا فإن تطبيل المطبلين الذين طبلوا لصدام حسين والذين لازالوا يطبلون له لن تكون مجدية ولا مفيدة.
لن تستطيع الولايات المتحدة بعد الآن إتمام laquo;الصفقةraquo;، التي يجري الحديث عنها ويروج لها البعض، مع دمشق ولن تستطيع أي دولة عربية لعب أي دور في هذا الإتجاه ولعل الأخطر من هذا كله ان إنشقاق عبدالحليم خدام، الذي يؤيده زميله العماد حكمت الشهابي بالتأكيد، سوف يعطي لعملية إغتيال الحريري والعمليات الإغتيالية الأخرى، التي جاءت بعد هذا الإغتيال، بعدا سياسيا ربما كان يجري الحديث عنه همسا قبل هذا التطور الذي ستتبعه تطورات كثيرة.. وخطيرة.
في السابق، أي قبل إنشقاق عبدالحليم خدام، كان بالإمكان إعطاء التململات السورية الداخلية بعدا غير طائفي والقول أنها تأتي في إطار المماحكات بين المحافظين والليبراليين وبين الإصلاحيين والحرس القديم وبين أصدقاء أميركا وأعدائها أما الآن وللأسف الشديد فإن عملية الفرز المتصاعدة قد إتخذت مسارا طائفيا خطيرا يشبه المسار الذي إتخذته الأزمة العراقية.
.. فمن هو المسؤول .. ومن هو الذي أوصل الأمور الى ما وصلت إليه ..؟!.
إن المسؤول هو الذي إغتال رفيق الحريري وهو الذي إغتال قبل ذلك المفتي حسن خالد والشيخ الدكتور صبحي الصالح وهو الذي بقي يدفع بنائب رئيس سوريا عبدالحليم خدام الى أن أصبح خارج الدائرة وهو الذي يلعب اللعبة الطائفية الآن في لبنان بالإعتماد على حــزب الله وحركة laquo;أملraquo; والإعتماد على إيران والتحالف معها.
التعليقات