حاورها - محمد خير الفرح:

كشفت إبتهاج الأحمداني أمينة سر منتدى سيدات الأعمال القطريات النقاب عن وجود عدد كبير من الوجوه النسائية التي ستسعى إلى ترشيح نفسها لانتخابات مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر المقبلة. وعبرت الأحمداني عن أملها بأن يحالف الحظ السيدات اللواتي ينوين ترشيح أنفسهن بالفوز في الانتخابات، موضحة أن هناك إطارا عاما لانتخابات غرفة تجارة وصناعة قطر يجري الإتفاق بشأنه حاليا من خلال اجتماعات تعقد بين وزارة الاقتصاد والتجارة والغرفة.

إبتهاج الأحمداني كانت تتحدث في مقابلة خاصة لـ الشرق أجرتها معها أخيرا وتناولت من خلالها الحديث عن مختلف جوانب وأبعاد تطورات quot; بيزنس quot; سيدات الأعمال القطريات، وما حققنه من إنجازات خلال الفترة الماضية، وما يخططن لإنجازه في المرحلة المقبلة.


مع رجال الأعمال

تقول الأحمداني إن سيدات الأعمال القطريات يسرن ويعملن في خط واحد مع رجال الأعمال، لأن هدفنا واحد يتمثل في مصلحة البلد من خلال المساهمة في عملية التنمية الاقتصادية والنهضة التي تشهدها البلاد، ودعم جهود إستقطاب رؤوس الأموال الخارجية.

وتؤكد الأحمداني أن سيدة الأعمال القطرية quot; موجودة في السوق من زمان وليس من الآن quot; وفي كل القطاعات والنشاطات الاقتصادية حتى تلك الثقيلة منها، موضحة أن معظم الشركات العائلية في قطر تضم بشكل أو بآخر سيدات أعمال.

وتصف الأحمداني سيدة الأعمال القطرية بـ quot; النشيطة وأنها تدير أعمالها بنفسها وقادرة على مواكبة التطورات التي يشهدها من حولها الاقتصاد العالمي quot;.

وتتابع قولها quot; لا أستطيع أن أقول إزاء ما تقوم به سيدات الأعمال في قطر سوى أنني راضية كل الرضا عن أدائهن وأشعر بالزهو وأنا أتابع نجاحهن في مختلف النشاطات التي يمارسنها quot;.

وترى الأحمداني وهي سيدة أعمال شابة أن نجاح سيدة الأعمال القطرية يثير الإعجاب، لا يملك أي شخص إلا أن يحيي هذا النجاح.

وتشير إلى أن غرفة تجارة وصناعة قطر تسعى باستمرار إلى تحفيز سيدات الأعمال وتذليل أية عقبات قد تواجههن.


تحركات مدروسة

ومضت الأحمداني إلى القول إن المرأة القطرية دخلت quot; عالم البيزنس quot; عن ثقة وجدارة وبحبها له وبتسلحها بالعلم وهو أهم شيء بالنسبة لها.

وتتابع قولها إننا ندعم اقتصادنا الوطني بالعلم وليس بتحركات عشوائية غير مدروسة، مضيفة أن معظم سيدات الأعمال يضعن إستراتيجية بعيدة المدى لنشاطاتهن وخططا واضحة، ولذلك يحصدن النجاح في نهاية المطاف.

وأعلنت الأحمداني لـ الشرق أن هناك دراسة شاملة يتم إجراؤها حاليا بالتعاون بين غرفة تجارة وصناعة قطر وجامعة قطر حول سيدات الأعمال القطريات.

وقالت إن جمعية سيدات الأعمال الخليجيات التي ساهم منتدى سيدات الأعمال القطريات بشكل فعال في تأسيسها، تقوم بنشاطات مهمة ومستمرة.

وأبلغت الأحمداني الشرق أن من أبرز تلك النشاطات، تنظيم ملتقى عالمي لسيدات الأعمال الخليجيات خلال شهر أبريل المقبل.

وأوضحت أن سيدات أعمال من مختلف الدول العربية والأجنبية سيشاركن في الملتقى الذي من المقرر أن يبحث بشكل أساسي دور سيدات الأعمال في التنمية الاقتصادية، إضافة إلى موضوعات أخرى تتمحور حول تطور اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي.


مواكبة المستجدات

وبسؤالها عن نظرة رجل الأعمال القطري لعمل سيدة الأعمال، أجابت الأحمداني بثقة قوية quot;لم يعد الآن شيء إسمه نظرة رجل أعمال إلى سيدة الأعمالquot;، وجود سيدة الأعمال أصبح واقعا نعيشه، سيدة الأعمال القطرية والمرأة عموما في قطر أصبحت موجودة في كل قطاع وهي مدعومة وبقناعة واضحة من حكومتنا الرشيدة.

وتقول إن ما وصلت اليه سيدة الأعمال القطرية يعتبر إنجازا مهما، خصوصا فيما يتعلق بالوعي الاقتصادي والثقافي الذي وصلت اليه والذي يتواكب مع ما حققته المرأة القطرية بشكل عام.

وتضيف الأحمداني بقولها : التطورات الاقتصادية الحالية سواء كانت المحلية أو العالمية تفرض علينا أن نكون على قدر المسؤوليات التي تفرزها مثل تلك التطورات، وأن نتتبع كل ما هو جديد، لذلك أستطيع القول بلا مبالغة إن سيدة الأعمال القطرية تعتبر مواكبة للعصر ولمستجدات السوق القطري.

وتؤكد الأحمداني أن لسيدة الأعمال أمورا وقضايا أخرى يجب إنجازها، موضحة أن ما حققته سيدات الأعمال القطريات من إنجازات حتى الآن يعتبر مهما للغاية، لكن الإنسان بطبعه يطمح دائما إلى المزيد ولا يكتفي بما يحققه.

وعن أبرز المجالات والنشاطات التي تمارسها سيدة الأعمال القطرية اليوم، تقول الأحمداني إنها متنوعة، لقد إقتحمت سيدة الأعمال القطرية معظم مجالات quot; البيزنس quot; ومنها المقاولات، التجميل، الملابس الجاهزة، العيادات الطبية، العقارات، تصميم الأزياء، الأسهم، الصناعات الثقيلة، وحتى وكالات السيارات الفخمة.


تطلعات إلى الطاقة

وأوضحت أن سيدة الأعمال القطرية أثبتت جدارتها ونجاحها في خوض هذه النشاطات بنجاح كبير، مؤكدة أن طموحها يتعدى الوظيفة الرسمية إلى الدخول في معترك التجارة الحقيقي.

وقالت إن سيدة الأعمال القطرية تسعى دائما لتحقيق الأفضل، والسوق القطري مفتوح يستوعب كل الفرص ويلبي طموحات رجال الأعمال وسيدات الأعمال على السواء.

ولا تخفي الأحمداني تطلعها إلى دخول سيدات الأعمال في السوق القطري مجالات ما زالت حتى الآن بعيدة عنها مثل الصناعات البتروكيماوية وقطاع الطاقة.

وتجيب بـ quot; لما لا quot; على سؤال حول مدى إستطاعة سيدة الأعمال القطرية إثبات نجاحها في نشاطات تقتصر عملية مزاولتها على رجال الأعمال حتى الآن، وتضيف لقد أثبتت سيدات الأعمال القطريات وجودهن في مجالات عديدة قد تكون أصعب من قطاع النقليات أو الصناعات الثقيلة، لكن في النهاية المسألة تعود إلى شخصية المرأة (سيدة الأعمال)، اذا كانت مغامرة وطموحة ولا تقبل بالأشياء أو المجالات البسيطة.

وتنفي الأحمداني وجود منافسة بين سيدات الأعمال ورجال الأعمال في قطر، قائلة إنه في الوقت الحالي وبعد العولمة والإنفتاح الاقتصادي لم يعد هناك ما هو مقتصر على الرجال دون السيدات، الآن quot; النجاح للأفضل والأكفأ quot;.


استثمارات وعلاقات

وفيما إذا كان حجم استثمارات سيدات الأعمال القطريات في حدود عشرة مليارات ريال كما يردد البعض، تقول الأحمداني إنها لا تعرف رقما محددا لحجم استثمارات سيدات الأعمال القطريات، لكنها تعرف جيدا أن الرقم أكبر من ذلك، وأكبر مما يعتقده البعض.

وتؤكد الأحمداني أن هناك علاقات طيبة تربط منتدى سيدات الأعمال القطريات مع سيدات الأعمال من كل الدول العربية والأجنبية، خصوصا وأننا نلتقي بصفة مستمرة في مختلف المؤتمرات، وبطبيعة الحال يكون هناك تبادل خبرات وتعاون قد يصل أحيانا إلى مستوى الاستثمار المشترك، وتقول إنني أعرف شخصيا سيدات أعمال قطريات خضن مثل هذه التجارب، مشددة على أن لدى سيدات الأعمال القطريات علاقات مميزة مع نظيراتهن من دول مجلس التعاون الخليجي، بل هناك مشروعات واستثمارات مشتركة بين سيدات الأعمال القطريات وبين نظيراتهن في العديد من الدول العربية.

وتقر الأحمداني بعدم وجود منافسة بين سيدات الأعمال الخليجيات، بقولها quot; التكامل هو ما يربطنا وليس التنافس quot;.

وتتابع قولها إن لدى منتدى سيدات الأعمال القطريات مكانة مهمة جدا على الصعيدين العربي والأجنبي، وذلك بفضل مشاركاته السنوية في العديد من المؤتمرات المهمة والتي لا يمكن حصرها، لكن من أبرز هذه المؤتمرات المنتدى الدولي لسيدات الأعمال الذي عقد في دمشق خلال هذا العام، والمنتدى الأول لسيدات الأعمال في الدول الاسلامية الذي عقد في دولة الامارات العربية المتحدة، ومؤتمر وايوبيكس السابع لسيدات الأعمال، ومؤتمر العمل العربي الثاني والثلاثين الذي استضافته الجزائر، ومؤتمر المرأة والتجارة العالمي الذي يعقد سنويا في لندن، بالإضافة إلى ملتقيات صاحبات الأعمال بدول مجلس التعاون الخليجي والذي إنعقد آخر اجتماعاته في الدوحة.


أفكار إضمحلت

وعن العوائق التي يمكن أن تواجه سيدة الأعمال القطرية في ظل مجتمع محافظ ما زال مناخ الأعمال فيه لا يثق بالمرأة، بل ومحتكر ربما من قبل الرجال، تقول الأحمداني إن هذه الأفكار إضمحلت، بفضل الدعم الذي نحظى به من لدن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وبفضل التشجيع المستمر لسمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، والتسهيلات التي توفرها لنا الشيخة العنود بنت خليفة آل ثاني رئيسة منتدى سيدات الأعمال القطريات.

وتتابع الأحمداني: ان المرأة القطرية وسيدة الأعمال بشكل خاص قطعت أشواطا مهمة جدا تحسد عليها وقادتها إلى الأمام دون تردد، وحتى المجتمع حاليا أصبح يفرض على المرأة التعليم والعمل جنبا إلى جنب مع الرجل.

وكان منتدى سيدات الأعمال القطريات قد تأسس عام 2002، وتقول الأحمداني إن هذا المنتدى تأسس بفضل دعم سمو أمير البلاد المفدى وتوجيهات سمو الشيخة موزة لكي تكون سيدة الأعمال القطرية في المكان المناسب، مشددة على أنه ومنذ ذلك الحين وبفضل التشجيع المستمر الذي تحصل عليه سيدات الأعمال القطريات، شهدت أعدادهن إرتفاعا كبيرا.

وتتابع : كان لمنتدى سيدات الأعمال دور كبير في تطوير القطاع التجاري النسائي في قطر، حيث أصبح لسيدة الأعمال القطرية ممثل رسمي لها يسعى لحل مشاكلها ويرعاها، كما أننا نقوم بتنظيم العديد من المنتديات والندوات والدورات لتثقيف سيدة الأعمال، ولدينا أيضا مكتب إستشارات قانوني واقتصادي يساعد سيدة الأعمال على الحصول على أفضل الفرص للبدء في مشروع ناجح، وهذه خدمة قد تكلفها الكثير فيما لو قامت بتنفيذها إستشارات المكاتب الخاصة.


القرارات الاقتصادية

ويهدف المنتدى الذي تحتضنه غرفة تجارة وصناعة قطر إلى تنمية وتعزيز أواصر التعاون في مجال العلاقات التجارية والاقتصادية بين سيدات الأعمال القطريات وتهيئة المناخ الملائم لممارسة دورهن في عملية التنمية الاقتصادية، والعمل على تعزيز دور المرأة القطرية في اتخاذ القرارات الاقتصادية خاصة فيما يتعلق بممارسة الأنشطة التجارية والاقتصادية، وتشجيع العناصر النسائية على المساهمة الفعالة في إقامة المشروعات والصناعات الصغيرة والحرفية.

كما يسعى المنتدى إلى تعظيم دور القطاع الخاص ودور المرأة القطرية في المساهمة في النشاطات التجارية والاستثمارية، ومساعدة سيدات الأعمال القطريات على تفهم القوانين المنظمة للنشاطات التجارية والاقتصادية عن طريق الاجتماعات وإقامة الندوات ورفع مستوى الكفاءات والمهارات اللازمة لسيدات الأعمال القطريات، وتبني قضايا التعليم التي تهدف إلى زيادة تأهيل المرأة لتساهم بفاعلية في عملية التنمية الاقتصادية الشاملة، وتبني المشاكل التي تعاني منها سيدة الأعمال القطرية ورفعها إلى المسؤولين المعنيين في الدولة من أجل النظر في إيجاد الحلول المناسبة لها، بالإضافة إلى تمثيل سيدات الأعمال القطريات في المحافل والمؤتمرات الاقتصادية الإقليمية والدولية، ودعم علاقات التعاون بين سيدات الأعمال القطريات ونظيراتهن في الخارج.


من اختصاص النساء

وتسعى غرفة تجارة وصناعة قطر بكل جهودها إلى تقدم كل دعم ممكن من أجل تعزيز دور المرأة القطرية في إتخاذ القرارات الاقتصادية، وتشجيع العناصر النسائية على المساهمة بفعالية في إقامة المشروعات الاستثمارية المختلفة.

وما زالت الغرفة تؤدي دورا إيجابيا في هذا الخصوص، حيث تسعى إلى الإرتقاء بأداء سيدات الأعمال في قطر بما يعزز مشاركاتهن في المشروعات والنشاطات التجارية التي يمارسنها، ما يؤدي بالتالي إلى زيادة مساهماتهن في مسيرة التطور والتنمية الاقتصادية في البلاد.

ويعتقد الكثير من المراقبين أن نشاط سيدات الأعمال القطريات بدى أكثر وضوحا الآن في أوساط القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال في السوق المحلي، مؤكدين أن مرد ذلك يعود إلى النشاط الكبير الذي يقوم به المنتدى الخاص بسيدات الأعمال، والى الجهود الذاتية لسيدات الأعمال أنفسهن.

ويرى بعضهم أن هناك قطاعات ونشاطات تجارية معينة تستطيع المرأة إثبات وجودها فيها أكثر من الرجل مثل متاجر الملابس النسائية والأزياء والعطور، لكن الشيء اللافت أن معظم هذه المجالات يسيطر عليها الرجال في قطر مع أنها من إختصاص النساء.


مناخ الانفتاح

تؤكد الأحمداني أن التخصص والخبرة يعتبران من أهم عناصر النجاح لأي مشروع، وأن سيدات الأعمال يمتلكن من الخبرة والدراية ما يؤهلهن لإنجاح أي مشروع يقدمن عليه، لأن أجواء العمل بالنسبة للمرأة أصبحت مريحة في ظل بيئة الأعمال ومناخ الإنفتاح الذي تعيشه قطر.

تقول الأحمداني إنها تشجع بقوة دخول سيدات الأعمال القطريات معترك العمل في المجال التجاري الحر، مشيرة إلى أن هناك تغييرات هائلة يشهدها الاقتصاد القطري حاليا في ظل تطورات الاقتصاد العالمي، ما يحتم أن يكون هناك دور للمرأة القطرية في النشاط التجاري.

وتؤكد أن نشاط بعض سيدات الأعمال تخطى السوق المحلي نحو الخارج، موضحة أن هناك سيدات أعمال قطريات يستثمرن بشكل فردي نسبة معينة من أموالهن في أسواق خليجية وعربية.