الثلاثاء:03. 01. 2006

من قريب
سلامة أحمد سلامة


لم يشهد عامrlm;2005rlm; خروجا عربيا يعتد به من الثقب الأسود الذي انحشروا فيه وحال دون تقدمهمrlm;,rlm; بالمقارنة مع دول العالمrlm;..rlm; سواء علي مستوي الحريات السياسيةrlm;,rlm; أو علي مستوي النهوض المجتمعيrlm;,rlm; أو علي مستوي القوة والمنعةrlm;.rlm; فقد ظلت المشكلات المزمنة والصراعات الرئيسية تراوح مكانها دون أن تحقق تقدما نحو الحلrlm;.rlm;

ولسبب أو لآخر تظل المشكلات العربية مستعصيةrlm;.rlm; ربما لأن العرب أنفسهم باتوا جزءا من المشكلةrlm;.rlm; وتلك هي النظرة التي نجحوا في تصديرها للعالمrlm;,rlm; فاعتبرتهم كوندوليزا رايس منطقة موبوءة بالارهاب والتخلف والفسادrlm;.rlm;

وخذ مشكلة العراقrlm;..rlm; فلم يعد أحد في العالم يتصور أن تعيد دولة بناء كيانها علي أساس طائفي ديني الا في العراق ـ فبعد أن كانت الهيمنة للسنة في عهد الطاغية صدامrlm;,rlm; انقلبت الآية لتصبح الهيمنة للشيعة أو الأكرادrlm;,rlm; بدلا من التكاتف لاقامة دولة حديثة يتقاسمها الجميع بغض النظر عن الجنس والطائفة والدينrlm;.rlm; وقد يقال ان الحرب والاحتلال الأمريكي هما السببrlm;.rlm; ولكن الواقع أن الاغراق في الطائفية والبحث الدائب عن مرجعيةrlm;,rlm; دينية كانت أو قبليةrlm;,rlm; تكاد تكون طبيعة ثانية للعربrlm;,rlm; تقود في النهاية الي غياب مفهوم المواطنة وإعلاء شأن الامام أو الجماعة أو الزعيم علي شأن الوطنrlm;.rlm;

وفي فصل آخر من فصول المأساة العربيةrlm;,rlm; يلعب الاستقطاب الطائفي والمذهبيrlm;,rlm; مع الجشع السياسي والفسادrlm;,rlm; أدوارا توشك أن تعصف بلبنان وسيادتهrlm;,rlm; وتجعله مخلب قط لضرب سورياrlm;.rlm;

فقد تطور الوضع بعد اغتيال الحريري الي سلسلة من الاغتيالات كان جبران تويني آخرهاrlm;.rlm; ولم يخفف من وطأة الموقف سحب سوريا لقواتهاrlm;,rlm; ولكن بلغ من تسمم الأجواء أن أصبحت كل وساطة عربية دليلا علي سوء النية لمساعدة سوريا علي الافلات من القفصrlm;..rlm; اغتيال الحريري فجر المشكلةrlm;,rlm; وحين اكتشفوها سقطوا في حبائلها واختلف اللبنانيون فيما بينهمrlm;.rlm;

أما القضية الفلسطينية فقد أصبحت أشبه بسراب يحسبه الظمآن ماء حتي اذا جاءه لم يجده شيئاrlm;.rlm; فبعد مفاوضات معقدة مع الاسرائيليين والفصائل الفلسطينيةrlm;,rlm; دفعت مصر فيها ثمنا غير قليل أو اضطرت الي صفقات مع اسرائيل لم تكن بحاجة اليهاrlm;..rlm; خرجت قوات الاحتلال الاسرائيلي من غزة وكأنها لم تخرجrlm;.rlm; فمازالت تحكم قبضتها علي أرضها وسمائها وبحرها وبرهاrlm;.rlm; وتتحكم في تقرير الانتخابات الفلسطينية ومن يشارك فيهاrlm;.rlm; وقد تبخرت الوعود الأمريكيةrlm;,rlm; وخرائط الطريقrlm;,rlm; وتحولت اللجنة الرباعية الي خيال مآتةrlm;.rlm; وأصبح الأمر كله معلقا ـ وياللسخرية ـ بحياة أو موت الارهابي الأكبر شارونrlm;!!rlm;

ولكن أليس من سخريات القدر أيضا ألا تنجح دولة عربية واحدة في الخروج من أوضاعها السياسية المغلقة الي فضاء الحرية والديمقراطية الرحب؟

ربما يكون هذا هو سؤال هذا العامrlm;,rlm; بعد أن رسبت مصر في امتحان الديمقراطية في العام الماضيrlm;!rlm;


[email protected]