rlm; الأربعاء:04. 01. 2006

كفي ثم كفيrlm;..rlm; لانريد ديكورا زاعق الألوان لمنزلنا القديم المتهالكrlm;..rlm; لكننا نريد منزلا جديدا بدون ديكور زاعق الألوانrlm;..rlm;كان هذا هو الخاطر الذي غمرنيrlm;,rlm;

وأنا أحضر الجلسة الافتتاحية لأول برلمان عربي موحد قبل أيامrlm;,rlm; في القاعة العتيقة للجامعة العربيةrlm;,rlm; بدعوة كريمة من العزيز عمرو موسي الأمين العام للجامعةrlm;.rlm;

كدت أمزق مهابة الحفل الفخيم بصرخة تعبر عن هذا الخاطرrlm;,rlm; الذي أعرف أنه يراود كثيرين في أرجاء الوطن الكبيرrlm;,rlm; لولا أن العقل ألزمني حكمة الصمت وفضيلة الإنصاتrlm;,rlm; فلست عضوا في برلمان ولا مسئولا في حكومةrlm;,rlm; ولكنني مجرد ضيف عابر شاهد علي حدث عابرrlm;!rlm;

ظل شيطان هذا الخاطر يضغط علي أعصابيrlm;,rlm; بينما الكلمات المنمقة تتوالي والحضور الكريم يتابعrlm;,rlm; بعضه يتابع بإنتباه وتأمل ورجاءrlm;,rlm; وبعضه الآخر يلهو بمسبحة في يدهrlm;,rlm; أو فكرة بعيدة في عقلهrlm;,rlm; أو يقاوم نعاسا يهاجمهrlm;,rlm; رغم أهمية الحدث وتفرد المناسبةrlm;,rlm; مناسبة تكوين برلمان عربي يضمrlm;88rlm; عضواrlm;,rlm; بمعدل أربعة أعضاء عن كل دولة عضو بالجامعةrlm;,rlm; يستوي في ذلك برلمان يمثل بضع مئات الآلاف في هذه الدولةrlm;,rlm; مع آخر يمثل سبعين مليونا في تلكrlm;!rlm;

قلنا حسناrlm;,rlm; ربما تكون المناسبة بداية جديدة مبشرة لعام جديدrlm;,rlm; يتخطي كل ما عانيناه من متاعب ومصاعب طوال العام المنصرمrlm;,rlm; فهذا شكل من أشكال العمل العربي المشتركrlm;,rlm; تأخر ستين عاما بالتمام والكمالrlm;,rlm; ولكنه في النهاية جاء جزءا من خطة تطوير واصلاح الجامعة العربيةrlm;,rlm; التي يتبناها بحماس منقطع النظير أمينها العام عمرو موسيrlm;,rlm; طامحا في دفق دماء جديدة وروح جريئة في بيت العربrlm;,rlm; الذي يتعرض هذه الأيام خصوصاrlm;,rlm; لموجات متلاحقة وشرسة من الهجوم الهادف إلي تدميره وهدمه من الأساسrlm;,rlm; خدمة لرؤي ومصالح غربية واسرائيليةrlm;,rlm; لم تعد خافية علي عين تري أو أذن تسمع أو قلب ينبض وعقل يفكرrlm;!!rlm;

حين نعود إلي البداياتrlm;,rlm; فإن القمة العربية المنعقدة بالجزائر في مارسrlm;2005,rlm; وافقت علي إنشاء برلمان عربي انتقالي لخمس سنواتrlm;,rlm; تمهيدا لاقامة برلمان عربي دائمrlm;,rlm; وذلك في إطار تنفيذ مقترحات الأمين العام للجامعة بتطوير وتحديث العمل العربي المشتركrlm;,rlm; وتعديل ميثاقها بما يلبي التمشي مع التطورات الحديثةrlm;..rlm;

الهدف إذن واضح ومطلوبrlm;,rlm; ليس فقط لأن الاتحاد الافريقي له برلمان مشتركrlm;,rlm; ولأن الاتحاد الأوروبي له برلمان فاعل وحيويrlm;,rlm; ولكن أيضا لأن العمل العربي المشترك بجامعته قد أصابه كثير من الركود والعجزrlm;,rlm; سواء بعوامل التعرية السياسيةrlm;,rlm; أو بفعل فاعل من أهل البيت لايريد مجرد ذكر العمل العربي المشترك وجامعتهrlm;,rlm; كراهية شخصية أو ارتباطا برؤي وأفكار أوروبية أمريكيةrlm;,rlm; لم تعد تطيق سماع شئ عن العروبة ووحدتها وعملها المشتركrlm;!rlm;

ورغم ترحيبنا بكل ما يدعم العمل العربي المشترك انطلاقا من أهداف ومصالح وثقافة مشتركةrlm;,rlm; إلا أن الطريقة التي ولد بها البرلمان العربي قبل أيامrlm;,rlm; تثير كثيرا من الأسئلة المستفهمة والمستنكرة معا لأنها نابعة من مخاوف وشكوك قديمةrlm;,rlm; أودت بتجارب أخري في مجال العمل العربي المشترك إلي المقابر المعروفة وغير المعروفةrlm;..rlm;

غير أن السؤال المحوري الذي يدور حول هدف انشاء البرلمان العربي وتوقيت اعلانهrlm;,rlm; يقول لماذا الآنrlm;..rlm; وهل هو اجراء شكليrlm;,rlm; هدفه استكمال الشكل الديموقراطيrlm;,rlm; والايحاء بأن العرب يسيرون فعلا في طريق الاصلاح والتحديثrlm;,rlm; الذي تلح عليه الدول الغربيةrlm;,rlm; ولالحاحها كل الثقل والاحترام والتقدير عند حكوماتنا الرشيدةrlm;,rlm; بينما الحاح الشعوب العربية علي ضرورات الاصلاح الوطنيrlm;,rlm; لايلقي ذات الثقل والاحترامrlm;!!rlm;

ورغم أن حق الشك قائم حتي نصل إلي اليقينrlm;,rlm; إلا أننا لانريد التعكير علي خطوة إنشاء البرلمان العربيrlm;,rlm; فربما تكون بالفعل خطوة إلي الأمام ونقلة حضاريةrlm;,rlm; تشيع في المدار العربي بعضا من التفاؤل بقرب الاصلاحrlm;,rlm; والدخول في مدار الأمم الحرة والديموقراطية الحديثةrlm;..rlm;

إلا أن روح التفاؤل الحذر لاتمنعنا من إعادة طرح الأسئلة الصعبةrlm;,rlm; من نوع كيف يقوم برلمان عربي موحد علي أسس غير برلمانية منتخبة انتخابا شعبيا حراrlm;,rlm; ذلك أننا في الواقع أمام خريطة سياسية متفاوتة الألوانrlm;,rlm; تسود الدول العربية الاثنتين والعشرينrlm;,rlm; فبعضها ليس لديه برلمان منتخب أصلاrlm;,rlm; وربما بلا دستور مكتوب ومعلنrlm;,rlm; وبعضها الثاني لديه مجالس شوري شبه معينة أو نصف منتخبة ونصف معينةrlm;,rlm; وبعضها الثالث لديه برلمانات منتخبة وفق الطريقة العربية المشهورةrlm;,rlm; لكنها أفضل حالا من غيرهاrlm;..rlm; فكيف يستوي الأبيض مع الأسودrlm;,rlm; وكيف يتساوي المعين حكوميا مع المنتخب شعبياrlm;!!rlm;

تقول الخريطة السياسية العربية أيضاrlm;,rlm; إن الأغلبية الساحقة من أشكال البرلمانات ومجالس الشوري المعينة أو المنتخبةrlm;,rlm; تسقط ثمرة يانعة في قبضة الحكوماتrlm;,rlm; بعد تغول السلطة التنفيذية علي السلطة التشريعيةrlm;,rlm; وبعد تمركز السلطة كلها في يد الحاكم الفرد بمختلف مسمياته وألقابهrlm;,rlm; الأمر الذي أدي ويؤدي إلي شلل كامل للبرلمانات الوطنيةrlm;,rlm; فكيف ننتظر من البرلمان العربي الذي يستمد أعضاؤه من البرلمانات الوطنيةrlm;,rlm; أن يختلف ويتمرد علي من جاء به أصلا إلي الوجود ومنحه فرصة النشوءrlm;!rlm;

في هذا الإطار جاءت كلمة السيد نبيه بري رئيس البرلمان اللبنانيrlm;,rlm; في جلسة الافتتاح الأكثر تعبيرا عن واقع الحالrlm;,rlm; حين طالب الحكام والحكومات أصحاب سلطة القرار برفع أيديهم عن البرلمانات العربية لكي تمارس دورهاrlm;...rlm; ولكن هل من مجيبrlm;..rlm; نشك كثيرا وكثيراrlm;!!rlm;

ثم نأتي إلي قضية أخريrlm;,rlm; تحمل تساؤلا أكثر أهميةrlm;,rlm; عن طبيعة دور البرلمان العربي ومهمتهrlm;,rlm; هل له حق ممارسة الدور المعروف وطنيا ودوليا للبرلمانrlm;,rlm; ونعني حق التشريع وإصدار القوانين النافذة من ناحيةrlm;,rlm; وحق مراقبة أعمال السلطة التنفيذية من ناحية أخريrlm;..rlm; هل له حق تعديل الدساتير العربية وقوانينها المملوءة بالثغرات والعقبات المعرقلة لأي تطور ديمقراطي حقيقي يطلق الحريات العامة المأسورةrlm;,rlm; وهل له حق مناقشة وتعديل الميزانيات في الدول العربيةrlm;,rlm; أو حتي ميزانية الجامعة العربية كما تفعل البرلمانات الأخريrlm;,rlm; وهل له حق نقد وتقويم اعوجاج سياسات الحكومات العربية فيما يتعلق خصوصا بكبت الحريات وانتهاك حقوق الانسانrlm;,rlm; وفتح ملفات الفساد والعمولات والتهميش والظلم الاجتماعي والضغط الاقتصاديrlm;...rlm; نشك كثيرا أيضاrlm;!!rlm;

إن كل ماهو مخول للبرلمان العربي الموحدrlm;,rlm; وفق المادة التاسعة من نظامه الأساسي المكون منrlm;12rlm; مادةrlm;,rlm; هو البحث في سبل تعزيز العلاقات العربيةrlm;,rlm; وإصدار آراء وتوصيات حول الموضوعات المتعلقة بالعمل العربي المشتركrlm;,rlm; ومناقشة ما يحيله إليه مجلس الجامعة العربية أو الأمين العامrlm;,rlm; وابداء الرأي فيها ليؤخذ في الاعتبار عند اصدار القرارrlm;,rlm; والاحاطة بميزانية الجامعة العربية وحسابها الختاميrlm;..rlm;

وكلها مهام مقصورة علي البحث والمناقشة وابداء الرأي والاحاطة ورفع التوصيات إلي سلطة اتخاذ القرارrlm;,rlm; سواء كانت سلطة القمة أو مجالس الجامعة العربيةrlm;,rlm; ومن هنا انتفت عنه صفة ومهمة البرلمان الحقيقيrlm;,rlm; سواء في التشريع أو في الرقابةrlm;,rlm; فمن أين يستمد شرعيته وقوته ونفوذهrlm;,rlm; إن فقد سلطة التشريع ورقابة السلطة التنفيذية ومحاسبتها ومساءلتها وطرح الثقة بهاrlm;!!rlm;

واستكمالا للأسئلة الصعبة التي يجب علينا اثارتها بكل صراحةrlm;,rlm; نتساءل أيضا عن مدي قدرة البرلمان العربيrlm;,rlm; دون استباق الأحداثrlm;,rlm; علي دفع عجلة الاصلاح الديموقراطي العربي بسرعة وحسم وصدق تحقيقا لمطالب شعبية ملحةrlm;,rlm; قبل الخضوع لضغوط أجنبية سافرةrlm;,rlm; فهل يستطيع بحكم ماهو مخول في نظامه الأساسي المؤقت أو الدائم أن يؤسس فعلا لدولة القانون في العالم العربيrlm;,rlm; وأن يعمل علي تحجيم هيمنة السلطة التنفيذية الحاكمة بشراسة وانفراد وصولا للاستبداد العلنيrlm;,rlm; وأن يسهم في صيانة استقلال السلطة القضائية المعتدي عليها في كل مكانrlm;,rlm; وأن يصر علي تحرير الصحافة والاعلام من القبضة الحكوميةrlm;,rlm; فيضمن حرية الصحافة والرأي والتعبيرrlm;,rlm; مقدمة حقيقية لباقي الحريات المأسورة والمصادرة بدرجات مختلفةrlm;,rlm; مما يضع الدول العربية في أدني درجات التطور الديمقراطي في العالم كلهrlm;,rlm; وفق المعايير الدولية المتعارف عليهاrlm;!!rlm;

نعرف أن هناك من يهب الآن صارخا معترضا قائلاrlm;,rlm; لماذا تستبقون الأحداثrlm;,rlm; وتحكمون علي البرلمان العربي بالفشلrlm;,rlm; قبل أن يبدأ ممارسة مهامهrlm;!!rlm;

ونجيبrlm;,rlm; إن التجارب علمتنا كثيراrlm;,rlm; والخطاب يقرأ من عنوانهrlm;,rlm; فقد ولد البرلمان العربي علي شاكلة آبائه ونعني البرلمانات الوطنية المعينة والمنتخبة علي السواء بكل ما تحمله من أمراض عصية علي العلاج رافضة للشفاءrlm;,rlm; جاءت نتاج بيئة حاكمة قابضة مستبدة تتشابه من دولة إلي دولةrlm;,rlm; رغم اختلاف الألوان ما بين الباهت والزاعقrlm;,rlm; فجاء المولود حاملا كل الجينات الوراثية للعائلة الكريمةrlm;...rlm;

نقول هذاrlm;,rlm; ومازال الأمل يحدونا في صورة مغايرةrlm;,rlm; ومازال بعض التفاؤل يراودناrlm;,rlm; بقدوم المولود الجديد مع بدء العام الجديدrlm;,rlm; لعل خطأ في حساباتنا يقلب المعادلة الصعبةrlm;,rlm; فتختلف النتائجrlm;..rlm;

وأسباب الأمل والتفاؤل موجودةrlm;,rlm; كامنة في هذا الحراك الشعبي الغلاب المطالب باصلاحات ديموقراطية حقيقية الآن قبل الغدrlm;,rlm; وفي رياح الحرية التي تهب في العالم كلهrlm;,rlm; فلماذا نظل متخلفين عن غيرناrlm;,rlm; وفي وجود عدد من أعضاء البرلمان العربي يؤمنون قولا وفعلا بالعمل الديموقراطي وبالممارسة البرلمانية الأصيلةrlm;,rlm; وفي مقدمتهم الصحفي المخضرم والبرلماني المجرب محمد جاسم الصقر أول رئيس لهذا البرلمانrlm;,rlm; الذي تعهد أمامنا بأنه لن يبقي علي رأس هذا البرلمانrlm;,rlm; إن لم يتمتع بسلطة التشريع والرقابةrlm;..rlm;

فهل يستطيع البرلمان العربي الأول أن ينتزع حقه الدستوريrlm;,rlm; من فم الأسدrlm;,rlm; بل من أفواه كل هؤلاء الأسودrlm;!!!rlm;

rlm;**rlm; خير الكلامrlm;:rlm; قال تعاليrlm;:rlm;
إنما أنت منذرrlm;,rlm; ولكل قوم هاد