من قريب
سلامة أحمد سلامة


في حساب الربح والخسارة عن عام مضيrlm;,rlm; يستحيل إغفال ما كسبته أو خسرته تجربة الإصلاح الديمقراطي في مصرrlm;,rlm; فقد بدأت تفاعلات التجربة في بدايات عامrlm;2005rlm; بطلب مفاجئ من الرئيس بتعديل المادةrlm;76rlm; من الدستورrlm;,rlm; ليكون انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر بين اكثر من مرشحrlm;.rlm;

وبالفعل جرت انتخابات رياسية تنافسيةrlm;,rlm; رغم الانتقادات التي وجهت الي التعديل الذي أدخل علي المادةrlm;,rlm; وأعقبها خلال فترة وجيزة اجراء الانتخابات البرلمانيةrlm;.rlm;

وفي كلا الحالينrlm;,rlm; لم تنجح أساليب التحريض أو التهديد بالعقوباتrlm;,rlm; في دفع الناخبين الي صناديق الاقتراع وعادت الممارسات القديمة في الجولات الثانية والثالثةrlm;,rlm; فجعلت البلطجة عنوانا رئيسيا لهذه الانتخاباتrlm;,rlm; وفقد فيها اكثر من عشرة مواطنين حياتهمrlm;.rlm;

ولا جدال في أن تجربة الانتخابات رغم كل ما لحق بها من أوجه قصور فادحةrlm;,rlm; إلا أنها إيقظت الاهتمام بالمشاركة في العملية السياسية علي نحو غير مسبوقrlm;,rlm; ولعب المجتمع المدني والقضاة دورا مشرفا في الكشف عن جوانب الخلل ورفض التواطؤ مع الاجهزة في التغاضي عن الانتهاكات والمخالفاتrlm;.rlm;

ولكنrlm;,rlm; هل حققت الانتخابات أهدافها التي اعتبر تعديل المادةrlm;76rlm; من الدستور مفتاحا لها؟ نتائج الانتخابات لا تؤيد هذا الادعاءrlm;,rlm; فقد انفرد الحزب الحاكم بالأغلبية التي سعي اليها بضراوةrlm;,rlm; وذلك بعد ضم عدد كبير من المستقلينrlm;,rlm; ولكن مجلس الشعب الجديد خلا من أحزاب معارضة قوية تملكrlm;5%rlm; من المقاعد التي تؤهلها للترشيح في انتخابات الرياسة المقبلةrlm;,rlm; إذ أن كتلة الاخوان رغم حصولها عليrlm;20%rlm; إلا أنها لا تشكل حزباrlm;,rlm; ولا يملك مرشحها المستقل النصاب القانوني من مجلس الشوري والمجالس المحلية المنتخبة التي تؤهله لخوض المنافسة علي منصب الرياسةrlm;.rlm; وبعبارة اخري فإن المادةrlm;76rlm; فقدت فاعليتها وانقلبت علي أهدافهاrlm;,rlm; وحق للذين عابوا طريقة تعديلها أن يؤكدوا الحاجة إلي اعادة النظر فيهاrlm;.rlm;

ليس هذا فقطrlm;,rlm; بل إن خلو مجلس الشعب الجديد من تمثيل حقيقي للأقباط والمرأةrlm;,rlm; جعله أبعد ما يكون عن التمثيل المتوازن لكل فئات الشعبrlm;...,rlm; وكان من ابرز الظواهر التي أعقبت الانتخابات ذلك الحوار الذي بدأ بين الأقباط والاخوانrlm;,.rlm; ولاحظت جماعات الدفاع عن حقوق المرأة كيف استخدمت الانتخابات في الصعود علي أجساد النساء علي حد الوصف القاسي الذي استخدمته احدي الجمعياتrlm;,rlm; دلالة علي استضعاف المرأة وتهميشهاrlm;,rlm; مما جعلها هدفا سهلا للحشد والتعبئة دون الاهتمام باشراكها سياسياrlm;.rlm;

وإذا كانت قضية أيمن نور التي جاء نظرها والحكم فيها عليه بالسجن عقب الانتخاباتrlm;,rlm; قد أكدت ما تنطوي عليه من أبعاد سياسيةrlm;,rlm; فإنها أضفت علي الظروف المحيطة بالانتخابات أجواء التربص الذي أثار انتقادات دولية واسعةrlm;.rlm;

وهنا تبدو الحاجة ماسة ليس فقط إلي تعديلات دستورية تصحح أخطاء المادةrlm;76,rlm; ولكننا في حاجة أشد إلي أداء برلماني رفيع من الحزب الحاكم واعادة قراءة للسلوك السياسي الذي يتوقعه المواطنونrlm;.rlm; فليس من الكياسة ولا من السياسة في شيء أن يحتكر الحزب الوطني كل اللجان البرلمانيةrlm;,rlm; ويقصي الاخوان والمستقلون منهاrlm;,rlm; وحين تكون البداية كفرا كما يقول المثل العاميrlm;,rlm; فإن من حق الكثيرين أن يتساءلواrlm;:rlm; هل يكمل المجلس دورته وهل ينجح في انجاز المهمة الملقاة علي عاتقهrlm;,rlm; بالرغم من احتكار الحزب الحاكم ونوابه للجان المجلس؟ هذه أيضا اسئلة عامrlm;2006!!rlm;


[email protected]