السبت:07. 01. 2006

كتب : طارق الشيخ


مرض رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون ودخل الي المستشفي وبات قاب قوسين او ادني من الانتقال الي العالم الآخرrlm;..rlm;وفي منطقة الشرق الأوسط التي تعيش علي شفا براكين الصراع المتفجرة والتي تعد اسرائيل طرفا رئيسيا من الأطراف المؤثرةrlm;(rlm; سلبا وايجاباrlm;)rlm;في استقرارهاrlm;,rlm; اثيرت حزمة من التساؤلات المهمة وفي مقدمتها السؤال المحوري التاليrlm;:rlm;ما الذي يمكن ان يحدث في اسرائيل في حال غياب شارون عن الساحة السياسية في حال عجزه متأثرا بالمرض او بوفاته؟وماهو الاثر الذي سيخلفه اختفاء شارون من الساحة السياسية وخاصة فيما يتعلق بعملية السلام؟

وعلي الرغم من صعوبة الإجابة الدقيقة عن السؤال نتيجة هالات الغموض والتحركات السياسية المفاجئة التي اتشح بها شارون خلال قيادته لإسرائيل فإن الإجابة يمكن استنباط جانب كبير منها من خلال ما افرزته تفاعلات الأحداث خلال الساعات السابقة علي والتالية علي دخول شارون الي المستشفيrlm;.rlm; ونقل سلطاته مؤقتا الي نائبه ايهود اولمرتrlm;.rlm;

مستقبل كاديما
فخلال الساعات السابقة علي دخول شارون الي المستشفي كانت الانظار تتجه الي حزب كاديماالذي قرر شارون تأسيسه منذ اسابيع فقط واشارت جميع الدلائل واستطلاعات الرأي الي تقدمه بخطوات ثابتة للفوز بما يقرب منrlm;40rlm; مقعدا في الكنيست الإسرائيلي في الانتخابات العامة المنتظر عقدها فيrlm;28rlm; مارس المقبلrlm;.rlm;

وكانت ذات الاستطلاعات تشير الي حصول حزب العمل علي ما يقرب منrlm;19rlm; مقعدا فقط بعد ان كانت التوقعات السابقة قد اشارت الي امكانية حصوله عليrlm;21rlm; مقعداrlm;,rlm; بينما ثبتت التوقعات المتعلقة بحزب الليكود عندrlm;14rlm; مقعدا فقطrlm;.rlm;

وكانت تلك التوقعات تقود الي نتيجة واحدة مؤداها ان شارون سيكون رئيس الوزراء القادم بعد انتخابات مارس في ظل الانتصار الكبير المتوقع لحزبه كاديماrlm;.rlm;

وعلي الرغم من عدم وجود مؤسسات لكاديما او قائمة محددة بأعضاء الحزب داخل الكنيست فإن الساعات القليلة السابقة علي انتقال شارون الي المستشفي شهدت زيادة في شعبية الحزب وتوقعات بارتفاع نصيبه من مقاعد الكنيست اليrlm;42rlm; مقعداrlm;.rlm;

وخلال الايام القليلة السابقة علي نقل شارون للمستشفي سادت توقعات قوية برغبته في ترشيح شيمون بيريز ـrlm;82rlm;عاما ـ الوافد من حزب العمل لأن يكون وزيرا للخارجية وهي خطوة كان يمكن ان تدخل حيز التنفيذ اذا تمسك نيتانياهو زعيم الليكود بخطته وسحب الوزراء الاربعة التابعين لليكود من الحكومة وفي مقدمتهم وزير الخارجية الحالي سلفان شالومrlm;,rlm; الا ان تراجع نيتانياهو عن تلك الخطة بعد استفحال الحالة الصحية لشارون حال دون ذلكrlm;.rlm;

وتردد ان شارون كان يتجه ايضا الي تعيين كل من حاييم رامون المنضم لكاديما بعد الانسحاب من حزب العمل وزئيف بويم ويعقوب ادري وروني بارعونrlm;(rlm; كانوا اعضاء ليكوديين بالكنيستrlm;)rlm;كوزراءrlm;.rlm;

ولكن ظلت شخصية الرجل الثاني في حزب كاديما غير معروفة علي الرغم مما لأولمرت من شعبية واعتراف ضمني بأنه الرجل الثاني في الحزب بعد شارونrlm;.rlm;

وقد ادت حالة الغموض تلك الي زيادة الشكوك التي تحيط بمستقبل كاديما فور تفجر الازمة الصحية لشارون ومروره بحالة صحية حرجةrlm;.rlm;

مابعد الازمة

وفور تفجر الازمة الصحية لشارون اتجهت جميع القوي في اسرائيل الي شارون مظهرة تعاطفا مع شخصية كاريزمية في تاريخ اسرائيل وهو ما بدا من مواقف اتخذتها الاحزاب المعارضة لشارون بما فيها حزب العملrlm;.rlm;

ووسط تلك الحالة من عدم التأكد التي تحيط بحزب كاديما برزت الحاجة الي حدوث اتفاق بين اولمرت الذي تولي مهام رئيس الوزراء بشكل مؤقت وباقي الاعضاء البارزين داخل كاديما في محاولة لتلافي تفكك الحزب وعودة كل عضو من اعضائه الي الحزب السابق الذي كان ينتمي اليهrlm;,rlm;انطلاقا من ان كاريزمية شارون ورؤيته السياسية كانت هي الرابط الرئيسي بين المنضمين لكاديماrlm;,rlm;وخاصة بعدما لوحظ ان الكثير من المنضمين يحاولون حماية مستقبلهم السياسي ودفع دماء جديدة به استنادا الي كاريزمية شارون وتوجهاته التي تحظي بشعبية علي المستوي الجماهيريrlm;.rlm;

وكذلك في محاولة لتقليص اي نوع من المواجهات والصراعات الداخلية علي السلطة داخل كاديما في محاولة لتحقيق الثبات في الحزب الذي لم ينته بعد من استكمال بنيته المؤسسيةrlm;.rlm;

ويبدو ان تلك التحركات السريعة ادت بالفعل الي ارتفاع شعبية الحزب في استطلاعات الرأي يومrlm;5rlm; يناير والتي اشارت الي ان الانتخابات اذا جرت في ذلك اليوم لفاز حزب كاديما دون قيادة شارون بـrlm;40rlm; مقعد في الكنيست اذا كان زعيمه هو ايهود اولمرتrlm;,rlm; وبـrlm;38rlm; مقعد اذا كانت وزيرة العدل تسيبي ليفنيrlm;,rlm;وفي حالة تزعم شاؤول موفاز للحزب فانه يحصل عليrlm;36rlm; مقعداrlm;,rlm; ومائير شتريتrlm;28rlm; مقعداrlm;,rlm;اما شيمون بيريزrlm;(rlm; الذي لم يفز في الانتخابات بمنصب رئيس الوزراء علي الرغم من خوضها اكثر من مرة خلال تاريخه السياسي وكان فشله الاخير في الانتخابات العامة امام نيتانياهو وفشلة في الانتخابات الحزبية داخل حزب العمل امام عامير بيريتسrlm;)rlm;فقد اشارت التوقعات الي فوز كاديما بـrlm;42rlm; مقعدا اذا كان تحت قيادته خاصة وانه كان مهندس عملية السلام مع رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابينrlm;.rlm;

واشارت ذات التوقعات الي تردي موقف الليكود الذي توقع له ان يفوز ـ تحت قيادة نيتانياهو الذي يتسم بالتشدد تجاه الفلسطينيين وتجاه عملية السلام ـ بـrlm;13rlm;مقعدا بدلا منrlm;14,rlm; ويتراجع حزب العمل منrlm;19rlm; مقعدا اليrlm;18.rlm;

وعلي الرغم من تلك التوقعات فقد شكك البعض في تلك التوقعات حيث جاءت في ظل تعاطف الجماهير والمسئولين مع شارون الذي يعد بطلا من ابطال اسرائيل بغض النظر عن انتماءاته الحزبيةrlm;,rlm;كما لم توضع الضغوط التي سيتعرض لها الاعضاء من حزب العمل والليكود ممن انضموا الي كاديما مؤخرا لدفعهم الي العودة لاحزابهم الاصلية انتظارا لمعركة فاصلة بين عامير بيرتس زعيم العمل وبنيامين نيتانياهو زعيم الليكود واقوي المرشحين في مارس القادمrlm;.rlm;

مستقبل السلام
ووسط تلك التحركات الحزبية يطرح سؤال مهم نفسهrlm;:rlm; ماهو الاثر الذي سيخلفه إختفاء شارون من الساحة السياسية علي عملية السلام؟

وتأتي الاجابة لتشير الي ان الامر سيرتبط بإختيار المواطن الاسرائيلي اكثر منه بكبار رموز العمل السياسي والمرشحينrlm;.rlm;

فقد خرج شارون من الليكود الذي اسسه نتيجة اصراره علي السير في طريق السلام مع الفلسطينيين وعلي الرغم من العنف المتبادل وسوء الفهم المتكرر بين الطرفين فإن الجماهير الإسرائيلية ايدت شارون الذي فرض خطة فك الارتباط وخرج بقواته من غزة بعد احتلال دامrlm;38rlm; عاما وكان اول اسرائيلي يقدم علي تلك الخطوة تجاه الفلسطينيينrlm;,rlm; كما ايدته الجماهير مرة اخري عند اعلانه تأسيس كاديماrlm;(60%rlm; تقريباrlm;)rlm;وهو الامر الذي اجبر رموزا في الليكود والعمل علي الاتجاه للالتحاق بالحزب الجديدrlm;.rlm;

ومن هذا المنطلق يمكن القول ان دعاة الاستمرار في طريق السلام بمفهوم شارونهم اقوي من باقي المنافسين علي الساحة وهو الامر الذي يمكن ان يترجم في انتخابات مارس القادم الي اختيار من يستمر في تنفيذ سياسات شارونrlm;,rlm;اما في حالة اختيار التشددفإن الصراع سيتسع من جديد خاصة وان هناك جانبا لايستهان به من الفلسطينيين الذين يظهرون عدم الثقةفي خطط السلام الخاصة بشارون مما يعني انفجار الوضع الأمني وعرقلة عملية السلام من جديد في حال وصول متشددين الي الحكم في إسرائيلrlm;..rlm;وهو الأمر الذي يدركه الناخب الإسرائيلي قبل كبار الساسة في البلادrlm;.rlm;