فيصل سلمان
لا اعرف رأي الآخرين من زملائي الصحافيين، ولكني أكاد اعلن باسمهم ان مهنة الكتابة، السياسية خصوصا، تقترب من نهايتها.
ربما لهذا السبب لا يمانع الكثيرون منهم في الظهور عبر شاشات المحطات التلفزيونية وقد تفوقوا على معظم السياسيين.
ليس هذا رأيي فحسب، ولكني سمعت مرارا وتكرارا من الناس انهم يفضلون الاستماع الى تحليل الصحافيين عن آراء غيرهم، لكن الاغلبية باتت لا تستحسن متابعة البرامج السياسية لانها lt;lt;حكي بحكيgt;gt;.
فماذا يريد الناس وهم في بيوتهم مساء لانهم يخافون السهر خارجاً؟
انهم ببساطة يبحثون عن اجوبة ليس في مقدور أحد ان يقدمها.. ولانهم يعرفون ذلك تراهم يتنقلون بين محطة ومحطة الى حيث يستقرون مع برنامج تسلية من هنا أو مع فيلم اميركي طويل من هناك.
تتكرر هذه الطقوس يوميا. هم يعرفون منذ الصباح انهم سيفعلونها ليلاً، ولكن لا مناص من الاستسلام.
ومع ذلك، في اليوم الثاني، يسأل بعضهم البعض الآخر رأيه في ذلك البرنامج، او في غيره، ولا أحد يسأل الآخر عن مقالة صحافية لفلان او لعلتان.
القلم يحتضر والعين كما الاذن، اختارتا الانحياز الى التلفزيون، وفي ذلك قرار عن سابق تصميم بالارتماء في احضان الاحباط.
اعرف الكثيرين ممن قرروا التوقف عن القراءة، واعرف الكثيرين ممن تحولوا الى مشاهدة الافلام، افلام المغامرات والحركة بشكل خاص.
في ذلك كأنهم يفتشون عن بطل، يخلصهم من الاشرار... ولكن في كثير من الافلام لا يبقى البطل حياً.
التعليقات