عابد خزندار


وهو تحريف مقصود لبيت للشاعر خير الدين الزركلي وصف فيه المدارس التي أسسها الشريف حسين أمير مكة المكرمة قبل العهد السعودي، والأصل laquo;مدارسraquo; وأنا أردد هذا البيت كلما سمعت عن افتتاح معهد أهلي جديد للتدريب الصحي أو تعلم اللغة الإنجليزية أو الحاسب الآلي أو التجميل، وهي معاهد تتأسس بدون ترخيص من أي جهة حكومية مع ان بائع البليلة المسكين يحتاج في هذه الأيام إلى ترخيص من البلدية ووزارة التجارة والدفاع المدني والغرفة التجارية، وبالطبع تعد هذه العاهد طلابها كما فعلت جامعة الإمام محمد بن سعود مع طلاب دبلوم اللغة الإنجليزية بالوظيفة التي تنتظرهم بمجرد تخرجهم الأمر الذي لا يحدث بالطبع ويفاجأون بأن أي جهة حكومية لا تعترف بهذه المعاهد، وبأن المبالغ الباهظة التي دفعوها كرسوم ذهبت مع الريح، وحين يشتكون إلى جهة ما عما لحقهم من خداع وتغرير يقال لهم laquo;ان القانون لا يحمي المغفلين laquo;ولهذا لا أكتمكم أنني سررت بهذا الخبر الذي نشرته إحدى الصحف المحلية: laquo;حذرت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية كافة ملاك معاهد التدريب الصحية الأهلية من استغلال موسم تخريج المرحلة الثانوية للبنين والبنات وفتح باب التسجيل في برامج الدبلومات الصحية أو الإعلان عبر وسائل الإعلام دون الحصول على الترخيص النهائي، وأكدت الهيئة أنها لن تتردد في تطبيق أقصى العقوبات التي نصت عليها لائحة المعاهد ومراكز التدريب الصحي الأهليةraquo; وهذه بادرة طيبة ليت باقي الجهات المعنية كوزارة الخدمة المدنية تحذو حذوها، وتقفل كل معهد ليس لديه ترخيص من الجهة المعنية، وليت البلديات بهذه المناسبة تقفل كل البسطات التي تبيع كل شيء من الابرة إلى المدفع، ولا تتردد في بيع الأغذية laquo;وزيوت الطعامraquo; المنتهية الصلاحية والسموم، وأحياناً المخدرات، بدلاً من ان تستأسد على الفنان العظيم طارق عبدالحكيم وتقفل متحفه، وكفانا ضحكاً على الذقون وغشاً من الذين فقدوا الوازع والضمير.