الأحد:08. 01. 2006
حازم عبدالرحمن



نرجو أن تستمر هدنة التهدئة بين المنظمات الفلسطينية المختلفة واسرائيلrlm;.rlm; فهذه التهدئة هي إحدي الأدوات الرئيسية التي يستطيع الفلسطينيون عن طريقها التأثير في المجتمع الاسرائيلي بما يخدم أهدافهمrlm;.rlm; فالعنفrlm;,rlm; وقصف الصواريخrlm;,rlm; والعمليات الانتحاريةrlm;,rlm; ستكون هدية علي صينية من ذهب الي تيارات التشدد الاسرائيلي لكي تستولي علي أكبر عدد ممكن من مقاعد الكنيست الاسرائيليrlm;.rlm;

rlm;(1)rlm;هل صحيح ان مصير عملية السلام يصبح في مهب الريحrlm;,rlm; او علي كف عفريتrlm;,rlm; إذا اختفي شارون من علي المسرح السياسي الاسرائيليrlm;.rlm; الحقيقة هي أن اختفاء شارونrlm;,rlm; أو حتي رحيلهrlm;,rlm; هو مجرد عامل واحد من مجموعة عواملrlm;,rlm; والسؤال هوrlm;:rlm; كيف يمكن تنشيط بقية العوامل بحيث يقل الأثر الناتج عن سقوط شارونrlm;,rlm; وتزداد الآثار الناتجة عن دور القوي الأخري المؤيدة للتحرك نحو السلام؟ وأرجو في هذا المقامrlm;,rlm; ألا ننسيrlm;,rlm; أنه حتي في ظل قيادة شارونrlm;,rlm; فان التحرك نحو السلام من عدمهrlm;,rlm; يتوقف أساسا علي مستوي الأمن الذي يتوافر للمواطن الاسرائيليrlm;.rlm; بمعني أنه كلما نقص هذا الأمنrlm;,rlm; ابتعد شارون عن الاستعداد للتفاوض والتسوية مع الفلسطينيينrlm;,rlm; والعكسrlm;.rlm;

هذا التناولrlm;,rlm; يبينrlm;,rlm; أن مصير القضية الفلسطينية ليس مصيرا قدريا غامضاrlm;,rlm; او أنها كما قد يحلو للبعض أن يقول قضية ملعونة فحتي شارونrlm;,rlm; الذي اشتهر بمعاركه وحروبه ضد العربrlm;,rlm; ما أن بدأ بالانسحاب من غزةrlm;,rlm; وطرح حزبه الجديد كاديما الذي يؤيد قيام دولة فلسطين ويريد تعيين حدود اسرائيلrlm;,rlm; حتي اصابته جلطة في المخrlm;,rlm; اخرجته عن حياة اسرائيل السياسيةrlm;.rlm;

العيب الأساسي في مثل هذا التناولrlm;,rlm; أنه اسلوب يجرد الناس من أي اداة في أيديهم للعمل من أجل المستقبل وهذا خطأ فادحrlm;.rlm;

حزب كاديما يمثل جزءا من الطبقة الوسطي الاسرائيليةrlm;.rlm; وهذه الشريحة العريضة يهمها في الأساس أن يسود السلام حتي تستطيع أن تعمل وتبدع في هدوءrlm;,rlm; وتتوافر لها بالتالي الفرص والظروف التي تمكنها من الاستمتاع بحياتهاrlm;,rlm; وهي في ذلك مثلها مثل الطبقات الوسطي ليس فقط في المجتمعات الأوروبية والأمريكية ولكن مثل الطبقات الوسطي في المجتمع العربيrlm;.rlm;

وبحكم ظروف وتقاليد الحرية السياسية الواسعة المتوافرة في اسرائيلrlm;,rlm; فإن الحيوية السياسية لهذه الطبقة عالية جداrlm;.rlm; فهي تستطيع أن تفرز قيادات متشددة ومتطرفة في ظروف معينة وهي تستطيع أيضا أن تفرز قيادات معتدلة في ظروف أخريrlm;.rlm;

فضلا عن قدرتها علي افراز تيارات أنصار السلام بحجم يزداد او ينكمش تبعا لمستويات العنف التي يلجأ اليها العرب وبالذات الفلسطينيونrlm;.rlm;

القضية إذن أن التهدئة ليست عملا جباناrlm;,rlm; أو خيانةrlm;,rlm; وليست استسلاماrlm;.rlm; التهدئة هي عمل سياسي في المقام الأولrlm;,rlm; من بين أهدافه إيجاد الظروف التي تؤدي الي تكوين برلمان إسرائيلي أكثر اعتدالاrlm;,rlm; وإفراز قيادات سياسية أكثر استعدادا للاستجابة للمطالب الفلسطينيةrlm;.rlm; وبذلك يتضح أنه سواء بقي شارون او رحلrlm;,rlm; فإن اتباع سياسة من هذا النوعrlm;,rlm; يضمن تحقيق أهداف فلسطينية متتابعةrlm;,rlm; ويجنب القضية ان تصبح في مهب الريح او ملعونة او لعبة في يد تصاريف الزمانrlm;.rlm; المسألة الأساسية هي أن يسعي الشعب الفلسطيني إلي أهدافه بالأدوات الممكنة والسليمةrlm;,rlm; لا بالوسائل الخطأrlm;.rlm;

rlm;(2)rlm; ويستطيع الفلسطينيون علي الجانب الآخر أن يعززوا التزامهم بالتهدئةrlm;,rlm; بالانصراف بكل جدية نحو الانتخابات المقررة فيrlm;25rlm; ينايرrlm;.rlm; وبحيث تأتي نتيجتها معبرة عن كل قيادات وفئات المجتمعrlm;.rlm; وهناك مؤشرات تبين أن حركة حماس ومعها باقي التيارات الاسلامية تتجه نحو تحقيق انتصار كبير في هذه الانتخاباتrlm;,rlm; ويبدو أن السبب في ذلك يرجع الي مجموعة عواملrlm;.rlm; منها الترهل الذي يمكن أن يكون قد أصاب حركة فتح بحيث فقدت علاقتها المباشرة بالشارع وأصبحت تعتمد علي الأساليب البيروقراطيةrlm;.rlm; ومنها حالة الفساد التي يتردد أن الكثيرين أصبحوا ينعمون بمزاياه وفوائده ومنها احتكار فتح للسلطة طوالrlm;40rlm; سنة تقريبا منذ عامrlm;1967rlm; علي الأقل وحتي الآن دون أن يكون هناك أي تداول حقيقي او فعليrlm;,rlm; هذا الوضع أصاب الشارع الفلسطيني بالمللrlm;.rlm; وجعل شخصيات بذاتها موجودة لسنوات طوال ودون أن تكون قادرة علي أي عملrlm;,rlm; فضلا عن عدم وجود بديل قوي لفتح بين التيارات العلمانية قادر علي تداول السلطة بدلا منهاrlm;.rlm;

ونحن هنا نلاحظrlm;,rlm; أنه عندما أرادت فتح ألا تفقد مكانتها في الشارع الفلسطيني فان الزعيم الراحل ياسر عرفات ومن حوله سارعوا الي تكوين كتائب شهداء الأقصي لكي تنافس التيارات الاسلامية بتيار اسلامي فتحاويrlm;.rlm; وهذا يعني أن الحركة تعترف بأن أفكارها الأصلية الأقرب الي العلمانية باتت تحتاج الي تعديل او اعادة نظر جذرية وأن التيارات الاسلامية هي التي تسيطر علي الشارعrlm;.rlm;

أيا ما كان الوضعrlm;,rlm; فنحن نتمني إلا ينسي الفلسطينيون أن القضية ليست في التشدد او في الاعتدالrlm;,rlm; بل في تحقيق الأهدافrlm;.rlm; وأنه من حق المواطن الفلسطيني أن يعيش في هدوء وأمن وأن تتوافر له فرص العمل والحياة الكريمة اللائقةrlm;.rlm; وكل هذا يحتاج الي هدوء حتي يكون هناك ازدهار اقتصاديrlm;.rlm;

وأغلب الظن أن استقرار الأوضاع وميلها نحو الهدوء في الأراضي الفلسطينية وتكوين قيادة معتدلة للسلطة الفلسطينية ابتداء من المجلس التشريعيrlm;,rlm; فإن هذا كله يخلق أرضية قادرة علي التأثير بشكل ايجابي من وجهة النظر الفلسطينية ليس فقط في المجتمع الاسرائيلي بل في المجتمعات الأوروبية وفي الولايات المتحدة الامريكيةrlm;,rlm; وهذا هو مفتاح الحل الفلسطينيrlm;.rlm;