الإثنين:09. 01. 2006


تقريرrlm;:rlm; شريف الغمري

مع بداية العام الجديد اتجهت الأنظار إلي قضايا التجسس الإسرائيلي علي الولايات المتحدة بعد أن تقرر أن تجري في عامrlm;2006rlm; محاكمة الجاسوس لاري فرانكلينrlm;,rlm; وهو الأخير في سلسلة جواسيس إسرائيل في الولايات المتحدةrlm;,rlm; والذي كان مسئولا في مكتب دوجلاس فايث مساعد وزير الدفاع السابقrlm;,rlm; وتم القبض عليه متلبسا بتسليم وثائق سرية للغاية ومعلومات محظورة إلي اثنين من المسئولين في منظمة إيباكrlm;,rlm; وهي اللوبي الإسرئيلي الرسمي في الولايات المتحدةrlm;,rlm; ليقوموا هم بدورهم بتسليمها إلي المسئولين الإسرائيليينrlm;.rlm;

ومع تركيز الأنظار علي قضايا التجسس الإسرائيلي في الولايات المتحدةrlm;,rlm; بدأ بعض الكتاب الأمريكيين يفتحون الملفات القديمةrlm;,rlm; ومنها واقعة لم يعد يتذكرها الكثيرونrlm;,rlm; أو ربما أحيطت بستار من الكتمانrlm;,rlm; وهي التي وقعت عامrlm;1978,rlm; وكتب تفصيلاتها الباحث الأمريكي ستيفن جرينrlm;,rlm; وتتلخص في إجراء تحقيق في هذا الوقت مع بول وولفويتز الذي يشغل الآن منصب رئيس البنك الدولي بعد أن ترك منصبه كنائب لوزير الدفاعrlm;,rlm; وذلك لقيامه بتسليم وثيقة سرية حول مقترحات ببيع أسلحة أمريكية إلي حكومة عربيةrlm;,rlm; وقد سلمها إلي مسئول في الحكومة الإسرائيليةrlm;.rlm;

وذكر جرين في بحثه حول هذه القضية أن تسليم الوثيقة تم عن طريق وسيط يعمل في منظمة إيباكrlm;,rlm; لكن التحقيق في هذا الموضوع انتهي إلي التغاضي عنه واستمر وولفويتز في منصبه الذي كان يشغله ففي ذلك الوقت في الوكالة الأمريكية لنزع السلاح والرقابة علي التسلحrlm;.rlm; وذكر ستيفن جرين كذلك أن ريتشارد بيرل ودوجلاس فايث اللذين كانا من أكبر مساعدي دونالد رامسفيلد وزير الدفاع قد تعرضا لنفس المشكلةrlm;,rlm; وهي تسليم وثائق سرية لإسرائيلrlm;,rlm; وتم التحقيق معهماrlm;,rlm; ولكن مثلما حدث مع وولفويتز لم ينته الأمر معهما إلي أي نتيجةrlm;.rlm; وفي تقرير كتبه الصحفي الأمريكي جاستن رياموندو جاء أن هذا النوع من النشاط استمر يميز سلوك مجموعة المحافظين الجدد بعد أن وصلوا إلي السلطة في حكومة بوش وهو التعامل غير المشروع مع إسرائيلrlm;,rlm; وكان قد تردد أن وحدة مخابرات خاصة أنشئت في البنتاجون تتعامل مع الموساد لافتعال أدلة تمهد لتطبيق سياسة المحافظين الجدد والتي بدأت بحرب العراقrlm;,rlm; وذلك في سرية تامة لإخفاء أي شيء يثبت التعاون بين مجموعة المحافظين الجدد وإسرائيلrlm;,rlm; إلي أن اكتشفت قضية لاري فرانكلين من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكيrlm;,rlm; ولذلك لم يتمكن المحافظون الجدد من إخفاء القضية كما كان يحدث من قبلrlm;.rlm;


ويشير الكاتب إلي تأثر مجموعة المحافظين الجدد بأفكار فيلسوف حركتهم القديم ليو شتراوس المعروف بحماسه الشديد لإسرائيل والتحالف الأمريكي الإسرائيليrlm;,rlm; والذي يضعه علي قمة أولوياته وفي بعض الأحيان تتداخل عندهم المصالح فيما يتعلق بمصالح إسرائيل ومصالح أمريكاrlm;.rlm; كما يشير الكاتب إلي أن مشروع إعادة تغيير الشرق الأوسط يهدف أساسا لمصلحة إسرائيل ولإتاحة الفرصة أمامها لتصبح القوة المهيمنة في المنطقةrlm;.rlm;

ويستند الكاتب أيضا في معلوماته إلي ما كان قد أعلنه الصحفي الأمريكي المعروف سيمور هيرش في كلمة ألقاها في مؤتمر اتحاد المنظمات المدنية الأمريكي في يوليو عامrlm;2005,rlm; قال فيها إن المحافظين الجدد قاموا بعدrlm;11rlm; سبتمبرrlm;2001rlm; بما يمكن أن نسميه الانقلابrlm;,rlm; وهو انقلاب علي السياسات الأمريكية القائمةrlm;,rlm; وذلك بعد أن قاموا بتغيير السياسات الخارجية وقاموا بالتدخل خارجيا في شئون الدول والتورط في الحروب وتغيير الأنظمةrlm;,rlm; وسيطرتهم علي قيادة السياسة الخارجية يتجاوز الأسس التقليدية للنظام الأمريكي وتجاوز الجنرالات في وزارة الدفاع ووكالات المخابرات الأمريكيةrlm;,rlm; وكذلك الكذب علي الكونجرس وتنفيذ حرب في العراق والتي كانوا يعدون لها قبلها بعشر سنواتrlm;.rlm;

وكان من أكثر ما فتح الباب لهذه الكتابات والآراء هو تجاوز إسرائيل لمصالح الولايات المتحدة بارتكاب جرائم تجسس عليها وتجنيد عملاء أمريكيين في المواقع الحساسة وخاصة في وزارة الدفاع ويساعدهم علي ذلك رجال مقربون من الرئيس الأمريكي يأخذ بآرائهم في جميع قراراته سواء الخاصة بالحرب أو فرض السيطرة علي دول العالم وخاصة الدول العربية وتنفيذ جميع المخططات التي تخدم مصلحة إسرائيلrlm;.rlm;