الإثنين:09. 01. 2006

معاً
حبيب الصايغ


مع منتصف يناير/ كانون الثاني الجاري ينتهي موسم هجرة الطيور، لتبدأ بعد ذلك الهجرة العكسية.

الهجرة الثانية أقل خطورة من الأولى، فالطيور القادمة من الشمال إلى الجنوب تأتي بالنتيجة من مناطق ldquo;الانفلونزاrdquo;.

ماجد المنصوري أمين عام هيئة البيئة في أبوظبي يطمئن المواطنين، والمقيمين، فالإجراءات الاحترازية آتت أكلها، واللجنة المكلفة تعد حالياً تقريراً شاملاً عن الخطوات المتخذة طوال الشهور الأربعة الماضية.

إلى ذلك، فإن خطة الطوارئ الوطنية خضعت أخيراً لمراجعة ldquo;رابعةrdquo;، ووزعت على جهات الاختصاص، تمهيداً لرفعها في صورتها النهائية إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس لجنة الطوارئ الوطنية لأنفلونزا الطيور.

الإمارات خالية من المرض المرعب، هكذا تؤكد التصريحات الرسمية وآخرها تصريح المنصوري، لكن الحالة العامة تذكر بقطاع صحي مهم أصبح اليوم غائباً أو مغيباً، وهو قطاع التثقيف الصحي.

معظم الناس لا يعرفون شيئاً ذا بال عن انفلونزا الطيور، وإذا عرفوا فمن مصادر متفرقة أو مشتتة، ومن دون منهج أو أسلوب علمي مدروس.

والنتيجة الوقوع حيناً في كمائن الاشاعات، وفي فخاخ المعلومات المتناقضة أحياناً.

فأين قطاع التثقيف الصحي؟

هل ما زال إدارة في وزارة الصحة؟ وإذا كانت هذه الإدارة قائمة حتى الآن، فماذا قدمت على صعيد انفلونزا الطيور؟

هذا المرض اللعين شأن بيئي أيضاً، وفي الإمارات قطاعات اتحادية ومحلية للتثقيف البيئي تحت اسماء وعناوين مختلفة، فماذا قدمت حتى الآن، إذا استثنينا جهود هيئة البيئة في أبوظبي، وهي جهود تثقيفية وتوعوية مشكورة، وإن كانت عليها ملاحظات، لجهة عدم الاستمرار من جهة، والافتقار إلى ldquo;الحرفيةrdquo; من جهة ثانية.

في مثل هذا الأمر، لا يكفي نشر مطبوعات سريعة باللغة العربية أو الانجليزية فقط، في واقع تشكل بعض اللغات الآسيوية، للأسف، أغلبية خريطته اللغوية.

التثقيف الصحي والبيئي أحوج ما يكون إلى اعادة نظر ومراجعة آليات وأجهزة وأفراداً ومؤسسات.

وهو في الواقع التقني الراهن لا يكون بمفرده، ولا يستقيم لوحده، حيث الإعلام توأم الثقافة والتثقيف، وتجاه مشكلة بحجم وباء انفلونزا الطيور، كان ينبغي على الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الصحة والهيئة الاتحادية للبيئة، بث الأخبار والآراء المتعلقة بالموضوع تباعاً واختيارياً، من باب الشفافية والافصاح، وعدم انتظار الصحافة ووسائل الإعلام لتطرق الباب.

لقد أثبتت تجربتنا مع انفلونزا الطيور، على نطاق واسع، كما أثبتت بالأمس، مع حمى الوادي المتصدع وغيرها، ان تعاملنا مع التثقيف الصحي أو التوعية البيئية تعامل موسمي.

وغداً، منتصف يناير/كانون الثاني الجاري ينتهي موسم هجرة الطيور، لتبدأ بعد ذلك الهجرة العكسية من الجنوب إلى الشمال.

ومعها، غداً، ينتهي موسم التوعية، وتعود كل الأقلام والأصوات إلى أعشاشها.


[email protected]