الثلاثاء:10. 01. 2006

أوهام الغرب تجاه أوكرانيا، وإيران في ظل النظام العالمي الجديد، والوسيلة التي من خلالها يمكن إصلاح الاقتصاد الإندونيسي، وأثر التوسع في التدفقات النقدية العالمية على صندوق النقد الدوليmiddot;middot;middot; موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدوليةmiddot;

الغرب والوهم الأوكراني:

في تقريره المنشور يوم الجمعة الماضي بصحيفة ''إنترناشيونال هيرالد تريبيون'' تطرق ''أناتول ليفين'' إلى أزمة الغاز التي اندلعت مؤخراً بين أوكرانيا وروسيا، ويقول إن الوقت قد حان بالنسبة للغرب كي يفكر ملياً فيما كشفت عنه تلك الأزمة، سواء ما يخص علاقة الغرب بروسيا أو علاقة الغرب بأوكرانيا، وهذا هو الأهمmiddot; وحسب ''ليفن'' فإن استراتيجية الغرب تجاه كييف قامت على وهم مؤداه أن أوكرانيا ستنفصل عن مدار الجاذبية الروسي و''تنضم للغرب''، وأن روسيا ستخسر كثيراً من جراء ذلكmiddot; وللتدليل على صحة وجهة نظره يورد الكاتب مجموعة من الأرقام الدالة منها على سبيل المثال أن روسيا كانت تقوم بتقديم إعانة فعلية سنوية لأوكرانيا في مجال الطاقة تتراوح ما بين 3 إلى 5 مليارات دولار، وأن تلك الإعانة السنوية تفوق جميع المساعدات والدعم الذي قدمه الغرب إلى أوكرانيا منذ استقلالها منذ حوالى 14 عاماًmiddot; وهو يقارن ذلك الدعم بالمبلغ الهزيل الذي قدمته الولايات المتحدة كمعونة لأوكرانيا العام الماضي والذي لم يتجاوز 174 مليون دولارmiddot; كما يشير الكاتب إلى نقطة أخرى في هذا الصدد وهي أن الاقتصاد الأوكراني يعتمد على تحويلات ملايين الأوكرانيين الذين يعملون بصفة قانونية في روسيا، في الوقت الذي يجد فيه هؤلاء صعوبات بالغة للحصول على أذون دخول للدول الغربيةmiddot;


إيران والنظام العالمي الجديد: دولة منبوذة أم ضحية؟:

اختارت ''البرافدا'' الروسية هذا التساؤل عنواناً لافتتاحيتها المنشورة يوم الخميس الماضي لتصف النظام العالمي الجديد بأنه يقوم على تحالف يضم كانبيرا ولندن وواشنطن وأن هذا التحالف يقوم على فكرة مبسطة جداً وهي أن كل من ليس ''معهم'' فهو ضدهم، مع العلم بأن وضعية ''معهم'' هذه قد تتغير بتغير الظروفmiddot; وضربت الصحيفة مثلا للتدليل على ذلك بقوله إن ذلك المحور قد قام بتجنيد المدارس الدينية في باكستان وحركة المجاهدين لزعزعة استقرار الحكومة الأفغانية الشيوعية التي كان يقودها نجيب الله، وعندما حققت الولايات المتحدة هدفها تحول بن لادن والمدارس إلى عدو لأنهم لم يظلوا معهمmiddot; ومن الدول التي لا تعتبر ''معهم'' كوبا التي تتصدى، حسب الصحيفة، للولايات المتحدة وبعض الدول الإسلامية التي ''تمتلك الجرأة على أن تقول لا للولايات المتحدة مثل نظام صدام حسين من قبل وإيران في الوقت الراهن''middot; والصحيفة ترى أن النظام العالمي الجديد يقوم على الأكاذيب حيث لم يتم عمل أي شيء بشأن سلسلة الأكاذيب التي رددها بوش ورامسفيلد وباول عن وجود أسلحة الدمار الشامل لتبرير غزوهم للعراقmiddot; ولفتت الصحيفة الانتباه إلى مزاعم أطلقتها يومية ''الجارديان'' البريطانية مفادها أن ثمة أدلة تثبت أن إيران تحاول إنتاج أسلحة نووية، ووصفت ''البرافدا'' هذه المزاعم بالزائفة، وتوقعت أن يقوم ما وصفته بـ''العنكبوت القابع في واشنطن بنسج المزيد من الأكاذيب خلال العام الحالي عن التعاون بين إيران وفنزويلا وبوليفيا وعن عقدهم لصفقات في مجال الطاقة''middot;


الرخاء لا يتحقق بزيادة الإنفاق:

هكذا عنون ''كريستوفر لينجل'' مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي في ''جابان تايمز'' اليابانية، مشيراً إلى أن أجندة الإصلاح الاقتصادي التي وضعها وزيرا الاقتصاد والمالية ومحافظ البنك المركزي بإندونيسيا، والهادفة إلى إعادة ضخ الدماء مجدداً في شرايين الاقتصاد الإندونيسي وحل النزاعات مع الدائنين الأجانب، ما هو إلا مزيج من التفكير الرغبوي والشعوذة الاقتصاديةmiddot; ويعلق الكاتب ساخراً من هذه الخطة التي تعتمد كما يقول على زيادة الإنفاق من أجل تنشيط الاقتصاد، وعلى قيام الحكومة بإنفاق مبلغ يتراوح ما بين 10 تريليون إلى 15 تريليون روبية إندونيسية خلال الربع الأول من العام الجديد بقوله إنه لو كانت زيادة الإنفاق وخاصة الحكومي هي السبيل لتنشيط الاقتصاد وتحقيق الرخاء، لما بقيت دولة فقيرة واحدة في هذا العالمmiddot; وحتى إذا ما كان ذلك صحيحاً، فإن الرخاء المأمول لن يتحقق في إندونيسيا في ظل غياب الشفافيةmiddot; الكاتب وهو زميل رئيسي بمركز المجتمع المدني بنيودلهي، يرى أن الإصلاح الاقتصادي المستدام في إندونيسيا لن يتحقق إلا إذا زادت معدلات الادخار عما هي عليه حالياً لأن زيادة الادخار هي التي ستؤدي إلى توفير الأموال اللازمة للاستثمارات، وبالتالي زيادة الإنتاجية، ومعدلات التصدير وبالتالي زيادة الدخول، وأن استمرار العملية على هذا النحو سيوفر الأساس اللازم لتحقيق المزيد من الزيادة في الإنتاج والاستهلاك وبالتالي زيادة الرخاء واستمرارهmiddot;
التوجه الاستراتيجي لصندوق النقد الدولي: خصص ''جارجين ستارك'' نائب رئيس ''دويتشه بندسبنك'' الألماني، مقاله المنشور في ''كوريا هيرالد'' الكورية الجنوبية أول من أمس الأحد، لرصد التغيرات التي طرأت على المنظومة المالية والنقدية الدولية خلال العقود الأخيرةmiddot; ''ستارك'' يرى أن التوسع السريع في التدفقات المالية العابرة للحدود، والابتكارات المالية المستمرة، والأسواق الدولية التي تزداد توسعاً تمثل كلها تحدياً متزايداً ليس فقط لصناع السياسة الدوليين، ولكن أيضاً للمؤسسات المالية الدولية أيضاً، وأن هذا الأمر ينطبق بالذات على صندوق النقد الدولي، وخصوصا في نطاق سعيه لخدمة أعضائه، وأن ذلك كله قد فجر مناقشة مهمة بشأن التوجه الاستراتيجي للصندوقmiddot; وأشار الكاتب إلى أن تلك المناقشة تتضمن ضرورة أن يحصر صندوق النقد الدولي عمله على مهمته الأساسية والجوهرية ألا وهي تعزيز الاستقرار المالي والنقدي في العالم وأن دور البنك في النظام النقدي العالمي يجب ألا يتجاوز تطبيق الأدوات المالية الرئيسية اللازمة لتعزيز استقرار الاقتصادات الكلية َّMacroeconomic والمراقبة وتقديم النصائح المتعلقة بالسياسات الاقتصاديةmiddot; ومن الضروري أن تمضي هاتان الأداتان جنبا إلى جنب في نفس الوقت الذي تستمر فيه الإصلاحات الداخلية لصنــدوق النقد الدولي مع زيادة البعد التحليلي وتحسين مستوى الشفافية من خلال تقديم نصائح شاملة ومعلومات موثوقة تساعد بدورها على تحسين مستوى الرقابةmiddot;

إعداد: سعيد كامل