الثلاثاء:10. 01. 2006
أصبحت المساجد هي الأمكنة المفضلة لعقد القران في مختلف أنحاء مصر بعد أن تغيرت عادات عقد الزواج بسبب الظروف الاقتصادية والتكلفة العالية التي يتكبدها الاهل لإتمام الزواج واقامة الافراح والتي باتت تكلفتها باهظة. ويحرص المصريون بكل شرائحهم الاجتماعية في السنوات الأخيرة على عقد القران في المساجد كل حسب حالته الاقتصادية فأبناء الطبقات الفقيرة يعقدون قرانهم في الجوامع القريبة من منازلهم من دون مقابل اما الميسورون منهم فيعقدون القران في قاعات ملحقة بالمساجد الكبرى مثل الحسين والسيدة زينب وغيرها او في مشيخة الازهر ودار الافتاء. وتلقى قاعات عقد القران الملحقة بالمساجد الكبرى وبمشيخة الازهر ودار الافتاء اقبالا متزايدا يوما بعد يوم مما يستلزم الحجز المسبق لتحديد ميعاد لعقد القران خاصة في فصلي الربيع والصيف ومع قدوم عيدي الفطر والاضحى. ومع تغير العادات لتواكب العصر اتجه المصريون وأصدقاؤهم وأقاربهم الى عقد القران بهذه القاعات في حضور المأذون الذي يتمم اجراءات الزواج لتتعالى الزغاريد قبل وبعد توقيع العريس ووكيل العروس والشهود على العقد وتوزع بعد ذلك الشيكولاته والحلوى والمشروبات على الحضور. وقال مأذون منطقة المطرية شرق القاهرة احمد نصر لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان ما يحدث هذه الايام يختلف تماما عما كان يحدث في الماضى ،إذ كان الغالب هو عقد القران في المنازل بحضور المأذون والاهل والاقارب. ورأى ان عقد القران في المسجد امر مستحب وجزء من احياء رسالة المسجد الجامع التي كانت سائدة منذ دخول الاسلام الى مصر، مضيفا ان الجامع يشهد صلاة الجمعة وصلوات الجماعة وكل امر ذي بال للمسلمين كالقضاء والصلح بين الناس ومجالس العلم وغيرها من امور الدنيا والدين اضافة الى ان المساجد من احب الاماكن الى الله تعالى والمسلمين. واضاف ان من بين اسباب العودة الى المسجد هو اتجاه كثير من الشباب الي الالتزام بالدين، إذ يجد العروسان في عقد القران في المساجد نوعا من المباركة الربانية لهذا الزواج حتى يستمر ويدوم اضافة الى التقرب الى الله مؤكدا اهمية عودة المساجد الى القيام بدورها في خدمة قضايا المجتمع والتخفيف عن كاهل الاسرة المسلمة.
ولفت نصر الى دور المساجد في تحقيق التكافل الاجتماعى الذي نادى به الاسلام فبجانب دورها المستحدث في عقد القران بها والذي يتم في الغالب بعد العصر أو المغرب تقوم بدور آخر في دعم التكافل بين الناس ،إذ تجهز غير القادرين من الشباب وتساعدهم على إتمام الزواج. وأوضح أن معظم المساجد بها لجان تنسق مع أهل الحي الميسورين وبعض رجال الأعمال ومن خلال التبرعات لشراء ما يلزم بيتا متواضعا للزوجية من خلال ما يقدمه أهل الخير. من جانبه قال امام مسجد الرحمة بمصر الجديدة الشيخ سيد النقراشي ان الجامع الذي تأسس في منتصف الثمانينات انشىء به ملحق اجتماعي وهو عيادة طبية بها كل التخصصات اضافة الى قاعتين لعقد القران وتقبل العزاء تؤجر نظير مبالغ بسيطة وذلك للمساعدة في الانفاق على المشروعات الخيرية ومنها علاج الفقراء وكفالة الايتام وغيرها. وأشار الى ان عقد القران كان منتشرا قديما في المنازل لأن المساجد لم تكن مجهزة بالقاعات المنفصلة عن المسجد التي تسمح بالتعبير عن الفرح بالزغاريد والغناء وغيرها من المظاهر البسيطة للاحتفال بالزواج وبما يتناسب مع الشرع مضيفا ldquo;اما الآن فالقاعات مستقلة ومجهزة ومفروشة بالسجاد وبعضها مكيف بما يناسب مظاهر الاحتفالrdquo;.
التعليقات