محمد م. الارناؤوط
تحفل الصحافة الألبانية هذه الأيام بالحديث عما يمكن تسميته بـquot;حلقة ألبانيةquot; مع منظمة quot;القاعدةquot; في المنطقة التي يتولاها أبو مصعب الزرقاوي.
وقد بدأت تتردد الاخبار عن هذه quot;الحلقة الالبانيةquot; بعد اعتقال أجهزة الامن السورية في منتصف تشرين الثاني الماضي للمدعو الير خالدي، الذي يدعي انه جاء الى دمشق للدراسة في أحد المراكز/المعاهد الدينية. ولكن المعلومات الاولية التي لدى السلطات السورية تقول ان تحركاته ومصروفاته لا تؤيد ذلك. فهو غير منتظم في أية دراسة، وتحركاته الى الدول المجاورة (تركيا والكويت والسعودية واليمن والامارات العربية والاردن ومصر) ومصاريفه في دمشق تلفت النظر، فلديه شقة مستأجرة ولديه سيارة مستأجرة يدفع عنها 850 دولارا في الشهر. وبالاستناد الى ذلك (وغيره) تشك السطات السورية بأن لديه صلات مع جماعة الزرقاوي وإن مهمته تنحصر في quot;تجنيدquot; متطوعين راغبين في quot;الجهادquot; والاشتراك في العمليات المختلفة التي تجري في العراق وغيره.
لكن أجهزة الامن السورية، كما تنقل الصحافة الالبانية، معنية أكثر بعلاقة خالدي مع quot;أميرquot; لجماعة ألبانية متشددة كان يقيم في دمشق حتى مطلع 2005 ومن ثم انتقل الى بلد عربي مجاور. ومع ان الصحافة الالبانية ترمز الى هذا quot;الاميرquot; بالأحرف الأولى من اسمه، ولا تذكر سوى لقبه الذى اشتهر به بين الجماعات الجهادية (أبو عبدالله)، الا أن الامر يصبح ملفتا للنظر اذا عرفنا ان المقصود هو أرتان كريستو الذى اعتنق فجأة الاسلام وجاء الى دمشق حيث كون من حوله جماعة من الفتية الألبان الصغار الذين يدينون له بالطاعة.
وفي الواقع ان هذه quot;الحلقة الألبانيةquot; تعيد الاهتمام من جديد الى دمشق التي تكاثر فيها quot;الطلبةquot; الألبان وغيرهم في المراكز/المعاهد الدينية المختلفة التي ازدادت في السنوات الاخيرة. فبعد انهيار الانظمة الشيوعية في أوربا الشرقية (كما في ألبانيا وغيرها) وازدياد الاهتمام بالدين تدفق على دمشق وغيرها أعداد كبيرة من التلاميذ (الذين لم يكملوا المدرسة الثانوية بعد) للدراسة في المراكز الدينية. وبشكل عام فإن هؤلاء يأتون وهم يأملون في الحصول على منح أو مساعدات من quot;الجمعيات الخيريةquot; يتدبرون بها نفقات معيشتهم، ولذلك فهم يتحولون الى أهداف مغرية للجماعات السلفية- الجهادية التي تبحث دائما عن quot;دم جديدquot;.
أستاذ التاريخ بجامعة آل البيت
التعليقات