ترددت في باريس امس أنباء عن ان نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام كان على وشك مغادرة الأراضي الفرنسية والسفر للإقامة في احدى دول الخليج. اما التأخير فناجم عن انتظاره رداً حاسماً من احدى هذه العواصم.
وجاء ذلك على خلفية quot;رسالة رسميةquot; أبلغت أمس الأول الى خدام تشير الى quot;ضرورة احترامه لقاعدة التحفظquot; المفروضة على الساسة المنشقين عن أنظمتهم، والذين هم في ضيافة فرنسا. وما عزز شيوع الأنباء عن مغادرة خدام الأراضي الفرنسية هو قول احد المقربين منه امس بان نائب الرئيس السوري السابق هو quot;في طريقه الى المطار ولن يعود الا بعد حوالى أسبوعquot;.
من جهته، أكد مصدر فرنسي واسع الاطلاع quot;بـأن لا وجود لمعطياتquot; في مراكز الجمارك وشرطة المطارات عن مغادرة خدام الأراضي الفرنسية خصوصاً وانه يحظى بحماية أمنية عادية. لكن هذا المصدر لم يستبعد احتمال انتقال المنشق السوري مستقبلاً الى احدى الدول المضيفة في المنطقة باعتبار ان خدام لا يريد ان يتهم بأنه quot;رجل فرنسا في سوريةquot;.
ومن الواضح ان السلطات الفرنسية أبلغت خدام هذه quot;الرسالةquot; بعد نحو عشرة ايام من تفجيره quot;قنبلته السياسيةquot; التي ادت الى تداعيات مباشرة في لبنان وسورية الأمر الذي دفع رئيس لجنة التحقيق الدولية السابق القاضي ديتليف ميليس الى الاستماع الى شهادته.
ولفت المصدر الى ان تفجير هذه quot;القنبلةquot; من شاشة quot;العربيةquot; تقاطع ثم تناقض مع تحركات تبذلها مصر والمملكة العرية السعودية لإيجاد quot;مخرج لائقquot; للقيادة السورية في تعاطيها مع لجنة التحقيق الدولية في المستقبل.
لكن الرئيس جاك شيراك كان حاسماً قبل ايام في قوله quot;ان فرنسا لا تستخدم ورقة خدام لإسقاط النظام السوري الحاليquot;. وهو ما أكده للرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز.
وشكلت دعوات خدام لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد حرجاً كبيراً للمسؤولين الفرنسيين فيما يرددون في شكل مستمر quot;ان ليس لدى باريس أجندة مخفيةquot;. وقال احد الديبلوماسيين الفرنسيين quot;اننا نعرف تاريخ هذا الرجل وما قام به منذ عقود ودوره في العديد من الملفات منها ملف لبنان. لا يمكننا الآن النظر اليه وكأنه صديق لفرنسا لمجرد انه اتهم المسؤولين السوريين بالضلوع في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريريquot;.
ومن اللافت ان يبلغ خدام quot;رسالةquot; باريس quot;بضرورة التحفظquot; وquot;تخفيف تصريحاته العلنيةquot; في وقت أوعزت فيه الرياض الى عدد من وسائل الاعلام السعودية بالتخفيف من تغطية أخباره او الامتناع عن اجراء مقابلات مباشرة معه.
التعليقات