السبت:14. 01. 2006

توقيع

فاتح عبدالسلام


سمعت أراء عراقيين عدة أبدوا تشاؤمهم من سماع الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش وهو يبشرهم بأن العنف سيشتد في هذا العام الجديد، وزاد انزعاجهم من خطابه عندما امتدح قرار زيادة اسعار الوقود ثلاثة اضعاف في العراق. وسمعت مَنْ قال: كأن الرئيس يعلم ماسيحل من مصائب جديدة علي رؤوسنا ولا يتحرك من اجلنا.. وسمعت مَنْ قال أيضاً كنا ننتظر من الرئيس أن يحدد موعداً قريباً للنصر في العراق كما تحدث قبل شهرين عن (استراتيجية الانتصار والاعمار في البلد الذي ينخره الدمار) ولكنه ذبح آمالنا بالانباء غير السارة التي حملها الينا، وكأن الذي جري كله لا يعادل ما سيأتي. ووجدت اكثر من عراقي مولع بالنكات والطرف والملح والنوادر يقول : ازمة الوقود شأن داخلي ونحن لا نسمح بالتدخل في شؤوننا الداخلية. وكان اغلبهم غاضبين.. منهم مَنْ كان يتجرأ ويتوعد الادارة الامريكية بحادي عشر جديد من اكتوبرأوحادي عشر جديد من من نوفمبر وبصراحة لم اسمع مَنْ يتوعد بحادي عشر جديد من سبتمبر ابدا. ومنهم مَنْ هدد واشنطن بأن العراق ستولد فيه حكومة وطنية ذات يوم وترد علي التدخل الدولي السافر في اوضاعها الداخلية وكعقوبة لواشنطن ستمتنع حكومتنا المقبلة عن ارسال رئيسها الي الكونغرس لالقاء خطاب النصر علي الارهاب المعد والجاهز منتظرا التنقيح اللغوي والتوقيع. واخرون قالوا: بسيطة.. سنقنع البرلمان العراقي الجديد في جلسته الاولي المؤمل انعقادها في العشر الاواخر من رمضان المبارك لتأميم ما بقي من نفط في ذمة الحكومة العراقية ببغداد بعد اقتطاع النفوط الفيدرالية لنتسبب في ازمة ونرفع اسعار المحروقات في عقر الولايات المتحدة الامريكية جزاءا نكالا والبادي اظلم.
ومنهم مَنْ لم يتمالك نفسه وصرخ يالثارات البسوس والحرب علي الارهاب وخارطة الشرق الاوسط الجديد والتجاوز علي حرمة ثقب الاوزون المتسع والثقوب الاخري. وسمعت تهديدات واقاويل وشائعات اخري لا اريد ذكرها خوفا من المحاسبة القانونية لانها لم تأت بأدلة ثبوتية دامغة كتلك التهم التي اوردتها في هذه السطور. لكنني اخالف هؤلاء جميعا الرأي وأراهم مزايدين ومنافقين ومزورين للحقائق ولاوين عنق المسار الديمقراطي عن جادة الصواب. فقد وجدت دبليو بوش الاكثر صدقا في مصارحة العراقيين بحقيقة الحياة التي تنتظرهم فلم يعدهم كبعض المسؤولين العراقيين بتشييد ناطحات سحاب لاسكان المتضررين (متضررون ممن ومم..؟) وانما وجدته حقا ذلك القوي الامين في مصارحة الشعب العراقي باسباب غلاء اسعار الوقود. ولم يدفن رأسه في التراب ويترك عجيزته للاهواء والانواء، واجه العراقيين ببشائر عامهم الديمقراطي الجديد : العنف والغلاء.

[email protected]