السبت:14. 01. 2006

..وسوريون وسعودي

تقارير أميركية عن توسع عمليات التنظيم laquo;ضد اسرائيل وغيرهاraquo;...


واشنطن , بيروت - سلامة نعمات:

ادّعى القضاء اللبناني على 13 موقوفاً من جنسيات فلسطينية وأردنية وسورية وسعودية ولبنانية للاشتباه بانتمائهم الى تنظيم laquo;القاعدةraquo;، وبجرم laquo;تأليف عصابة مسلحة للقيام بأعمال ارهابية، وتزوير أوراق خاصة ونقل وحيازة أسلحة حربية غير مرخصةraquo;، سنداً الى مواد قانونية تصل عقوبتها الى السجن المؤبد.

وجاء الكشف عن laquo;المجموعة المسلحةraquo;، التي أكدت مصادر أمنية ارتباط عناصرها بتنظيم laquo;القاعدةraquo;، بعد تسرب انباء عن ان فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ألقى القبض على بعض أفرادها نهاية الشهر الماضي أدت التحقيقات معهم الى حملات دهم في مدينة صيدا الجنوبية وفي أحياء عدة من العاصمة بيروت ومناطق في البقاع انتهت الى توقيف 12 شخصاً.

وحصل هذا التطور الأمني في وقت أشارت مصادر أميركية في مجلس الأمن القومي في واشنطن الى تقارير عن تحوّل في استراتيجية تنظيم laquo;القاعدةraquo; نحو توسيع نشاطه وعملياته لتشمل اسرائيل ودولاً شرق أوسطية عدة غير العراق، لكن المصادر أوضحت ان لا دليل على تورط laquo;حزب اللهraquo; بعلاقة تنظيمية مع laquo;القاعدةraquo;، في ضوء اعلان الأخير عن إطلاقه صواريخ من الجنوب اللبناني نحو الشمال الاسرائيلي في 27 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

وتسلّم أمس مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي أحمد عويدات ملف التحقيق مع العناصر الـ13 في المجموعة بعد التحقيقات الأمنية معهم، وraquo;ادّعى عليهم وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري رشيد مزهر الذي سيباشر استجوابهم اليومraquo;، ليطلب بعد ذلك الاجراءات القانونية في حق كل منهم.

وفيما رفضت المصادر القضائية الكشف عن أسماء الموقوفين الـ13، قالت مصادر أمنية لـ laquo;الحياةraquo; انهم ينتمون الى مجموعات عدة تتشكل من حلقة واحدة موزعة على عدد من المناطق اللبنانية، مشيرة الى انها كانت في طور laquo;تأسيس البنى التحتية تمهيداً لشن عمليات ارهابيةraquo; رفضت الخوض في طبيعتها وأهدافها laquo;حرصاً على سلامة التحقيقraquo;.

وأوضحت المصادر الأمنية ان الموقوفين laquo;كانوا يحملون أوراقاً شخصية وجوازات سفر مزوّرة، وان التحقيقات الأولية حددت جنسياتهمraquo; مؤكدة أن عدداً منهم كان laquo;دخل لبنان على دفعات في فترات زمنية متقاربةraquo;.

ولفتت الى ان بعض الموقوفين اعترف بانتماء الفلسطيني خالد طه الى تنظيم laquo;القاعدةraquo; في لبنان وكان اسمه ورد في تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى مجلس الأمن الدولي، على أنه كان على علاقة مع أحمد أبو عدس الذي ظهر في شريط فيديو على أنه نفّذ عملية الاغتيال.

وأضافت ان طه، وكما ورد في التقرير تولى تأمين انتقال أحمد أبو عدس الى دمشق وانه لا يزال متوارياً عن الانظار وهو مطلوب حالياً للمثول امام لجنة التحقيق، لكنها لم تستبعد ان يكون متعدد الانتماءات.

وأكدت المصادر الأمنية ان فرع المعلومات يلاحق طه حالياً لتوقيفه وان الاتصالات جارية لمعرفة ما اذا كان يقيم في لبنان او في سورية. ونفت ان يكون للموقوفين علاقة بالصواريخ، التي أطلقت اواخر العام الماضي من الجنوب باتجاه شمال اسرائيل، وقالت laquo;جرى التأكد من ذلك في التحقيقات التي اخضعوا لهاraquo;. وقالت مصادر اخرى، اطلعت على جانب من التحقيقات الاولية، ان تخطيط المجموعة لم يشمل عمليات من الجنوب اللبناني، ولا على الاراضي اللبنانية. وأوضحت ان بين الموقوفين 4 لبنانيين وسعودياً واحداً. وذكرت ان قاضي التحقيق سيقرر اصدار مذكرات توقيف وجاهية في حقهم في ضوء استجوابهم.

وفي واشنطن أكدت مصادر اميركية مسؤولة في مجلس الامن القومي ووزارة الخارجية انها تدرس بجدية تقارير تشير الى تحول استراتيجي في تفكير قيادة تنظيم laquo;القاعدةraquo; لجهة توسيع نطاق العمليات الارهابية لتشمل اسرائيل ودولاًَ شرق اوسطية. واعتبرت المصادر ان العمليات الارهابية، التي نُفذت في منتجع طابا المصري وخليج العقبة والعاصمة الاردنية عمان وأخيراً اطلاق صواريخ كاتيوشا ضد اسرائيل من جنوب لبنان قبل اسبوعين، laquo;تعطي صدقية للتقارير التي تؤكد وجود قرار لدى تنظيم القاعدة يستهدف زعزعة الاستقرار الاقليمي في شكل يتجاوز نطاق العمليات في العراقraquo;.

وقال مصدر في مجلس الامن القومي لـ laquo;الحياةraquo; إنه laquo;ليس معروفاً بعد ما إذا كانت العملية الاخيرة، التي استهدفت اسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان، laquo;تم تنفيذها بمعرفة ميليشيا حزب اللهraquo; التي تسيطر على المنطقة ودعمهاraquo;. وأوضح ان الخبراء الاميركيين يستبعدون وجود علاقة تنظيمية بين laquo;حزب اللهraquo; و laquo;القاعدةraquo; على رغم تقاطع اهدافهما السياسية في ما يخص اسرائيل. وأضاف ان خبراء مكافحة الارهاب الاميركيين يتفقون مع الخبراء الاسرائيليين على ان تنظيم laquo;القاعدةraquo; قرر التحول لإستهداف اسرائيل لاستعادة شعبيته التي تضررت بسبب استهدافه مدنيين عراقيين ومصريين واردنيين ابرياء خلال الفترة الماضية. وأشار الى ان laquo;التفجيرات التي شهدتها العاصمة الاردنية وجهت ضربة لحجم التعاطف الذي كان يحظى به التنظيم الارهابي على رغم سعيه لتصوير التفجيرات على انها استهدفت اسرائيليين من دون تمكنه من تقديم دليل على ذلكraquo;.

واتفق المسؤول الاميركي على انه laquo;بات من الصعب على تنظيم القاعدة اقناع الرأي العام العربي بالمنطق الذي يعطي اولوية لاستهداف المدنيين العراقيين بدلاً من استهداف الاحتلال الاسرائيليraquo;. وأضاف ان استمرار العملية السياسية في العراق والنجاح في استيعاب اعداد كبيرة من العرب السنّة في العملية السياسية ومشاركتهم في الانتخابات زادت من أزمة تنظيم laquo;القاعدةraquo; في العراق، فضلاً عن الخلافات بين التنظيم الذي يقوده الاردني المطلوب ابو مصعب الزرقاوي والجماعات المسلحة العراقية التي لا تتفق مع اجندة الزرقاوي. وامتنع مسؤولون اميركيون امس عن التعليق على معلومات تفيد ان الاجهزة الامنية اللبنانية اعتقلت الاسبوع الماضي اربعة اعضاء في تنظيم laquo;القاعدةraquo; بالقرب من طرابلس كانوا يخططون لشن هجوم على احد السواحل الاسرائيلية. إلا انهم اكدوا أن اسرائيل laquo;تأخذ بجدية تهديدات التنظيم كانت صدرت اخيراً على لسان الزرقاوي وايمن الظواهريraquo;. وأكد مسؤول في دائرة مكافحة الارهاب ان جزءاً من التحقيقات الجارية بالتعاون مع دول حليفة يسعى للتأكد من احتمال تورط اجهزة استخبارات عربية، لم يسمها، في تقديم دعم لوجستي لتنظيم القاعدةraquo;.