الأحد:15. 01. 2006

...الأخير والخلافات تعود الى أيام الانتخابات

الرمادي ـاياد عطية الخالدي ونهاد العزاوي:

نفت مصادر مطلعة في مدينة الرمادي، ان يكون التفجير الذي استهدف متطوعين في الخامس من الشهر الجاري هو السبب الاساسي للمعارك التي نشبت بين ابناء المدينة وجماعة التوحيد والجهاد التي يقودها ابو مصعب الزرقاوي.
واكدت هذه المصادر ان الخلافات مع عناصر تنظيم القاعدة بدأت بالتصاعد منذ الانتخابات الماضية بعد ما اعتبر تنظيم القاعدة من شارك في الانتخابات مرتدا يجب قتله.
واضافت المصادر ان جماعة الزرقاوي وجهت تهديدات للذين شاركوا في العملية السياسية، تبعتها عمليات خطف واغتيالات طالت عددا من ابناء مدينة الرمادي.
واشارت المصادر الى ان عدد العناصر المتبقية من جماعة التوحيد والجهاد لا يتعدى الخمسة عشر شخصا، تبرأت منهم عوائلهم بسبب الافكار المتطرفة التي يحملونها والتي تعتبر كل من شارك في الانتخابات مرتدا لو حمل السلاح وقاتل معهم.
وكشفت المصادر ان العديد من الجماعات التي كانت تتلقى التمويل والاوامر من الزرقاوي رفضت الانصياع الى اوامره، وانضمت الى ابناء مدينة الرمادي، وخاضت قبل ايام عددا من المواجهات ضد انصار التوحيد والجهاد ما ارغمهم على التوجه الى قواعدهم الباقية والمحصورة فقط في منطقة الجزيرة والعبيدات خارج مركز الرمادي.
وقالت المصادر ان نفوذ زعماء العشائر بدأ يتصاعد وان ابناء المدينة باتوا يلتزمون بتوجيهاتهم بعد ان تعددت وتباينت الفتاوى التي تصدرها الجماعات المتطرفة، وان ابناء المدينة عازمون على تحرير مدينتهم من انصار القاعدة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت في تقرير لها قبل ايام ان لقاءً مفتوحاً جرى بين مسؤولين امريكيين ومسلحين عراقيين ينتمون الى الجيش الاسلامي العراقي ونقلت عن احد المسلحين الذي عرف نفسه بـ (ابو الليل) ان اغلب عناصر القاعدة هم من المتسللين الاجانب وبأن القاعدة قد قتلت العديد من رجاله بالاضافة الى آلاف العراقيين.
وذكر ابو الليل ان اول معركة حصلت بين رجاله وعناصر القاعدة كانت في مدينة التاجي في 23 تشرين الاول الماضي وكانت هذه المعركة الاولى في سلسلة معارك جرت بين الجانبين. واضافت الصحيفة انها التقت اربعة مسلحين من جماعة الجيش الاسلامي العراقي وعلى رأسهم ابو الليل الذي يبدو، كما تقول الصحيفة، ان دوافعه وطنية وعلمانية الى حد كبير. وطبقا لمعلومات استخباراتية امريكية وعراقية بالاضافة الى المعلومات المستقاة من مسلحين إن الاشتباكات بين ارهابيي القاعدة والمسلحين العراقيين قد جرت في مدن الرمادي وحصيبة واليوسفية والضلوعية والكرمة.
وقال ضابط مخابرات عراقي رفيع المستوى للصحيفة : ان العشائر قد ضجرت من القاعدة وبأنها لن تتسامح معها بعد الآن. وقال الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه ان احدى عشائر سامراء قتلت اعضاءً من القاعدة لدورهم في اغتيال أحد الشيوخ المحليين. و الشيخ المذكور هو الشيخ حكمت ممتاز الباز الذي سافر الى بغداد في ايلول الماضي لمقابلة وزير الدفاع لطلب المساعدة، وبعد اسابيع على زيارته اطلق عليه رجال القاعدة النار وهو في باحة منزله. بعد ذلك تم تعقب القتلة والتحقيق معهم في منطقة زراعية. واضاف ان القتلة الثلاثة اعترفوا بانهم يعملون مع شخص سعودي وانهم تلقوا 1000 دولار للقيام بعملية الاغتيال ما يدلل على ان الدافع ليس دينيا بل مالي. كما قام رجال هذه العشيرة بملاحقة واعتقال 17 رجلا اخرين في هجوم على احد البيوت الزراعية حيث عثروا على اشخاص من السودان والمغرب وافغانستان والسعودية.