الإثنين:16. 01. 2006


جميل الذيابي

كشفت صحيفة laquo;معاريفraquo; الإسرائيلية أخيراً عن laquo;علاقة غراميةraquo;، يعتقد أنها تجمع بين سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، والممثلة الإسرائيلية أورلي فاينرمان. وأشارت الصحيفة إلى أنها حصلت على نبأ العلاقة من خلال أحد أقارب الممثلة، خصوصاً بعدما لاحظ تكرار اللقاءات بين ابن القذافي والممثلة أورلي في إيطاليا. وأوضح أن الممثلة كانت تتنقل في سيارات عدة للوصول إلى مكان اللقاءات التي أشار الى انها كانت تتم في أجواء laquo;سريةraquo;.

وهذه القصة الغرامية، إن صدقت الرواية، تجمع بين شابين في سن متقاربة، أورلي (35 عاماً)، وسيف القذافي (32 عاماً)، أي أنه يصغرها بثلاثة أعوام، كما يجمعهما حبهما للشهرة والمغامرة. وكانت الصحيفة لفتت إلى أن العلاقة بينهما قد تنتهي بالزواج، ما أثار تخوفات داخل عائلة الممثلة الإسرائيلية من أن تعتنق الإسلام بعد الزواج من دون أن يثير أي قلق أو هلع لدى عائلة القذافي.

ومع أن الخبر نشر عبر وسائل الإعلام إلا أن وكالة أنباء الجماهيرية تجاهلت التعليق عليه، خصوصاً ان صيغة نشر خبر العلاقة تشير إلى أنها قد تفضي إلى زواج laquo;أسريraquo;... لا laquo;سريraquo; بين عائلتي القذافي وفاينرمان.

لن أتردد في تصديق تلك العلاقة الغرامية، فخلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع الشونة الأردني على البحر الميت، منتصف العام الماضي، أكد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي laquo;ان بلاده ليست لديها أي حساسية بشأن التعامل مع إسرائيل، نظراً إلى ان ليبيا تعتبر نفسها افريقية أكثر منها عربيةraquo;. وقال: laquo;عندما انضمت ليبيا للاتحاد الأفريقي، تركت الصراع العربي - الإسرائيلي جانباً، مشدداً على ان الليبيين لا يستطيعون أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهمraquo;. كما ان الفتى القذافي اقترح قبل عام في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية في لندن، تأسيس laquo;الجمهورية الفيديرالية في الأراضي المقدسةraquo; ليعيش فيها العرب واليهود جنباً إلى جنب، على أن تتكون من خمس مديريات أو مقاطعات، تكون القدس عاصمة لها. وسيف الإسلام، كما هو معلوم، يقضي معظم أوقاته بين بريطانيا وايطاليا ومالطا، وهو، وإن لم يصرح علناً، يمتلك نوايا سياسية ويبحث عن المفاتيح التي قد تزفه إلى أبواب العلاقات السياسية، خصوصاً وهو يحاول تجميل وجه النظام الليبي. وما يمكن طرحه كسؤال: هل تنعكس سياسة الأب على مغامرات الابن، ليؤكد مقولة laquo;هذا ما جناه علي أبيraquo;؟ خصوصاً أن الفتى القذافي الصغير رأى بعينه كيف خلع والده سياسته، وكيف تنصل من الشعارات الرنانة والأحلام الفضفاضة لبناء الأمة العربية، ثم الولايات المتحدة الأفريقية، لمضاهاة الولايات المتحدة الأميركية ولو بالاسم لا المعنى أو المضمون، بعدما شاهد صدام حسين يخرج من حفرة صغيرة بذقن طويلة ثم يودع السجن للمحاكمة.

لكن القذافي الصغير لا يمتلك قدرات القذافي الكبير ومهاراته في الجمع بين الأنظمة السلطوية أو الاشتراكية أو الرأسمالية في شخصية واحدة، وهو ما يتضح في كتابه laquo;ليبيا والقرن الواحد والعشرونraquo;.

والقذافي الابن وعد الليبيين قبل أشهر مضت بعهد جديد، ترفع فيه المظالم وترد الحقوق، ويحاسب المخطئون ويطلق سراح المساجين، ولا يزال الليبيون ينتظرون يوماً بعد يوم، إلا أن شيئاً لم يتحقق، وربما تعود الأسباب الى انشغاله بهذه العلاقة الغرامية laquo;العربية- العبريةraquo;. لكنني أخشى أن تصبح هذه العلاقة صورة كربونية أقرب إلى علاقة دودي وديانا.