طلال سلمان
فقدت الكويت، أمس، lt;lt;مؤسسها الثانيgt;gt; الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح، الذي كان أميراً لها مرتين:الاولى عندما وصل الى سدة الحكم عبر مسيرة طويلة في الادارة متنقلاً بين مواقع السيطرة، النفط والمالية، تحت اشراف المؤسس الاول الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح الذي حوّل lt;lt;المحمية البريطانيةgt;gt; من lt;lt;مشيخةgt;gt; الى دولة ذات نظام ملكي دستوري، آخذا بعين الاعتبار دور الحركة الشعبية ذات التوجه القومي في تحصين الاستقلال بالعروبة..
أما المرة الثانية فعندما عاد الى الكويت، مدعوما مرة اخرى بالحركة الشعبية التي حفظت لآل الصباح الحق بسدة الحكم، بعد تحرير الامارة الصغيرة والغنية، من غزوة صدام حسين، بواسطة قوى التحالف الدولي الذي رعته الادارة الاميركية بقيادة جورج بوش الاول.
ولقد تميز الشيخ جابر الأحمد، الذي نشأ مع اخوته lt;lt;ايتاماgt;gt;، بقدر من الحكمة، وكان مختصر العبارة، يلمح ويشير اكثر مما يقول مباشرة وصراحة... وهو قد مشى على خطى سلفه الكبير الشيخ عبد الله السالم، معتبراً ان للحركة الشعبية في الكويت شرعية وطنية، وبالتالي فإن الانتخاب، واستطراداً مجلس الأمة، حق مقدس، وكذلك حرية الاعلام، وقيام lt;lt;الجمعياتgt;gt; التي تقارب ان تكون أحزاباً.
ولسوف يفتقد الكويتيون في غدهم lt;lt;أميرهمgt;gt; الذي قاوم المرض طويلاً، ورحل بينما ولي عهده الذي نودي به أمس أميراً جديداً يعاني هو الآخر من ازمة صحية مستعصية، كان بين مظاهرها انه استقبل معزّيه، أمس، وفيهم ملوك ورؤساء، وهو على كرسي متحرك... كما ان منتديات الكويت وصحفها وديوانياتها تتداول منذ فترة طويلة الاحاديث تكهناً وتقديراً عن lt;lt;ازمة بيت الحكمgt;gt;، وكيف ستحسم مسألة ولاية العهد (الجديدة) ومن ثم lt;lt;موقع الحكومةgt;gt; وحصة العائلة فيها، ومواقع التجار من lt;lt;ابناء العائلات السبعgt;gt; التي تنظر الى نفسها على انها شريكة أساسية، او يجب ان تكون، والتي تشكو من منافسة ابناء العائلة في مجالات التجارة والاعمال الحرة.
على أن وعي الكويتيين والتفافهم من حول نظامهم، في فترة الاضطراب التي تجتاح المنطقة جميعاً، لا سيما بعد الاحتلال الاميركي للعراق بكل تداعياته السياسية الخطيرة المثقلة بدماء العراقيين، والتي تتهدد وحدة العراق وسلامة شعبه، ومن ثم مختلف الاقطار المجاورة، هو الضمانة الاساسية لان تعبر الكويت أزماتها الداخلية بهدوء يحفظ لها وحدتها الوطنية ودورها وهويتها العربية.
التعليقات